أوباما قد يكشف تفاصيل خطته الجمعة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أكد اثنان من مسؤولي الإدارة الأمريكية ما ذهب إليه ثلاثة من كبار أعضاء الكونغرس الأمريكي بشأن صحة التقارير التي نقلت أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يعتزم سحب قواته من العراق في أغسطس/آب 2010.
وقال المسؤولان إن أوباما سيعلن في خطابه الجمعة في معسكر "ليهوني" بكارولينا الشمالية: "دعوني أقول لكم بكل وضوح وصراحة: بحلول 31 أغسطس/آب عام 2010، ستنهي قواتنا في العراق مهمتها."
وكان ثلاثة من أعضاء الكونغرس قد أكدوا لـCNN صحة تلك التقارير، مشيرين إلى أنهم سمعوا ذلك من أوباما شخصياً في اجتماع عُقد ليل الخميس في البيت الأبيض.
وبحسب الأعضاء، فإن أوباما يعتزم ترك ما بين 35 إلى 50 ألف جندي في العراق، بعد سحب الوحدات المقاتلة، الأمر الذي سارع لانتقاده قادة من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي الرئيس الأمريكي إليه، وعلى رأسهم زعيم الغالبية بالكونغرس، هاري بيد الذي اعتبر حجم القوات المقدر لها البقاء "أكبر مما توقع،" بينما ذكر السيناتور الجمهوري، جون ماكهيو، أن أوباما أكد له بأن خطة الانسحاب قابلة للمراجعة "إذا توترت الأوضاع ميدانياً بالعراق."
وتشير المعلومات التي نقلها أعضاء الكونغرس، فإن خطة أوباما ستقود إلى سحب القوات المقاتلة خلال 19 شهراً، أي أكثر بثلاثة أشهر من تعهداته الماضية خلال الحملة الانتخابية بسحب القوات خلال 16 شهراً، وذلك على أن تنسحب سائر الوحدات التي ستبقى في العراق بحلول نهاية 2011، وفق الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد.
وقد يكشف أوباما تفاصيل خطته هذه الجمعة، حيث من المتوقع أن يزور قاعدة عسكرية في كارولينا الشمالية للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة، لإلقاء خطاب حول العراق، رغم أن مسؤولين في البيت الأبيض رفضوا التعليق حيال ما قد يحمله الخطاب.
وبالنسبة لردود الفعل التي صدرت حول الأنباء المتسربة عن خطة أوباما، فقد تركزت على انتقاد قراره ترك ما قد يصل إلى 50 ألف جندي في العراق بعد 2010، فإلى جانب تعليقات هاري بيد، قال السيناتور الديمقراطي تشاك شومر: "ننتظر توضيحات رسمية حول دوافع القيام بهذه الخطوة."
وأضاف: "لا بد أن يجري (الانسحاب) بصورة مسؤولة، لكن ترك 50 ألف جندي هو أكثر مما كنا نعتقد."
ولم يلق أوباما دعماً على الجانب الديمقراطي سوى من السيناتور ريتشارد ديربن، الذي قال إن البيت الأبيض يحاول أن يوجد "التوازن الصحيح" بين ضرورة إعادة الجنود إلى الولايات المتحدة، والحفاظ على الاستقرار في العراق بآن معاً.
غير أن المساندة غير المتوقعة للقرار المنتظر من أوباما جاءت من الجانب الجمهوري، وتحديداً من المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، جون ماكين، الذي حضر الاجتماع في البيت الأبيض، وقال ناطق باسمه إنه يدعم إبقاء هذا العدد من الجنود في العراق.
أما السيناتور الجمهوري، جون ماكهيو، فقد كشف أنه تلقى تأكيدات من أوباما تشير إلى أن خطة الانسحاب قابلة للمراجعة "إذا ما توترت الأوضاع في العراق ميدانياً وعادت وتيرة العنف للارتفاع" ناقلاً عن أوباما وجود "خطة احتياطية" ستطبق في هذا الوضع.
وقال ماكهيو في بيان مكتوب، إنه من الضروري العمل على إنجاح خطة أوباما، غير أنه أعرب عن استمرار قلقه حيال "هشاشة" الوضع الأمني في العراق.