أمريكا: لقاء "بنّاء" لمسؤول بالخارجية مع السفير السوري

السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى

واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- أكد روبرت وود، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، أن وكيل الوزارة لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، قابل السفير السوري في واشنطن، عماد مصطفى، لساعتين، في أول اختراق على هذا المستوى بعد قطيعة طويلة بين  الجانبين، واصفاً أجواء اللقاء بأنها "بناءة."

وكشف وود أن فيلتمان بحث مع مصطفى "دعم سوريا للتنظيمات الإرهابية، وسعيها للحصول على أسلحة نووية وتدخلها في شؤون لبنان ودورها على الحدود مع العراق وتراجع مستويات حقوق الإنسان لديها،" مضيفاً أن الجانب الأمريكي "رغب بمعرفة ما إذا كانت دمشق ستقوم بما يلزم للتعامل مع هذه القضايا."

وتابع وود: "سنقوم بمقاربة حيال سوريا، لا شك في ذلك.. نحن بالتأكيد منفتحون لمقابلتهم، لكننا نرغب أولاً في معرفة موقفهم من هذه القضايا."

من جانبه، أشاد مصطفى بالاجتماع الذي قال إنه كان فرصة كي يناقش مع فيلتمان "رؤية" للعلاقات الثنائية، مضيفاً أن اللقاء يندرج في إطار الرغبة الأمريكية للتعامل مع العالم وفق مبادرة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما لـ"حوار مع الاحترام" المتبادل.

وأضاف: "نعتقد أن هذا الاجتماع شهد بحثاً في إمكانية سوريا والولايات المتحدة على إجراء اتصالات دبلوماسية جدية، ومناقشة كل القضايا ذات الاهتمام المشترك."

يذكر أن غوردون دوغيد، الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، كان قد كشف السبت الماضي عن لقاء فيلتمان ومصطفى، مشيراً إلى أن الأول طلب موعداً للقاء السفير السوري.

وقال دوغيد إن فيلتمان سيطرح خلال اللقاء قلق واشنطن حيال دعم سوريا للمجموعات التي وصفها بأنها "إرهابية" وسعيها لامتلاك أسلحة نووية وتدخلها في شؤون لبنان وتراجع أوضاع حقوق الإنسان لديها، غير أنه اعتبر بأن الموعد يمثل "عودة للحوار الدبلوماسي مع دمشق."

وأضاف الناطق باسم الخارجية الأمريكية: "اللقاء سيكون فرصة للحوار ومناقشة الملفات التي تهمنا مع السوريين،" غير أنه تابع بالإشارة إلى استمرار وجود "اختلافات جوهرية" بين واشنطن ودمشق.

وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع على إشارة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن محققي الوكالة عثروا في موقع "الكبر" السوري، الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول الماضي بزعم أنه "مفاعل نووي سري،" على آثار لمادة اليورانيوم، وذلك بالاعتماد على تحليل العينات التي جرى جمعها من أرض الموقع.

وذكر التقرير أن اليورانيوم المكتشف ليس من النوع الذي "سجلته سوريا في قوائم المواد النووية التي تمتلكها بسجلات الوكالة" كما أن فرضية أن يكون من مخلفات الصواريخ التي استخدمت خلال الغارة الإسرائيلية "ضعيفة،" ما يخالف الادعاء الذي تمسكت به دمشق من قبل.

كما يتزامن مع قيام الإدارة الأمريكية الجديدة بدراسة آفاق الانفتاح الدبلوماسي على إيران وسوريا، خاصة وأن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، كان قد أشارت في جلسة الاستماع التي عقدتها بالكونغرس إلى أن الحوار مع دمشق قد يجعلها "لاعباً إقليمياً بناء" في الشرق الأوسط، ما يفيد المصالح الأمريكية.

يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، كان قد قام بسحب السفير الأمريكي من دمشق عام 2005، وذلك في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، والذي حمّل أنصاره دمشق مسؤولية العملية، الأمر الذي نفته الأخيرة بشدة.

وظلت العلاقات مقتصرة على الاتصالات التي يقوم بها القائم بأعمال السفارة الأمريكية بدمشق، غير أن العاصمة السورية شهدت في الآونة الأخيرة عدة زيارات لوفود من الكونغرس، كان آخرها لرئيس لجنة العلاقات الخارجية، جون كيري.