والد اليهودي القتيل يتجادل مع أحد قادة القبائل بعد الجلسة
صنعاء، اليمن (CNN) -- أدان القضاء اليمني الاثنين عبد العزيز يحيى حمود العبدي، وذلك بتهمة قتل ماشا يعيش النهاري، أحد أفراد الطائفة اليهودية في اليمن، وألزمه بدفع "دية" القتيل التي قدرتها بخمسة ملايين وخمسمائة ألف ريال، (أكثر من 27 ألف دولار أمريكي.)
غير أن البارز في الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بمحافظة عمران كان عدم صدور قرار بسجن العبدي، بل بتحويله إلى "المصحة العقلية والنفسية" بعدما أشار تقرير الطبيب الشرعي إلى أن الجاني يعاني مرض "الفصام الزوري."
وقضى الحكم بمصادرة السلاح الناري المستخدم في الجريمة، وإيداع الجاني المصحة "لمعالجته" على ألا يفرج عنه إلا بعد رفع تقرير صادر من اللجنة الطبية عن طريق النيابة العامة يثبت تماثله للشفاء "لتجنب تكرر أي جريمة."
واستندت المحكمة في الحكم على التقرير الصادر عن اللجنة الطبية المتخصصة بمكتب النائب العام، والذي أفاد أن مرض الفصام يعرف علميا بأنه مرض وهمي يسمى بمرض الهذيان المنظم يكون حكمه حكم المجنون لانعدام الإدراك لكنه لا يعفي صاحبه من المسؤولية المدنية .
وبعد الجلسة، أعرب والد القتيل، يعيش نهاري، عن امتعاضه من الحكم، ورغبته في تطبيق "العقاب الشرعي" على المتهم، ملوحاً باستئناف الحكم.
وكان مقتل نهاري قد أثار الرعب في صفوف أفراد الطائفة اليهودية باليمن، خاصة وأنه كان مقدمة لمجموعة من الهجمات والتهديدات التي دفعت عدداً منهم لمغادرة منازلهم واللجوء إلى أماكن مؤقتة وفرتها الحكومة بحماية أجهزة الأمن.
وتقول الوكالة اليهودية إن مقتل نهاري، وهو أب لتسعة أطفال، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى على أيد عناصر وصفتها بأنها "إسلامية متشددة،" وذلك على خلفية تصاعد التوتر ومشاعر الغضب في أعقاب العملية التي نفذتها إسرائيل ضد قطاع غزة.
وبعد مقتل نهاري، أعلنت إسرائيل في 20 فبراير/شباط الماضي أنها تمكنت من نقل عائلة يهودية يمنية مؤلفة من تسعة أشخاص إلى أراضيها، وذلك عبر تنفيذ عملية سرية لم تتضح تفاصيلها، في خطوة تأتي بعد "تزايد المخاطر الأمنية على سلامتهم" إثر التهديدات التي تلقوها من جانب "متشددين" مؤخراً.
ولم تشر الوكالة إلى كيفية قيامها بنقل العائلة من اليمن التي لا تربطها بإسرائيل أي علاقات، ما أضفى جواً من الغموض على أسلوب تنفيذ العملية، واكتفى أحد كبار مسؤوليها، إيلي كوهين، بالقول إن العائلة تضم سعيد بن يسرائيل وزوجته وأطفالهما.
يذكر أن اليمن كانت تضم أعداداً كبيرة من اليهود قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948، غير أن معظمهم غادر البلاد منذ ذلك الحين.
ويعتقد أن 280 يهودياً فقط يقطنون اليمن حالياً، بينهم 50 في صنعاء و 230 في منطقة ريدة، وقد كان بن يسرائيل رئيساً للطائفة اليهودية في ريدة، غير أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أشارت إلى أن مجهولين ألقوا قنابل يدوية على باحة منزله مؤخراً.