عناصر من فتح في مخيم المية ومية
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة (CNN) --أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجوم الإرهابي الذي وقع في لبنان الاثنين وأودى بحياة كمال مدحت، مساعد ممثل حركة التحرير الفلسطينية في لبنان وثلاثة من مرافقيه.
وأعرب الأمين العام عن أمله في تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى العدالة، مشيرا إلى أنه يجب ألا يسمح لمثل هذه الأفعال بتعريض مناخ الهدوء السائد الآن في لبنان إلى الخطر.
وكانت ممثلية السلطة الوطنية الفلسطينية في لبنان، قد أكدت لـCNN بالعربية مقتل مدحت في انفجار استهدف موكبه قرب مخيم "المية ومية"، شرقي مدينة صيدا في جنوبي لبنان.
وسارع ممثل السلطة الوطنية الفلسطينية، عباس زكي، إلى دعوة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأنصار حركة فتح إلى "ضبط النفس والأعصاب"، واصفا مدحت بأنه "أعز الرجال، الذي فقدته الساحة الفلسطينية في ظرف هي بأمس الحاجة فيه إليه،" وتجنب توجيه الاتهام إلى جهة بعينها، مكتفياً بالقول: "إن شاء الله لن يكون هناك أي انعكاس سلبي على المستوى الأمني."
وأضاف: "نحن لا نعتدي على سيادة لبنان وأمنه، وننتظر أن تكون هناك إجراءات سريعة لكشف الفاعلين،" بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.
ونقلت أنباء من العاصمة اللبنانية أن الانفجار الذي تعرض له مدحت أدى أيضاً إلى مقتل ثلاثة من مرافقي مدحت، الذي يعتبر أعلى مسؤول فلسطيني يتعرض للاغتيال في لبنان منذ مقتل جهاد جبريل، النجل الأكبر للأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة - أحمد جبريل عام 2002، في حين يعتبر الحادث ككل أكبر خرق أمني في لبنان منذ مواجهات مايو/أيار الماضي.
وكان مخيم المية ومية قد شهد السبت اشتباكات عنيفة أدت إلى سقوط قتيلين، أحدهما مسؤول اللجان الشعبية في حركة فتح، وقد جرى آنذاك تطويق الإشكال بدعوى أنه عائلي.
ويخشى مراقبون أن تؤدي عملية الاغتيال إلى إعادة التوترات في المخيمات الفلسطينية، التي تشهد انقساماً حاداً بين تنظيمات مختلفة تعكس الاختلاف داخل الأراضي الفلسطينية، وخاصة بين منظمة الحرير والقوى الموجودة خارجها، وقد تطورت في كثير من الأحيان إلى مواجهات مسلحة.
ويوجد أكثر من 200.000 لاجئ فلسطيني يعيشون في 12 مخيما في لبنان ويحصلون على المساعدات والخدمات التعليمية والصحية من الأونروا، وفق الأمم المتحدة.
كما تمتاز مخيمات لبنان بانقسامات داخل التنظيم الواحد، حيث تتصارع عدة قيادات على النفوذ في أحياء أكثر من عشر مخيمات تنتشر في لبنان.
وإلى جانب القوى الفلسطينية التقليدية، من فصائل منظمة التحرير، وحماس والجهاد الإسلامي والصاعقة وفتح الانتفاضة والجبهة الشعبية - القيادة العامة - تتواجد في مخيمات لبنان تيارات إسلامية قوية على صلة بما يعرف بـ"الخط الجهادي"، تتجمع ضمن أطر أبرزها عصبة الأنصار وجند الشام (التفاصيل.)
يشار إلى أن لبنان شهد طوال السنوات الأربع الماضية الكثير من الأحداث الأمنية والسياسية، وعمليات الاغتيال لشخصيات سياسية وأمنية وصحفية، كما كادت الأمور تتجه نحو الصراع الأهلي المفتوح في مايو/ أيار الماضي، بالمواجهات المسلحة بين مناصري الحكومة ومعارضيها، غير أن الأوضاع استتبت بعد مفاوضات جرت في الدوحة، أفضت إلى تقاسم النفوذ ضمن حكومة وفاق وطني.
وتستعد البلاد حالياً لانتخابات نيابية في الثامن من يونيو/حزيران المقبل، يتفق جميع الأطراف على أنها "مفصلية."