جندي لبناني يقف على حراسة السفارة السورية
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وافق لبنان رسميا الثلاثاء على اعتماد سفير دمشق السابق في الكويت، علي عبد الكريم علي، سفيرا لسوريا في بيروت، ليكون بذلك أول سفير في سوري في العاصمة اللبنانية منذ استقلال البلدين في منتصف العقد الرابع من القرن الماضي.
ويأتي القرار السوري بعد أسبوع على افتتاح لبنان أول سفارة له في دمشق منذ استقلاله، وبعد نحو ثمانية أشهر من إعلان لبنان وسوريا إقامة علاقات دبلوماسية بينهما للمرة الأولى، وأربعة أشهر من فتح سوريا سفارتها في العاصمة اللبنانية في ديسمبر/كانون الثاني الماضي.
وكان لبنان قد أعلن في وقت سابق تسمية ميشال خوري سفيراً له في سوريا، إلا أنه لم يمارس مهامه بشكل رسمي بعد.
وباشرت السفارة اللبنانية في دمشق أعمالها رسميا في 17 مارس/آذار الجاري، حيث رفع القائم بأعمال السفارة، رامي مرتضى، العلم اللبناني فوق المقر الكائن في أبو رمانة إيذانا بافتتاحها والبدء في أعمالها المعتادة.، وفق وكالة الأنباء السورية، سانا.
وكانت القمة السورية اللبنانية التي عقدت في أغسطس/آب الماضي، قد أصدرت بياناً مشتركاً أعلن فيه الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية بين سورية ولبنان على مستوى السفراء.
وأكد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن افتتاح السفارتين في بيروت ودمشق وتبادل العلاقات الدبلوماسية بين القطرين جاء ثمرة للقمة السورية اللبنانية التي عقدت بين الرئيسين بشار الأسد و ميشيل سليمان في دمشق في أغسطس/آب الماضي، وفق التقرير.
وعبر نائب وزير الخارجية عن أمله في إن تقوم السفارتان السورية واللبنانية بتعزيز العلاقات المباشرة بين البلدين، مؤكداً على العلاقات المتينة والتاريخية بين شعبي البلدين، وحرص القيادة السورية على تعزيز وتعميق هذه العلاقات في مختلف المجالات.
بدوره أعرب رامي مرتضى القائم بأعمال السفارة اللبنانية في دمشق عن شكره لنائب وزير الخارجية على زيارته لمقر السفارة بعد مباشرتها لعملها متمنيا أن يتوج عمل السفارة قريبا بوصول السفير اللبناني المعين بدمشق.
وقال: "السفارة سوف تكون في خدمة العلاقات الأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين."
وهيمنت سوريا على السياسة اللبنانية على مدى 30 عاما حتى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005 الأمر الذي أدى لاحتجاجات عامة وسحب القوات السورية من لبنان.
ويُشار إلى أنه لم تكن توجد أي علاقات بين البلدين تقريباً منذ 2005، حين تمّ اغتيال الحريري، وهو الحادث الذي تنحى فيه أطراف لبنانية باللائمة على سوريا في لعب دور فيه، ما تنفيه الحكومة السورية.
ولم يفتح البلدان سفارات في عاصمتي الدولتين منذ إعلان استقلال لبنان عام 1943.
وكان البلدان قد وقعا معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق في الثاني والعشرين من مايو/أيار عام 1991، والتي نصت على تشكيل المجلس الأعلى السوري اللبناني.
ومن أهداف هذا المجلس وضع السياسة العامة للتنسيق والتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
ووقع المعاهدة عن الجانب السوري، الرئيس الراحل حافظ الأسد، وعن الجانب اللبناني، الرئيس الراحل إلياس الهراوي.