/الشرق الأوسط
 
1000 (GMT+04:00) - 29/03/09

اجتماع سوري مصري سعودي بالقاهرة وموسى يشيد بـ"تنقية الأجواء العربية"

موسى لفت إلى حصول اجتماعات جانبية بين أطراف عربية

موسى لفت إلى حصول اجتماعات جانبية بين أطراف عربية

القاهرة، مصر (CNN) -- وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى النقاشات التي دارت خلال أعمال الدورة 131 لمجلس جامعة الدول العربية في القاهرة بأنها "بناءة" معرباً عن ارتياحه لم وصفه بـ"تنقية الأجواء العربية،" كاشفاً أنه جرى عقد لقاءات ثنائية وثلاثية بين دول عربية، بينها ما سبق وأُعلن عنه من لقاء وزراء خارجية مصر والسعودية وسوريا.

مواقف موسى جاءت في مؤتمر صحفي أعقب انتهاء أعمال الدورة التي جرت برئاسة علي كرتي، وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية، الذي أكد وجود إجماع على موقف عربي واحد وهو رفض أي تحركات للمحكمة الجنائية الدولية حيال السودان، مشيراً إلى وجود دول لوحت باستخدام حق النقض، إذا ما صدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر البشير.

وكانت أعمال الدورة قد شهدت اجتماعات جانبية، كان أبرزها اللقاء الذي جرى الإعلان عنه بين الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، مع كل من وزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط، ونظيرهما السوري، وليد المعلم.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد تم خلال الاجتماع "العمل على إزالة الخلافات العربية" والبناء على مبادرة العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال القمة الاقتصادية بالكويت لإنهاء الخلافات العربية."

وشهدت الدورة قيام الوزراء العرب بإعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية المقبلة، المقرر عقدها في دولة قطر في الثلاثين من مارس/آذار الجاري.

وفي البيان الختامي، فقد أكد المجلس "حق الإمارات المطلق في السيادة الكاملة" على الجزر المتنازع عليها مع إيران، ودعا طهران إلى "إنهاء هذا الاحتلال وإعادة النظر في موقفها الرافض لإيجاد حل سلمى لقضية الجزر الإماراتية، وأن تترجم إيران ما تعلنه من رغبة في تحسين علاقاتها مع الدول العربية إلى واقع."

كما دان المجلس كذلك "التصريحات والمزاعم الصادرة عن بعض المسؤولين الإيرانيين والتي تمس سيادة واستقلال مملكة البحرين."
 
وأكد الوزراء الالتزام العربي بمبادرة السلام العربية "كأساس لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي،" وحملوا إسرائيل "المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن الجرائم التي ارتكبت خلال العدوان على غزة وطلبوا من مؤسسات الأمم المتحدة ذات العلاقة التحقيق بجرائم الحرب وإحالتهم إلى المحاكم الدولية،" بحسب البيان.

وتطرق الوزراء إلى الملف السوداني والأزمة مع المحكمة الجنائية الدولية، فأكد المجلس "تضامنه مع السودان لمواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه وكل ما يهدد جهود السلام الجارية،" وشدد على ما قال إنه "الرفض التام لجميع محاولات تسييس مبادئ العدالة الدولية."

كما اعتمد الوزراء عدداً من المقترحات والتوصيات التي أعدتها اللجنة العربية مفتوحة العضوية على مستوى الخبراء بشأن حماية الأمن القومي العربي، وتفعيل وتوسيع صلاحيات مجلس السلم والأمن العربي ليقوم بدوره في حفظ السلم والأمن.

وكان مجلس السلم والأمن العربي اجتمع برئاسة الفيصل، وجرت مناقشة تقرير حول أنشطة وأداء المجلس خلال الأعوام السابقة ومقترحاته في المستقبل قبل رفعه إلى مجلس الجامعة.

وناقش الاجتماع عددا من الموضوعات، في مقدمتها القرصنة قبالة السواحل الصومالية والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي.

يشار إلى أن أعمال الدورة بدأت في القاهرة صباحاً، وتحدث الفيصل خلال الجلسة الافتتاحية، لافتا إلى أن مبادرة السلام العربية "واجهت الكثير من التحديات والصعوبات في سياق العمل على ترويجها والدعوة لتبنيها كأساس لحل شامل للنزاع العربي الإسرائيلي بسبب تعنت إسرائيل وتماديها في تجاهل أسس ومتطلبات العملية السلمية والذي أدى بدوره إلى نشوء شعور متزايد بالإحباط مع التدني المستمر لفرص صنع السلام المنشود."

وقال الفيصل إن من نتائج ذلك "بروز أصوات تطالب بالتخلي عن هذه المبادرة دون إيجاد إستراتيجية معقولة وبديلة للتعامل مع النزاع العربي الإسرائيلي."
 
وأوضح الوزير السعودي أن التخلي عن هذه المبادرة في "ظل ميزان القوى السائد وطبيعة الواقع العربي المتأزم لن يساعد مطلقا على تحسين هذا الواقع أو إنهاء تأزمه بل سيمثل إلغاء المبادرة نوعا من إلحاق الأذى بالنفس في غياب البديل الأفضل."

وتطرق الفيصل إلى مبادرة المصالحة العربية التي قدمها العاهل السعودي في قمة الكويت، معتبراً أنها "جاءت لإخراج العرب من دوامة الشقاق والخلاف" الأمر الذي عزز "الشعور بإمكانية الخروج من هذا المأزق من خلال انتهاج أسلوب مبني على وفاق عربي" على حد تعبيره.

ولفت الفيصل إلى أن موسى قام "بجهود مكثفة" لتنقية الأجواء كما طرأ تحسن ملموس في العلاقات العربية بما في ذلك الاتصالات القائمة بين الرياض ودمشق، والتي وصفها بأنها "إيجابية" ومن شأنها "دعم مسيرة المصالحة العربية عموما."

وأعرب عن تطلعه أن تبلغ المصالحة بين الفلسطينيين منتهاها بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتحدث باسم كل الفلسطينيين وتتجنب المصير الذي انتهت إليه حكومة ما بعد اتفاق مكة المكرمة بين حركتي فتح وحماس.

كما لفت الأمير السعودي إلى "اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة" الذي تم توقيعه في الدوحة مؤخرا بين الفصائل المتنازعة في دارفور، معربا عن أمله في أن يشكل دعما للجهود العربية والدولية الرامية لحل الأزمة في هذا الإقليم.

advertisement

من جهته، طالب رئيس الدورة، وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني، علي أحمد كرتي، بضرورة "نبذ الفرقة العربية" في إطار المبادرة السعودية، ودعا إلى جعل شعار هذه الدورة "دورة الوفاق العربي" معتبرا أن التوافق السعودي السوري الأخير تحت مظلة الجامعة العربية "كان له أثره في تحقيق الوفاق اللبناني."

وعقب الجلسة الافتتاحية عقد المجلس جلسات عمل مغلقة.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.