/الشرق الأوسط
 
1259 (GMT+04:00) - 05/05/09

انفراجة بين دمشق والرياض.. دعوة الأسد لزيارة السعودية

الأسد أثناء استقباله الفيصل بدمشق

الأسد أثناء استقباله الفيصل بدمشق

دمشق، سوريا (CNN)-- في تطور جديد على خط عودة الحيوية إلى العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية السورية، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد، دعوة رسمية من الملك عبد الله بن عبد العزيز، لزيارة المملكة، بعد سنوات من الفتور في العلاقات بين الجانبين، وصل إلى حد الخلاف العلني.

نقل هذه الدعوة وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال استقبال الرئيس السوري له في دمشق الأربعاء، حيث تم خلال اللقاء، بحث الوضع العربي والتحديات التي تواجه الأمة في مختلف بلدانها وخاصة في ضوء الانقسامات التي شهدتها الساحة العربية في الفترة الأخيرة.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، أن الرئيس الأسد أكد خلال لقائه مع الفيصل، وهو أول وزير خارجية سعودي يزور سوريا منذ نحو أربعة أعوام، أنه "لابد من أن يتوصل العرب إلى طريقة إدارة الخلافات بمودة، وبأسلوب يبني على المشترك بينهم، والذي بحد ذاته يقلص مساحة الاختلاف."

وأضاف أن هناك بعض القضايا الجوهرية التي لا يمكن أن يختلف العرب عليها، والتي تتعلق بالحقوق والمصالح العربية العليا، وأن "العلاقات بين البلدان العربية يجب أن تبقى دائماً في خدمة الشعوب العربية ومصالحها العليا، وتصب في تمكين الدول العربية من القيام بواجباتها، وخاصة تجاه فلسطين والعراق."

وكان اللقاء "بناءً وإيجابياً"، وفق "سانا"، التي أشارت إلى أن الفيصل نقل "تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ودعوة منه لزيارة المملكة"، كما جرى الحديث، خلال اللقاء، عن "المصالحة الفلسطينية، وعزم البلدين على دعمها، ودعم المصالحة العربية لما فيه خير العرب جميعاً."

وكانت العلاقات العربية - العربية، وخاصة السورية السعودية، قد شهدت تحقيق اختراق مؤخراً على خط الخلاف المستحكم منذ 2006، بعد المصالحة التي تمت بالكويت في يناير/كانون الثاني الماضي، بين الأسد والعاهل السعودي، والرئيس المصري حسني مبارك، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وفي أواخر فبراير/شباط الماضي، قام وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بزيارة قصيرة إلى العاصمة السعودية الرياض، قام خلالها بتسليم رسالة للعاهل السعودي من الرئيس السوري.

وبدأت الجهود الرامية لرأب الصدع بالزيارة التي قام بها الأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات السعودية، لسوريا في 15 فبراير/ شباط الماضي، حيث قالت مصادر سورية إنه حمل رسالة شددت على "أهمية التنسيق والتشاور بين الجانبين، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والشعوب العربية."

وسبق وصول الأمير السعودي إلى دمشق تسرب أنباء عن وسائل إعلام مقربة من الرياض، تشير إلى زيارة وفد أمني سوري رفيع المستوى إلى الرياض، دون أن تتضح طبيعة الزيارة وأهدافها.

يُشار إلى أن السعودية كانت ترتبط بعلاقات جيدة مع سوريا في حقبة الرئيس الراحل حافظ الأسد، غير أن الأمور بدأت بالتبدل مع وصول نجله بشار للسلطة، خاصة بعد أن أخذ الأخير مواقف متشددة حيال قوى تدعمها الرياض في لبنان، خلال الفترة التي كانت قواته في ذلك البلد، إلى جانب تشديد علاقاته مع طهران.

وتصاعد الخلاف بين الطرفين بعد الرابع عشر من فبراير/ شباط 2005، عندما تعرض حليف أساسي للرياض في لبنان، رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، للاغتيال في بيروت، في عملية وجهت خلالها بعض القوى اللبنانية أصابع الاتهام فيها لدمشق، التي نفت ذلك بشدة.

advertisement

وظلت الأمور على توترها بين الطرفين، إلى أن بلغ الخلاف ذروته خلال معارك يوليو/ تموز 2006، بين حزب الله وإسرائيل، حيث وجهّت الرياض لوماً شديداً للحزب لتسببه بالمواجهات، مما دفع الأسد بعد انتهاء المعارك إلى إلقاء خطاب وصف فيه الذين عارضوا ما جرى بأنهم "أشباه رجال"، الأمر الذي مثل ذروة النزاع بين الطرفين.

وبحسب خبراء فإن الرياض ترغب في أن ترى تبدلاً بالموقف السوري حيال التحالف الاستراتيجي مع إيران، والوضع في لبنان والعراق والساحة الفلسطينية.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.