/الشرق الأوسط
 
1351 (GMT+04:00) - 17/04/09

هل ينجح الدولار في الاحتفاظ بعرش العملات العالمية؟

الدولار واليورو.. هل هو صراع العمالقة؟

الدولار واليورو.. هل هو صراع العمالقة؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في وقت أعلن فيه مدير عام صندوق النقد الدولي أن لا ضرورة للتخلي عن الدولار الأمريكي بوصفه عملة عالمية، تبنت قمة "مجموعة بوليفار" المنعقدة في فنزويلا، قراراً بشأن إنشاء وحدة حسابية خاصة بها بدلاً للعملة الخضراء، فيما لم يستبعد خبير أمريكي إمكانية أن يكون الذهب بديلاً للدولار كعملة للاحتياط الدولي.

لقد كان لتردي الاقتصاد العالمي منذ بعض الوقت، وانخفاض قيمة الدولار في النصف الثاني من عام 2008، وارتفاع سعر النفط بصورة صاروخية قبل أن يتهاوى بسرعة أكبر في وقت لاحق، أثر كبير في الجدل الدائر حول الدولار الأمريكي بصفته عملة عالمية.

صراع العملات الصعبة

في فبراير/شباط من العام 2008، أعلنت منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط، "أوبك" أنها تدرس إمكانية تسعير النفط باليورو بدلا من الدولار، كما أكد الأمين العام للمنظمة، عبد الله البدري، في تصريحات لنشرة الشرق الأوسط الاقتصادية "ميد."

وفي ذلك الوقت، قال البدري "ربما نستطيع تسعير النفط باليورو.. هذا ممكن.. لكنه سيستغرق وقتا."

وجاء هذا الإعلان بعد أن أفضى تراجع الدولار إلى تآكل القدرة الشرائية لمصدري النفط، مما حدا ببعض أعضاء منظمة "أوبك" إلى الدعوة للتخلي عن العملة الأمريكية.

جريدة "الاتحاد" الإماراتية، التي حصلت على نص المقابلة، نسبت إلى البدري قوله إن "المنظمة قد تتحول إلى اليورو في غضون عشر سنوات لمواجهة تراجع الدولار."

وكان لارتفاع اليورو والحديث عن سلامة الاقتصاد الأمريكي في تلك الفترة الدور المهم في هذا التفكير، وخصوصاً أن دولتين، هما إيران وفنزويلا أعلنتا مراراً أنهما ترغبان في التخلي عن الدولار كسعر للنفط.

وبحسب الخبراء، فإن أحد أهم الأسباب وراء تدهور الاقتصاد الياباني يعود إلى انخفاض قيمة الدولار مقابل الين، الأمر الذي فاقم الاقتصاد سوءاً، حيث تدهورت الصادرات نتيجة ارتفاع قيمتها في وقت دخل فيه الاقتصاد الياباني مرحلة ركود وكساد.

الدولار.. هل من بديل؟

في مارس/آذار من العام الجاري، انضمت الصين إلى مؤيدي فكرة إيجاد بديل للدولار الأمريكي كعملة احتياط رئيسية في العالم، حيث أعلن محافظ بنك الصين الشعبي، أو المصرف المركزي الصيني، تشو شياو تشوان، في الرابع والعشرين من الشهر نفسه تأييده لدعوة روسيا لإيجاد بديل للدولار.

وجاء في مقال نشره تشوان على الإنترنت أن إصلاح النظام المالي الدولي يجب أن يهدف إلى إنشاء عملة احتياط دولية لا ترتبط بأي دولة، وتقدر على المحافظة على استقرارها لمدة طويلة، وهو ما سيتيح سد ثغرات في النظام القائم الذي تشكل العملات الوطنية قاعدته الرئيسية، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية نوفوستي.

وقبل ذلك، دعا وزراء مالية روسيا والصين والبرازيل والهند، في بيان صدر في ختام اجتماعهم، في الثالث عشر من مارس/آذار، إلى بحث مسألة إدخال تغييرات على النظم المالي الدولي ودور عملات الاحتياط.

لكن، يبدو أن هناك إصراراً دولياً على التخلي عن الدولار، وآخر هذه المحاولات، تبني قمة مجموعة بوليفار، التي تضم فنزويلا وكوبا وبوليفيا وهندوراس ونيكاراغوا والدومينيكان، قرار إنشاء وحدة حسابية خاصة بدول المجموعة أطلق عليها اسم "سوكري."

وأوضح الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، أنه سيتم التعامل مع "السوكري" في بادئ الأمر كعملة حسابية على أن تتحول إلى عملة نقدية في المستقبل وهو ما سيتيح الخروج عن نطاق سيطرة الدولار، فيما ينتظر أن تطرح هذه العملة للتداول في الأول من يناير/كانون الثاني 2010.

الدولار.. إلى أين؟

ويصب في الاتجاه نفسه أن  الخبير الأمريكي بن ستايل، مدير الاقتصاد العالمي في مجلس العلاقات الخارجية، لا يستبعد إمكانية أن يكون الذهب بديلا للدولار الأمريكي كعملة للاحتياط الدولي.

وقال ستايل، مؤلف كتاب "المال والسوق والسيادة" في تصريحات لـ"نوفوستي"، إن تدني الثقة بالدولار والعملات الأخرى يؤدي إلى تزايد الثقة بالذهب ويمهد لظهور عملة حسابية ذهبية من الممكن تحويلها إلى الذهب الحقيقي دائماً.

ويستبعد الخبير إمكانية انخفاض قيمة الذهب مشيراً إلى أن إجمالي احتياطي العالم من الذهب لا يمكن أن يرتفع بنسبة تزيد على 6 في المائة في السنة.

ويتوقع الخبير أن تتصدى الحكومات وخاصة الحكومة الأمريكية لطرح عملة حسابية ذهبية للتداول ولكنه يعتقد أن عملة كهذه ستحظى بتأييد المتعاملين في الأسواق والمستثمرين.

وحول بقاء "مسألة الدولار" مطروحة، يعتقد المحلل اللندني، ديفيد وودوورد، أن الدولار يمثل قنبلة موقوتة في مصارف دول مجموعة العشرين.

ويشير وودوورد إلى أن "لوحة التحكم" في هذه القنبلة موجودة في يد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، نفسه.

صندوق النقد الدولي يعارض

advertisement

رغم الدعوات السابقة، يعارض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والمدير العام لصندوق النقد الدولي، دومنيك ستروس-كان، مثل هذا الأمر،

ففي تصريحات للصحفيين في مارس/آذار، قال أوباما إنه لا يرى ضرورة لإيجاد عملة عالمية جديدة، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعاً في قيمة الدولار في حين يعتبر مستثمرون الاقتصاد الأمريكي قوياً.
 
من جانبه، لا يرى ستروس-كان داعيا للتخلي عن الدولار الأمريكي كعملة عالمية، مشيراً في آخر تصريح له في السادس عشر من إبريل/نيسان الجاري، إلى أن الدولار يعد حالياً أقوى مما كان عليه قبل عام، ولذا لا داعي لإيجاد البديل له.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.