تواصل حركة الشباب المتشددة هجماتها
مقديشو، الصومال (CNN) -- هاجم مسلحون قافلة لموظفي اغاثة في الصومال واختطفوا عدداً منهم كرهائن، من بينهم موظفان أجنبيان من منظمة "أطباء بلا حدود" الأحد.
وأوردت مصادر صومالية أن القافلة، المكونة من ثلاث سيارات، كانت متوجهة من بلدة "رابور" إلى "حدر" جنوب غربي الصومال، تحت حماية عناصر أمن محلية، عندما باغتها مسلحون.
وقال مفوض مقاطعة "رابور" إن المسلحين أطلقوا سراح كبار السن الذين كانوا من بين المجموعة، وتحفظوا على موظفي الاغاثة المحليين والدوليين كرهائن.
وتقع مقاطعة "رابور" في إقليم "باكولي" الخاضع لسيطرة حركة "الشباب" المتشددة، المصنفة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كمنظمة إرهابية.
ولم تكشف منظمة "أطباء بلا حدود" الفرنسية مباشرة عن هوية أو جنسيات المختطفين، كما لم تورد التقارير عدد من كانوا في القافلة أو الأشخاص المختطفين، أو الذين أطلق سراحهم.
وأكد مايكل بيريمانز، منسق من المجموعة الطبية الدولية البلجيكية- MSF - فقدان المنظمة الإنسانية الفرنسية الاتصال باثنين من موظفيها في الصومال.
ويعد موظفو المنظمات الإنسانية العاملة في الصومال أهدافاً دائمة للعناصر المسلحة هناك.
ويشار إلى أن حركة "الشباب" كانت الجناح المسلح لمنظمة "إتحاد المحاكم الإسلامية" التي بسطت سيطرتها على معظم جنوبي الصومال خلال النصف الثاني من عام 2006.
وتقول الولايات المتحدة بوجود روابط بين المجموعة وتنظيم "القاعدة"، ودعمت غزواً عسكرياً أثيوبياً لدحر الحركة عن السلطة في 2006.
وتولى الزعيم السابق لحركة "إتحاد المحاكم الإسلامية" شيخ شريف شيخ أحمد، رئاسة الصومال عقب انسحاب القوات الأثيوبية في يناير/كانون الثاني بموجب اتفاق رفضته حركة "الشباب"، لتبدأ في محاربة الحكومة الصومالية الجديدة.
وعلى صعيد صومالي متصل، أقر البرلمان الاتحادي بالإجماع تطبيق قانون الشريعة الإسلامية في البلاد عقب جلسة تصويت السبت.
ومن شأن هذه الموافقة أن تدعم جهود الرئيس شيخ شريف في التغلب على تنظيم الشباب المتشددة المعارضة لحكومته، خصوصا بعد التوتر الذي شهدته العاصمة مقديشو خلال الأيام الماضية وأسفر عن مقتل عدد من مؤيدي شريف.
وقال عبدالله عثمان بوقري نائب المتحدث باسم البرلمان عقب التصويت على القانون، إن "لا أحد سيتهمنا بأننا ضد الإسلام بعد إقرار القانون."
وكان شريف، الذي تزعم تنظيم المحاكم الإسلامية في السابق، قد تعرض لنقد لاذع من زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في مارس/ آذار الماضي، عندما دعا ما أسماهم "المجاهدين" في الصومال، إلى محاربته والإطاحة به، متهماً إياه "بالتآمر مع القوى الغربية، والوقوع تحت إغراء الحكومة الأمريكية."
وتعد الصومال واحدة من أكثر دول العالم عنفاً وفقراً، وأفتقر سكان الصومال، البالغ تعدادهم قرابة ثمانية ملايين نسمة، إلى حكومة فاعلة، منذ إطاحة أمراء الحرب بنظام سياد بري عام 1991، قبل أن يبدؤوا بالتناحر فيما بينهم، قبيل انتخاب شريف.