لأول مرة يتعرض مسيحيون في كركوك لهجمات عنف دامية
بغداد، العراق (CNN) -- لقي ثلاثة مسيحيين مصرعهم وأصيب اثنان آخران في كركوك، شمالي العاصمة العراقية، الأحد، نتيجة هجومين استهدف عائلتين من أبناء الطائفة المسيحية، بعد فترة من الهدوء النسبي في استهدف المسيحيين في العراق.
وأفادت الشرطة العراقية أن الهجوم الأول وقع في أحد الأحياء الجنوبية بمدينة كركوك (240 كيلومتراً شمالي بغداد)، التي تشهد توتراً سياسياً وأمنياً بشأن هويتها والنزاع على ضمها إلى كردستان العراق أو بقائها ضمن سلطة المركز في بغداد.
وقالت الشرطة لـCNN إن الهجوم استهدف امرأة مسيحية وزوجة ابنها، وأنهما قتلتا في منزلهما في وقت متأخر من الأحد.
وأوضحت الشرطة أن المهاجمين جزوا عنقي القتيلتين.
وفي حي مجاور، هاجم مسلحون عائلة مسيحية في منزلها، وطلقوا النار على الوالد وأبنائه الثلاثة، فقتل أحد الأبناء فوراً، فيما أصيب الولدين والوالد بجروح.
هذا ولم تعرف دوافع المهاجمين في الهجومين، كما أنهما أول هجومين يستهدفان عائلات مسيحية في كركوك، فيما سبق أن تعرض المسيحيون في الموصل لعدة هجمات.
وكان عدد من المطلعين على وضع المسيحيين في العراق قد حذروا في وقت سابق من تعرضهم لما وصفوه بـ"التطهير الديني" بحيث يُدفعون إلى الهجرة وترك مناطقهم الأصلية، وذلك بسبب هجمات الـ"متطرفين" التي تستهدفهم، والتي أدت لتراجع أعدادهم في العراق من 1.4 مليون قبل إسقاط نظام البعث عام 2003 إلى ما بين 500 و700 ألف.
وترافقت التحذيرات مع صدور تقرير أعدته لجنة الحريات الدينية المرتبطة بوزارة الخارجية الأمريكية، عددت فيه مجموعة من الاعتداءات التي تعرض لها المسيحيون مؤخراً، بينها إرغام بعض نسائهم على ارتداء الحجاب والاعتداء على مصالحهم التجارية، إلى جانب قتل عدد من رجال دين.
وكان نحو نصف سكان الموصل من المسيحيين قد هربوا إثر حملة من عمليات القتل والتهديدات استهدفت الطائفة في المدينة، وفق الأمم المتحدة.
فقد نزح قرابة 13 ألف مسيحي، أو نحو 2300 أسرة، من المدينة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، تحسباً من الحملة التي استهدفتهم لأول مرة منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق في مارس/آذار عام 2003.
غير أن العدد بدأ يتراجع في الأسابيع الأخيرة، وفقاً تصريح مصدر مسؤول، بل وبدأ العديد منهم بالعودة إلى منازلهم في المدينة، إثر تسيير دوريات أمنية في الأحياء المسيحية في المدينة.
يذكر أن العنف ضد الطائفة المسيحية في العراق بدأ في منتصف أكتوبر/تشرين الأول بعد تظاهرات احتجاجية قام بها مسيحيو المدينة للمطالبة بتمثيل عادل لهم في انتخابات المجالس البلدية التي ستجري في يناير/كانون الأول المقبل.
وجاءت هذه التظاهرات للاحتجاج على قانون الانتخابات المقترح الذي سيلغي الحصص (الكوتا) الانتخابية لتمثيل الأقليات في تلك المجالس البلدية.