/الشرق الأوسط
 
0100 (GMT+04:00) - 30/05/09

إدانة دولية لشريط فيديو يظهر شقيق رئيس الإمارات يعذب أفغانيا

 

الشيخ ومساعدوه وشرطي اجتمعوا على تعذيب الأفغاني

الشيخ ومساعدوه وشرطي اجتمعوا على تعذيب الأفغاني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أدانت منظمات إنسانية شريطا يظهر أحد أفراد العائلة الحاكمة في إمارة أبوظبي، بدولة الإمارات العربية، وهو يعتدي بالتعذيب على تاجر حبوب أفغاني بسبب خلاف مالي بينهما.

ويظهر في الشريط الذي تداوله عدد من المواقع الإلكترونية، ووسائل إعلام دولية، الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان، وهو الأخ غير الشقيق للرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يمارس تعذيبا جسديا ضد تاجر أفغاني في مسعى للحصول على اعتراف منه حول خداعه في إحدى الصفقات.

وبمساعدة رجل بزي الشرطة، يظهر الشيخ عيسى في الفيديو، الذي اطلعت CNN  عليه، وهو يحشو الرمل في فم الرجل الأفغاني، ويضربه بعصا تحوي مسامير حديدية، ثم يحرق أعضاءه التناسلية بصاعق كهربائي، ويجلده بسوط، ويطلق النار باتجاهه دون أن يصيبه، ثم في النهاية، يصب الملح على جراح الرجل.

وفي جزء آخر من الشريط، يسمع أنين الرجل بينما تدوسه عجلات سيارة الشيخ عيسى ذات الدفع الرباعي، مرارا، لإتهام الشيخ له بأنه احتال عليه بمبلغ من المال. 

والشريط، الذي تبلغ مدته 45 دقيقة، تم تصويره على مدار ثلاث ساعات قبل نحو أربع سنوات، في صحراء على أطراف مدينة أبوظبي، تم تصويره بناء على طلب من الشيخ عيسى.

وظهر الشريط الآن إلى العلن، كجزء من أدلة في محكمة مدنية اتحادية في ولاية هيوستن، بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث رفع رجل الأعمال بسام النابلسي، وهو شريك تجاري للشيخ عيسى، دعوى قضائية ضده.

وتبعا لردود الفعل الدولية التي اجتذبها الشريط، أدانت حكومة أبوظبي بشدة أعمال التعذيب التي ظهرت في شريط الفيديو، قائلة إن مكتبا معنيا بحقوق الإنسان في العاصمة "سيبدأ تحقيقا شاملا في هذه المسألة على الفور، ويعلن نتائج التحقيق على الملأ في أقرب فرصة ممكنة."

أما النابلسي، وهو أمريكي من أصل لبناني، فيقول إنه التقى الشيخ عيسى عندما جاء إلى هيوستن لإجراء فحوصات طبية عام 1994، وأصبحا صديقين وشركاء في الأعمال، ثم طلب الشيخ من النابلسي أن يعمل لديه في أبوظبي.

ووفقا للدعوى التي رفعها النابلسي، فإنه أصبح "منزعجا جدا من سلوك الشيخ عيسى الغريب،" بعد موت والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس الراحل لدولة الإمارات، والذي "كان يضبط تصرفاته قبل أن يتوفى."

وقال النابلسي إنه واجه شريكه الشيخ عيسى بما حدث للتاجر الأفغاني، خاصة وأن شقيقه ( النابلسي) هو الذي صور الشريط للشيخ، وقال له إنك "رجل لا يخاف الله،" ما أدى إلى حنق الشيخ عليه، وانقلبت الحال بعد ذلك.

وفي عام 2005 تم اعتقال النابلسي، وزجه في السجن بتهمة حيازة المخدرات، ما جعله "يتعرض للتعذيب والإذلال على أيدي الشرطة الإماراتية التي أرادت منه أن يعيد الأشرطة إلى الشيخ،" على حد قوله.

لكن داريل بريستو، وهو محامي الشيخ عيسى في هيوستن، قال في أوراق قدمت إلى المحكمة، إن المحاكم الأمريكية ليس من اختصاصها النظر في القضية، مؤكدا أن "النابلسي يستغل شريط الفيديو للضغط على المحكمة."

إلى ذلك، قال بيان صادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع لدائرة القضاء في أبوظبي إن "دستور دولة الإمارات العربية المتحدة يضمن "عددا من الحقوق الأساسية، بما في ذلك المادة 25، التي تنص على أن الناس جميعا متساوون أمام القانون، دون تمييز في ما يتعلق بالعرق أو الجنسية أو العقيدة الدينية أو المركز الاجتماعي."

ووفقا للمكتب، فقد اطلع على "محتويات شريط فيديو تحتوي على مناظر الإيذاء الجسدي، والذي تم تداوله على نطاق واسع على شبكة الإنترنت، وفي وسائل الإعلام الدولية."

لكن البيان قال إنه "استنادا إلى بيان سابق لوزارة الداخلية في الإمارات، فإن مكتب حقوق الإنسان علم أن ما ورد في شريط فيديو هو نزاع تم حله بين الطرفين، ولم توجه اتهامات جنائية من جانب أي منهم."

وكانت وزارة الداخلية الإماراتية قالت في بيان سابق إنها "فتحت تحقيقا في الأمر، ولم تجد أي مخالفات ارتكبت من قبل دائرة الشرطة أو أفرادها، كما أن ما حدث وتم تصويره على شريط الفيديو، لا يعد جزءا من سلوك منتظم."

ولم تتمكن شبكة CNN من الوصول إلى الرجل الأفغاني الذي ظهر وهو يعذب بالشريط، بينما أكد النابلسي أنه تمت معالجته في إحدى المستشفيات بإمارة أبوظبي.

من جهة أخرى، أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" شريط الفيديو، وقالت إن التاجر الأفغاني، والذي سمته باسم محمد شاه بور، "تعرض لتعذيب على يد أحد أعضاء الأسرة الحاكمة بمعاونة الشرطة الإماراتية."

وقالت المنظمة في رسالة بعثت بها للرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إن "الشيخ عيسى قام بتعذيب بور، بمساعدة الشرطة وآخرين، كعقاب له، لاعتقاد الشيخ أن تاجر الحبوب الأفغاني هذا قد غشه في صفقة."

وجاء في رسالة المنظمة "وفيما لا يشغل الشيخ عيسى آل نهيان منصباً حكومياً رسمياً، وبصفته عضوا بالأسرة الحاكمة التي تدير الحُكومة الإماراتية، وبصفته شقيق وزير الداخلية؛ فهو يتمتع بنفوذ واسع فيما بين العاملين بالأمن في الدولة."

advertisement

وتابعت "الشرطة قامت بربط ذراعي ورجليّ بور لتيسير التعذيب وتقييده أثناء صب الشيخ عيسى آل نهيان الملح على الجروح.. هذا يُعادل تواطؤ الدولة في التعذيب، إذ ظهر ضابط في زي شرطي كامل في تسجيل الفيديو، من ثم فأعماله تبدو مشمولة بصفة إنفاذ القانون."

وقالت المنظمة "أعمال التعذيب هذه التي ارتكبها الشيخ عيسى آل نهيان والشرطة جسيمة للغاية وتتطلب التحرك الفوري من السلطات الإماراتية،" معربة عن أسفها لإخفاق وزارة الداخلية في التحقيق على النحو الواجب ومقاضاة أي من الجناة الضالعين في هذه الواقعة.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.