ترأس وزير الخارجية الروسي الجلسة الوزراية للمجلس
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تبنى مجلس الأمن الدولي في ختام جلسته الوزارية الاثنين بياناً رئاسياً يؤكد على أهمية تحقيق السلام في الشرق الأوسط بأسرع وقت واستئناف مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما عبر المجلس عن تأييده عقد اجتماع دولي بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط في موسكو العام الحالي.
وشدد البيان، الذي تلاه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على الحاجة إلى بذل مساع دبلوماسية حثيثة من أجل بلوغ الهدف الذي حدده المجتمع الدولي وهو تحقيق سلام دائم في المنطقة بناء على التزام راسخ بالاعتراف المتبادل ونبذ العنف والتحريض والإرهاب والحل القائم على وجود دولتين وذلك انطلاقا من الاتفاقات والالتزامات السابقة.
وأشار البيان إلى جميع قرارات المجلس السابقة بشأن الشرق الأوسط وإلى مبادئ مدريد، ولاحظ أهمية مبادرة السلام العربية لعام 2002.
وشجع البيان ما تضطلع به المجموعة الرباعية من عمل متواصل دعما لمساعي الأطراف الرامية إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط.
وكرر مجلس الأمن تأكيد التزامه بعدم الرجوع عن المفاوضات الثنائية التي تتخذ من الاتفاقات والالتزامات السابقة منطلقا لها، وقال لافروف مقتبسا من القرار: "يكرر المجلس أيضا تأكيد دعوته الأطراف والمجتمع الدولي إلى بذل جهود جديدة وعاجلة لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، على أساس الرؤية التي تتوخى إيجاد منطقة تعيش فيها دولتان ديمقراطيتان، هما إسرائيل وفلسطين، جنبا إلى جنب بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها."
وأهاب مجلس الأمن كذلك بالأطراف الوفاء بالتزاماتها بموجب خارطة الطريق المستندة إلى الأداء بامتناعها عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تقويض الثقة أو المساس بنتائج المفاوضات المتعلقة بجميع المسائل الجوهرية.
ودعا مجلس الأمن جميع الدول والمنظمات الدولية إلى دعم الحكومة الفلسطينية التي تلتزم بمبادئ المجموعة الرباعية ومبادرة السلام العربية وتحترم التزامات منظمة التحرير الفلسطينية.
وأضاف لافروف: "يشجع المجلس على اتخاذ خطوات عملية في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية، بما فيها الخطوات الداعمة لما تبذله مصر من جهود، بناء على هذا الأساس"، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة."
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه وفي ظل عدم الوصول إلى نتائج حاسمة من مفاوضات العام الماضي، والدماء التي اريقت في قطاع غزة، لم تشهد الأشهر الثلاثة الأخيرة تقريبا أي تقدم فيما يتعلق بقراري مجلس الأمن 1850، و1860.
وأشار المسؤول الأممي، إلى الإجتماع الذي سيعقده الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين وقادة المنطقة، وقال إنه يتوقع أن تعقد اللجنة الرباعية أيضاً اجتماعا، وأن تتشاور مع الدول العربية.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسية، برنار كوشنير، إن بلاده غير راضية عن التقدم الذي تم تحقيقه في منطقة الشرق الأوسط، وأن هذا التقدم لم يكن كافيا على الرغم من الجهود التي بذلت في مجلس الأمن من قبل العديد من الدول.
وأضاف: "أولا الوضع في الواقع في قطاع غزة مازال مثيرا للقلق البالغ. إذ تدخل المساعدات والموظفون الإنسانيون بالكاد إلى القطاع."
وشدد المسؤول الفرنسي على ضرورة مضاعفة الجهود لاستئناف المفاوضات، وأردف: "وجود أسرائيل وأمنها غير قابلين للتفاوض بالنسبة لنا. ولكننا مرتبطون بشدة بتحقيق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني. وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة من وجهة نظرنا يمكنها فقط تحقيق هذين الهدفين."
هذا وقد عبر البيان الرئاسي عن تأييد مجلس الأمن اقتراح الاتحاد الروسي القيام، بالتشاور مع المجموعة الرباعية والأطراف، بالدعوة إلى عقد اجتماع دولي بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط في موسكو العام الحالي.