ثم تقارير تفيد بأن كثير من النساء السعوديات لا يتحدثن عن الإساءات التي يتعرضن لها لأسباب اجتماعية كالخشية من الفضيحة والعار
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دعت منظمة حقوق الإنسان الحكومة السعودية استنكار الإساءات والانتهاكات بحق الزوجات، وهي القضية التي كانت من المحظورات سابقاً، إلا أنها أصبحت قضية ساخنة في السعودية مؤخراً.
وقالت مديرة المنظمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سارة ليا ويتسون، لـCNN: "المطلوب هو أن تقر الحكومة بما لا يدع مجال للبس بأن العنف ضد المرأة غير مقبول ولن يتم التسامح إزاءه، وأن الحكومة ستلاحق الرجال المسيئين للزوجات."
وجاءت تصريح ويتسون هذا خلال لقاء أجرته معها CNN على خلفية التقارير التي أشارت إلى أن قاض سعودي صرح في ندوة أقيمت مؤخراً حول العنف المنزلي والسماح للأزواج بصفع زوجاتهم في حالة التبذير والإنفاق الزائد عن الحد.
فقد نقلت صحيفة "عرب نيوز" اليومية السعودية الناطقة باللغة الإنجليزية، عن القاضي حمد الرزين، قوله أمام مؤتمر البرنامج الوطني لحماية الأسرة: "إذا أعطى الزوج لزوجته 1200 ريال سعودي، وأنفقت 900 منها على شراء عباءة باهظة الثمن، وإن صفعها الزوج على الوجه كرد فعل على تصرفها، فهي تستحق هذا العقاب."
وعلى الفور، تعالت صيحات الاستهجان والاستنكار من الحاضرات على التصريحات التي اتضح أنها صادرة عن قاض، وفي ندوة تناقش منع العنف الأسري.
وأضاف الرزين، الذي كان يحول شرح أسباب تنامي ظاهرة العنف المنزلي في المملكة، أن الرجل والمرأة يتشاركان المسؤولية، إلا أنه قال إن بعض اللوم يجب أن يلقى على النساء بسبب تصرفاتهن، ونوه: "ما من أحد يلقي بجزء يسير من المسؤولية على النساء."
وقال الرزين إن عمق مشكلة العنف في المنزل لم تكن تعتبر حتى وقت قريب مشكلة خطيرة في البلاد التي تقضي تقاليدها بألا تعلن المشاكل العائلية خارج المنزل، وأصبحت النساء السعوديات خلال السنوات الأخيرة أكثر جرأة في التعبير عن مشكلة ضرب الأزواج للزوجات، وإساءة معاملة الآباء لأطفالهم.
وقالت ويتسون لـCNN إن تصريحات الرزين لم تكن مناسبة على الإطلاق، وحتى القاضي لم يكن جاداً عندما قال ذلك.
وأضافت: "لا أعتقد أن ضرب الأزواج السعوديين لزوجاتهم أمر عادي.. لكن أن يقوم رمز ديني سلطوي بمنح ذلك السلوك مصداقية، فإنه يضع بذلك أولئك الذين يسيؤون لزوجاتهم والذين يرتكبون العنف المنزلي في خانة الأمن والسلامة مشيرين إلى موافقة الزعماء الدينيين على ذلك. وهذا هو ما يزعج في المسألة كلها."
وقضية العنف المنزلي في السعودية كانت من المحرمات والتابوهات، لكنها أصبحت قضية ساخنة في السنوات الأخيرة، إذ تقوم منظمات وجمعيات سعودية بتنظيم حملات لتثقيف العامة حول هذه القضية والمساعدة في منع العنف المنزلي، مثل برنامج السلامة الأسرية الوطني.
وقالت ويتسون لـCNN إن هناك الكثير من حالات العنف الأسري التي لا يتم الحديث عنها في السعودية، كما أن هناك ضغوطاً هائلة على المرأة السعودية لمنعها من الحديث عن ذلك والمحافظة على خصوصية المسألة، بحجج مثل الفضحية والعار.
كذلك هناك أعراف اجتماعية تعزز الإساءة إلى النساء والعنف ضدهن، ويجادل البعض بأن مثل هذا الأمر ورد في القرآن وخصوصاً في حالة دفعها للطاعة، فيما يجادل آخرون وبأنه لا يوجد مثل هذا التصريح في القرآن.
وكانت الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان، وجيهة الحويدري، قالت في تصريح سابق لـCNN إن السعوديات يتعرضن لمثل هذه السلوكيات بشكل روتيني.
وعلقت في حديثها الهاتفي مع CNN: "بهذه الكيفية يرى الرجل السعودي في المرأة.. إنها ليست عادة مكتسبة عبر القراءة أو التعلم من الأصدقاء.. بل تمت تربيته على هذا النحو.. بأن المرأة مخلوق أدنى."
وأضافت: "لم يدهشني هذا القول من قاض أو رجل.. فقد أنشأوا في ذات الثقافة.. ثقافة توافق على رفع اليد على المرأة."