ساركوزي يفتتح متحف اللوفر في إمارة أبوظبي
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دشن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الثلاثاء أول قاعدة عسكرية فرنسية في منطقة الخليج، والثانية في الشرق الأوسط، بعد تلك في جيبوتي، وذلك في دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصلها الاثنين في زيارة رسمية.
وتم تدشين قاعدة "معسكر السلام البحري" في ميناء أبوظبي، بحضوره مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الفريق سيف بن زايد آل نهيان، ووزيري خارجية البلدين، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية "وام."
وإثر تدشين معسكر السلام البحري، استقبل الرئيس الإماراتي وحاكم أبوظبي، الشيخ خليفة، الرئيس الفرنسي، وبحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياحية والاستثمارية والعلمية.
وقال خليفة إن افتتاح "معسكر السلام البحري" في أبوظبي يشكل مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في إطار معاهدة الدفاع المشترك التي تم توقيعها سابقا .. مؤكدا سموه أن هذا المعسكر سيسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
وأشاد سموه بالتعاون الثقافي والعلمي بين دولة الإمارات وفرنسا، وفقاً لـ"وام."
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي أن "معسكر السلام البحري" في أبوظبي يشكل رسالة سلام إلى المنطقة بكاملها وسيكون هدفه الأساسي المساهمة في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وتدريب القوات البحرية بدولة الإمارات لتكون من ضمن القوات المتطورة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأسفرت زيارة ساركوزي كذلك عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجال الأمن والدفاع والتمثيل الدبلوماسي بين البلدين، ومنها اتفاقية في مجال الأمن وأخرى في مجال الدفاع وثالثة في مجال التمثيل الدبلوماسي ورابعة في مجال التعاون بين شركة "مبادلة" و"صندوق الاستثمار الإستراتيجي."
هذا وكان قد تم الاتفاق بشأن قاعدة "معسكر السلام البحري"خلال زيارة الرئيس الفرنسي الأولى للإمارات في يناير/كانون الثاني من عام 2008.
وكان ساركوزي، الذي وصل أبوظبي الاثنين، قد أكد في مقابلة مع "وام" أن علاقات الصداقة القائمة بين فرنسا والإمارات تستمد قوتها من التمسك المشترك بقيم الحوار والتسامح والسلام وأن دولة الإمارات قطب للاعتدال والاستقرار في منطقة هي أشد ما تكون بحاجة إليهما.
وقال في المقابلة إن الزيارة الأولى أتاحت "فتح صفحة جديدة من الصداقة بين بلدينا من خلال الإعلان عن قرارين كبيرين: إطلاق تعاون فرنسي إمارتي في المجال النووي السلمي وإنشاء فرنسا لقاعدة عسكرية دائمة لها في أبوظبي."
وأوضح أنه سيفتتح "القاعدة الجديدة المشتركة للجيش الفرنسي" في أبوظبي، معتبراً أن هذا الحدث يشكل "لحظة هامة"، ومشيراً إلى أنها أنشئت "بناء على طلب من السلطات الإماراتية."
وأضاف ساركوزي أن فرنسا "ومن خلال وجودها العسكري الدائم تتعهد بكل تصميم بالوقوف إلى جانب أصدقائها الإماراتيين لتحقيق أمنهم فكما 'يقال الصديق وقت الضيق'" وأنها ستقف إلى جانب دولة الإمارات "إن حدث وتعرض أمنها للتهديد وأن فرنسا ومن خلال هذه القاعدة الأولى لها في الشرق الأوسط "تظهر استعدادها لتحمل كل مسؤولياتها لضمان استقرار هذه المنطقة الضرورية للتوازن العالمي."
كذلك أوضح الرئيس الفرنسي أن زيارته ستترافق مع حدث آخر "أحرص عليه من كل قلبي حيث سيتم فيها تدشين أعمال بناء متحف اللوفر أبوظبي على جزيرة السعديات"، معتبراً أن "المؤسسات كاللوفر أبوظبي والسوربون أبوظبي" تشكل آفاقا جديدة للصداقة بين البلدين.
وكانت زيارة ساركوزي الأولى للإمارات قد توجت بتوقيع اتفاق بشأن القاعدة العسكرية إلى جانب توقيع اتفاق آخر حول التعاون في الميدان النووي.
وكان الإليزيه قد أعلن في بيان له في يناير/كانون الثاني 2008 أنّ اتفاقاً تمّ توقيعه يتضمن تواجداً عسكرياً فرنسياً في الأراضي الإماراتية، وأنه سيكون لفرنسا "قاعدة متعددة الأركان، دائمة تتشكل من 400 إلى 500 عسكري."
وقال البيان إنّ القاعدة ستكون أوّل قاعدة عسكرية فرنسية في الخليج، حيث ستكون مواجهة "لمضيق هرمز الذي يشهد عبور نحو 40 في المائة من إمدادات النفط العالمي وهو ما يفسّر أهميتها الاستراتيجية."
وكان نائب الأميرال الفرنسي جاك مازارس، الذي تولى مفاوضة المسؤولين الإماراتيين، قد صرح إنّه لم يتمّ بعد تحديد حجم الوجود العسكري إلا أنّه "سيتراوح بين 400 و500 جندي من مختلف أركان الجيوش الثلاثة: البر والبحر والجوّ."
يذكر أنه تربط فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية دفاع مشترك وقعت في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
ويشار إلى أن إيران انتقدت في العام 2008 بناء قاعدة عسكرية فرنسية في الخليج، واعتبرت أن إقامة قاعدة عسكرية في الخليج "سيضر بالسلام" في المنطقة.