تقرير: يوسف رفايعة
أوباما يبحث عن دور أكبر للسعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تعديل مسار جولته في الشرق الأوسط ليشمل زيارة إلى الممكلة العربية السعودية، ولقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، لا يستبعد مراقبون أن يكون الملف الإيراني، وتحفيز الرياض على مزيد من المرونة تجاه إسرائيل، على جدول أعمال الزعيمين.
وكان البيت الأبيض أعلن، الثلاثاء، أن أوباما سيزورالسعودية، خلال جولة له في الشرق الأوسط وأوروبا تبدأ الأسبوع المقبل، وهي أول عاصمة عربية سيزورها، بعد أن كانت القاهرة هي المحطة الأولى.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، إن أوباما "سيلتقي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الرياض مساء الثالث من يونيو/حزيران المقبل، وسيمضي الليلة في السعودية، قبل أن يغادرها إلى مصر في اليوم التالي."
ويبدو أن أوباما ينوي إعطاء دور أكبر للسعودية، بعد أن حاولت "إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، تحجيمها، وإن كان بحذر،" وفقا لما يراه المحلل السياسي الدكتور قاسم عرنكي.
ويقول عرنكي: "أوباما يريد كسب دعم السعودية فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، عبر إعطاء هذه الدولة النفطية المهمة دورا أكثر تميزا على الصعيد الإقليمي والعالمي."
والمملكة العربية السعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم، وهي أيضا حليف أساسي للولايات المتحدة في المنطقة، لكن دورها تراجع قليلا في عهد الرئيس الأمريكي السابق بوش.
ويضيف عرنكي: "أمريكا تريد للسعودية دورا أساسيا في قضايا المنطقة، وعلى رأسها إيران، إلى جانب الصراع الفلسطيني، والذي يرغب أوباما بشده في تقديم حل له ليضيف إلى انجازات الديمقراطيين، بعد اتفاقات السلام التي وقعت في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون."
وبحسب المتحدث باسم البيت الأبيض فإن أوباما يعتقد أن زيارة السعودية "فرصة لمناقشة مسائل مهمة، مثل السلام في الشرق الأوسط، لكن تلك الفكرة لم تولد من شيء محدد."
وكان أوباما أجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسبقها لقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني في الأسابيع الماضية، من أجل دفع خطوات عملية السلام، كماس يلتقي الزعيم الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض الخميس.
لكن عرنكي يرى أن زيارة أوباما تم التجهيز لها مسبقا لأنه "يريد حشد دعم البلدان الإسلامية المعتدلة للضغط على إيران، ويرغب في أن تضغط السعودية بشكل أكبر في هذا الاتجاه."
وفي آذار/ مارس الماضي، دعت السعودية على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل الدول العربية إلى وضع آلية محددة لمواجهة الطموح النووي الإيراني، لكن المطلوب منها الآن هو دور أكثر فاعلية في ذلك الإطار، بحسب عرنكي.
وكان أوباما التقى العاهل السعودي في الثالث من أبريل/نيسان على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين في لندن، وأجرى معه مباحثات تتعلق بالتعاون "في مواجهة الأزمة الاقتصادية والقضايا المشتركة."
وتلك المباحثات تعد المباشرة الأولى بين الزعيمين، منذ تولي أوباما رئاسة الولايات المتحدة، في يناير/كانون الثاني الماضي.