حمل التقرير إسرائيل مسؤولية الهجمات التي أودت بحياة أشخاص وتدمير منشآت دولية في غزة
الأمم المتحدة (CNN)-- حمّل تقرير أصدرته لجنة تحقيق مستقلة شكلتها الأمم المتحدة للتحقيق في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية سقوط قتلى وإلحاق أضرار تزيد على 10 ملايين دولار في منشآت تابعة للمنظمة الدولية، فيما أثار التقرير غضباً إسرائيلياً عارماً.
وطالبت لجنة تقصي الحقائق الدولية، في تقريرها، الحكومة الإسرائيلية بدفع أموال نظير الدمار والأضرار التي ألحقتها بمنشآت الأمم المتحدة خلال المعارك في قطاع غزة، كما طالبتها باتخاذ إجراءات أفضل لضمان سلامة الموظفين الدوليين والمدنيين وعدم تعرضهم للقتل.
وجاء في التقرير: "لقد وجدت لجنة التحقيق أن حكومة إسرائيل مسؤولة عن القتلى والإصابات التي وقعت في مقار الأمم المتحدة، وكذلك الأضرار المادية التي لحقت بتلك المقار."
وأضاف التقرير: "ووجدت اللجنة أن هيئة إغاثة وتشغيل اللاجئين الدولية تعرضت لخسائر وأضرار، تصل تكلفة إصلاحها واستبدالها إلى أكثر من 10.4 ملايين دولار."
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على نتائج التقرير الثلاثاء قائلاً: "لقد أبلغتني حكومة إسرائيل عن تحفظاتها واعتراضها على عناصر في التقارير.. وفي الوقت نفسه، أود أن أعبر عن سعادتي لموافقة إسرائيل على مقابلة مسؤولين دوليين للرد على توصيات لجنة التحقيق."
وكانت ماري أوكابي، من مكتب المتحدثة باسم الأمم المتحدة، قد ذكرت أن المكتب التنفيذي للأمين العام قد تسلم في الرابع والعشرين من إبريل/نيسان، تقرير لجنة التحقيق الخاص بمراجعة والتحقيق في عدد من الحوادث التي وقعت في قطاع غزة فيما بين السابع والعشرين من شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي، والتاسع عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، والتي أوقعت قتلى أو مصابين أو خسائر بشرية بمنشآت الأمم المتحدة في القطاع.
غضب إسرئيلي على نتائج التقرير
وجادل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في نتائج التحقيق الدولي، قائلاً إن الدولة العبرية "لن تقبل كلمة واحدة" مما جاء في التحقيق، كما أعلن وزير الدفاع، إيهود باراك، رفضه للتقرير.
وفيما أقر بيريز بأن الجيش الإسرائيلي "ارتكب أخطاء" خلال العملية العسكرية على غزة، إلا أنه قال إن اللجوء إلى القوة كان بهدف وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على البلدات الإسرائيلية.
من جانبه قال باراك: "نحن نرفض النتائج التي خلص إليها هذا التقرير.. أعتقد أن الشيء المفقود من الصورة هو مصدر كل تلك الصواريخ الأربعة آلاف وقذائف الهاون التي سقطت على رؤوس مواطنينا طوال ثماني سنوات قبل التدخل الإسرائيلي."
من ناحيتها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن صحيفة "يديعوت" العبرية أن إسرائيل غاضبة من تقرير الأمم المتحدة الذي حقق في مساس الجيش الإسرائيلي بمؤسسات الأمم المتحدة في حملة "الرصاص المسكوب."
وقالت الصحيفة إن الغضب الإسرائيلي نابع من اتهام التقرير لإسرائيل بأنها غير متوازنة، وأنها أصابت بشكل مقصود المدنيين ومؤسسات الأمم المتحدة.
وبينت أن إسرائيل تمارس ضغطاً كبيراً على الأمين العام للأمم المتحدة لتأجيل نشر التقرير أو على الأقل تقليص الاتهامات القاسية الواردة فيه.
وأوضحت أن لجنة خاصة من الأمم المتحدة برئاسة أيان مارتن صاغت التقرير، وحققت بملابسات النار الإسرائيلية على مؤسسات وكالة الغوث الدولية في غزة، وأن أعضاء اللجنة زاروا في فبراير/شباط الماضي القطاع والتقوا مع ممثلين كبار من الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية، وعرضوا عليهم نتائج مفصلة بالنسبة لأحداث النار التي وقعت في منشآت الأونروا خلال الحملة العسكرية.
واعتبرت الصحيفة أن واضعي التقرير فضلوا تجاهل ادعاءات إسرائيل، وقرروا بشكل لا لبس فيه أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار نحو مؤسسات الأمم المتحدة، رغم علمها بأنه محظور عليها عمل ذلك.
ويتهم التقرير إسرائيل بإطلاق نار غير ماكافئ واستخدام القوة المبالغ فيها. كما يقضي التقرير بأن إسرائيل أصابت مدنيين فلسطينيين لغير حاجة وبشكل مبالغ فيه.
وتتهم إسرائيل الأمم المتحدة بأنها صاغت التقرير بشكل أحادي الجانب ويتضمن اتهامات عديدة وخطيرة ضدها.
وبينت "يديعوت" أن التوصية الرئيسة في التقرير كفيلة بان تورط إسرائيل في معركة دبلوماسية وأن تلحق ضرراً هائلاً بها.
ومع بلوغ أمر النية بنشر التقرير قالت الصحيفة إن مدير عام وزارة الخارجية سافر سراً إلى نيويورك، ليتلقى مسودة التقرير وإجراء محادثات مع مسؤولين كبار في الأمم المتحدة لإقناعهم بتأجيل النشر، ومحاولة تغيير جزء من الصيغ الحادة التي تصدر فيه والضمان في أن يوازن الأمين العام النتائج القاسية التي تظهر فيه في المؤتمر الصحفي الذي سيعقد بعد نشر التقرير.