تزايدت موجة العنف مؤخراً في العراق
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أعلنت الداخلية العراقية الأحد إصابة ستة مدنيين عراقيين بانفجار قنبلة استهدفت رتلاً عسكرياً أمريكياً شرقي بغداد.
وقال الجيش الأمريكي إنه يحقق بشأن هذا الهجوم، الذي وقع قبيل يومين من بدء انسحابه رسمياً من المدن العراقية.
وأوضح مسؤول عراقي أن القنبلة، زُرعت داخل سيارة متوقفة، وانفجرت في منطقة "الطالبية" ذات الأغلبية الشيعية.
وشهد العراق موجة عنف دموي خلفت أكثر من 200 قتيل وعشرات الجرحى الأسبوع الماضي.
وحث نائب الرئيس السني، طارق الهاشمي، العراقيين على تفادي الأماكن العامة المزدحمة، ودعا قوات الأمن لليقظة.
قائد القوات الأمريكية بالعراق: ملتزمون بالانسحاب في الموعد المقرر
في ظل تساؤلات إزاء قدرة القوات العراقية ملء الفراغ الأمني الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية، وتزايد موجة العنف الدموي، أكد قائد القوات الأمريكية بالعراق، الجنرال، ريموند أديرنو، أن الولايات المتحدة ملتزمة قطعاً بسحب قواتها كما هو مقرر في 30 يونيو/حزيران الجاري.
ومن المتوقع أن يقدم أديرنو تقريراً مباشراً من بغداد الأحد يتناول التقدم المحرز هناك، وتفاصيل عملية سحب قواته المقررة الثلاثاء.
وبحسب الاتفاق الأمني الموقع بين واشنطن وبغداد، سيضطلع الجيش الأمريكي بمهام استشارية وتدريبية عقب نقل المهام الأمنية لقوات الأمن العراقي.
واستبق التسليم سلسلة من الهجمات الدموية، على مدى اليومين الفائتين، أوقعت قرابة 25 قتيلاً، كما أسفر تفجير ضخم استهدف أحد أسواق العاصمة بغداد الأربعاء، عن مقتل 72 شخصاً وإصابة 135 جريحاً.
وأثار العنف المخاوف مجدداً من قدرة القوات العراقية في التصدي لمليشيات مسلحة عنيدة، مع إختفاء مظاهر الوجود المسلح الأمريكي.
هذا وقد أشار مسؤولون في البنتاغون أن الولايات المتحدة تتوقع زيادة العنف في العراق مع انسحاب القوات الأمريكية، بنهاية الشهر الجاري، بحسب بنود الاتفاقية الأمنية بين الحكومتين العراقية والأمريكية.
وبموجب تلك الاتفاقية، فإن على الولايات المتحدة أن تسحب كافة جنودها وعناصرها من المدن والبلدات العراقية، وتسليم المسؤوليات الأمنية فيها إلى قوى الأمن والجيش العراقية، على أن يتولى من تبقى من القوات الأمريكية مسؤوليات التدريب والمشورة فقط.
أما خارج المدن والبلدات العراقية، فسوف تواصل القوات الأمريكية إجراء العمليات القتالية وتسيير الدوريات الأمنية بالتنسيق مع العراقيين.
ورغم حوادث العنف التي يشهدها العراق، إلا أن الهجمات العنيفة تظل في "أدنى مستوى" لها بحسب المتحدث باسم البنتاغون، جيف موريل، غير أن الهجمات، التي يتسم بعضها بالعنف، تشهد تزايداً في الفترة الأخيرة.
وقال موريل، في تصريح للصحفيين الأربعاء، إن مثل حوادث العنف هذه متوقعة، وقد تشهد زيادة أكبر "بناء على نمط السلوك الذي شهدناه خلال الأسابيع القليلة الماضية."
وفي رسالة موجهة إلى القوات الأمريكية في الحادي والعشرين من يونيو/حزيران الجاري، أصرّ القائد الأمريكي في العراق على أن الانسحاب من المدن العراقية مناسب.
وقال: "إنه الوقت المناسب لنقل المسؤوليات الأمنية في المدن إلى قوات الأمن العراقية التي باتت جاهزة للقيام بهذه المهمة."
وفيما ترى الولايات المتحدة تحقيق تقدم على الأرض، إلا أنها غير مستعدة بعد لإعلان النصر في العراق، فيما يعتقد أوديرنو أن هذا الإعلان لن يتم أبداً.
فقد قال في مؤتمر صحفي في البنتاغون: "لا أعتقد أن أحداً منهمك بإعلان النصر ومشغول به.. لا أعتقد أن هذا الأمر يجب أن نفعله بالضرورة."
يشار إلى أن هذه المسألة باتت مثيرة للجدل منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، مقولته الشهيرة في مايو/ أيار عام 2003 بأن العمليات القتالية الرئيسية انتهت وكانت خلفه يافطة كبيرة كتب عليها "المهمة أنجزت."