هل يزيد الانسحاب الأمريكي أوضاع العراقى سوءا
بغداد، العراق (CNN) -- يوافق يوم الثلاثاء 30 يونيو/حزيران، الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية من البلدات والمدن العراقية، لكن لن يكون هناك طوابير دبابات تخرج من بغداد أو آلاف الجنود يسيرون من المدن الأخرى، كما هي العادة في الصورة التقليدية لانسحاب الجيوش.
غياب تلك الصورة النمطية، سببه أن الجيش الأمريكي سحب قواته تدريجيا من
المراكز السكانية في العراق منذ أشهر، للوفاء بالموعد النهائي الذي وافقت عليه واشنطن وبغداد.
ووفقاً للاتفاقية فإن الجنود الأمريكيين وعددهم 131 ألفاً سيقيمون في قواعد عسكرية خارج المدن العراقية، على أن يقوموا بالتدخل في العمليات العسكرية داخل المدن بالتنسيق والطلب من القوات العراقية.
ومنذ يناير/كانون الثاني سلم الأميركيون أو أغلقوا أكثر من 150 قاعدة في أنحاء البلاد، على أن تسلم القوات الأمريكية نحو 300 موقعا في العراق تدريجيا إلى السيطرة العراقية.
ويعبر العراقيون عن مشاعر مختلطة لمناسبة الانسحاب، في اليوم الذي وصف بأنه "عيد السيادة الوطنية،" فالكثير منهم يقولون علنا إنهم سعداء لرؤية الأمريكيين يخرجون من المدن، ولكن هناك بعض الذين يشعرون بالقلق إزاء ما يمكن أن يحدث في المستقبل.
وتقول هناء عبد الحسن وهي من سكان بغداد، لشبكة CNN إنها تشعر "بالخوف والرعب،" مضيفة "من دون الأمريكيين، كنا نخاف من بعضنا البعض، والآن سنكون أكثر خوفا.. كنا نعلم أن الأمريكيين يصدون الهجمات.. الآن لا أعرف ما سيحدث."
امرأة أخرى عرفت عن نفسها باسم "أسماء،" وعبرت عن قلقها، قائلة "نحن نعتمد على القوات الأمريكية.. أما الآن فأنا خائفة من يوم الانسحاب."
لكن ثمة مزاج احتفالي عند آخرين، إذ تقول عواطف عوض من سكان بغداد "شعوري هو شعور أي عراقي.. سأشعر بحريتي عندما لا أرى أمريكيا يجبر عراقيا على الوقوف في الشارع."
وتعتقد الولايات المتحدة أن القوات العراقية مستعدة لتولي السيطرة على الأمن في المدن، بحسب ما أبلغه السفير الأمريكي في بغداد كريستوفر هيل الاثنين لشبكة CNN.
وقال هيل "إن القوات الأمريكية، بالإضافة إلى كونها أفضل القوات المقاتلة، ففيها أيضا أفضل المدربين في العالم.. لقد عملنا بجد مع القوات العراقية، ونعتقد أنهم على استعداد لذلك."
وأضاف أن "العراقيين ينبغي أن يشعروا بالفخر لأن الأجهزة الأمنية في بلادهم قادرة على تولي هذه المسؤوليات."
ويوم الأحد، أشار قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال راي أوديرنو، إلى "تحسن ملحوظ في أداء القوات العراقية."
وقال إن الوضع الأمني بات أفضل، على الرغم من التفجيرات الأخيرة التي هزت البلاد، وإن الحكومة العراقية أصبحت أكثر ثباتاً وقوة، ما يجعل من الانسحاب أمراً ممكناً.
وتابع أوديرنو قائلاً "لقد عملوا كثيراً للوصول لهذه اللحظة."
وتأتي عملية الانسحاب تنفيذاً لبنود الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الحكومتين الأمريكية والعراقية، والتي تقضي بانسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية بنهاية يونيو/ حزيران 2008، ثم الانسحاب الكامل من العراق في 2011.