ناشط يحمل لافتة احتجاجية على سياسة الحظر الإسرائيلي
القدس (CNN)-- بالتزامن من إعلان البحرية الإسرائيلية السيطرة على سفينة تحمل مساعدات إنسانية تهدف إلى "كسر الحصار المفروض على غزة،" قالت "حركة غزة حرة" المنظمة للرحلة، إن النائبة الأمريكية السابقة سينثيا ماكيني، والحائزة على جائزة نوبل، الأيرلندية مارياد كوريغان ماغواير، من ضمن نشطاء أجانب على متن الرحلة التضامنية.
وقالت المنظمة إن السلطات الإسرائيلية احتجزت إلى جانب ماكيني، التي انتخبت لست فترات متتالية كنائب عن ولاية جورجيا في مجلس النواب الأمريكي، 20 ناشطاً، كانوا على متن الرحلة المسماة "روح الإنسانية" لإيصال مساعدات للقطاع المحاصر.
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "اختطاف العدو الصهيوني سفينة روح الإنسانية، وإخضاع طاقهما، الذي يمثل أكثر من اثنتين وعشرين دولة للتحقيق، هو بمثابة إمعان في جرائمه وتوسيع لدائرة العدوان."
وقالت الحركة في بيان للناطق باسمها فوزي برهوم: "إن قطاع غزة المحاصر من قبل الكيان الصهيوني، بحاجة إلى كل المتضامنين الدوليين والحقوقيين والمنظمات الدولية في العالم، كي يساعدوه ويساعدوا الأطفال والشيوخ والنساء وضحايا الحرب الصهيونية على قطاع غزة."
وأضاف أن "هذا العدوان الصهيوني المتكرر على المتضامنين مع أبناء شعبنا ومع أطفالنا ستفاقم معاناة أهلنا في غزة، ولن يطلع أحد على جرائم العدو الصهيوني إن لم يصل إلينا أكبر عدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية والمتضامنين."
وأوضح برهوم أن "الكيان الصهيوني لم يكن ليقدر على هذه القرصنة، لو كانت هناك محاسبة دولية قوية ضد ممارساته"، مطالباً المجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل السريع لوقف هذا "الإجرام الصهيوني"، وفك حصار قطاع غزة.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه حذر السفينة "أوريون"، المعروفة باسم "روح الإنسانية"، مسبقاً بأنه لن يسمح لها بدخول المياه الإقليمية لغزة، "نظراً لمخاطر أمنية في المنطقة والحظر البحري المفروض"، على حد زعمه.
وأوضح أن السفينة المذكورة تجاهلت كافة التحذيرات ودخلت غزة، الأمر الذي دفع بالقوات البحرية إلى اعتراضها وإرغامها على تغيير وجهتها والإبحار إلى ميناء "أشدود" الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "لم تطلق أي طلقات نارية أثناء السيطرة على السفينة،" مضيفاً إنه سيجري تسليم طاقم السفينة إلى "السلطات المعنية"، دون الإفصاح عن هوياتهم.
وكانت السفينة الصغيرة قد انطلقت من قبرص وعلى متنها نشطاء من "حركة غزة حرة" الأمريكية، ومساعدات إنسانية للفلسطينيين في القطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتفرض عليه إسرائيل حظراً خانقاً.
ونددت المشرعة الأمريكية السابقة بالخطوة الإسرائيلية، قائلة: "هذا انتهاك مفرط للقانون الدولي.. قاربنا لم يكن في المياه الإسرائيلية، ونحن كنا في رحلة إنسانية إلى قطاع غزة، قبل أن تصادر السلطات هواتفنا النقالة."
وبحسب ما نقلت "حركة غزة حرة"، تابعت ماكيني: "الرئيس أوباما طلب من إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية ومواد البناء، وهذا تحديداً ما حاولنا القيام به، ونحث المجتمع الدولي المطالبة بإطلاق سراحنا لاستئناف رحلتنا."
ويذكر أن رحلة "روح الإنسانية" هي الرحلة الثامنة التي تقوم بها "حركة غزة حرة"، وقد نجحت خمسة منها، وأحبط الجيش الإسرائيلي محاولات أخرى في يناير/كانون الثاني وديسمبر/كانون الأول عام 2008.
وإلى ذلك، حمَّلت الحكومة الفلسطينية المقالة إسرائيل المسؤوليةَ عن حياة ركاب سفينة "روح الإنسانية"، ووصفت ما جرى بـ"القرصنة البحرية الجبانة" بحقِّ المتضامنين الأجانب مع سكان قطاع غزة المحاصر.
واستنكر طاهر النونو ما أسماه بـ"القرصنة الصهيونية"، مطالبًا بإطلاق سراح المتضامنين بشكل فوري، وأكد أن هذا الحادث يعكس "همجية الاحتلال، وضرب بكل المواثيق والقوانين عرض الحائط، وشدَّد على أن كل هذه الممارسات لن تُفلح في ثني محاولات كسر الحصار وإرادتها التي تتعاظم في مختلف أنحاء العالم."