الصدر خلال اجتماعه إلى الأسد
دمشق، سوريا (CNN) -- شهدت العاصمة السورية دمشق الاثنين تطوراً سياسياً بارزاً على صلة بالملف العراقي، تمثل في لقاء زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بالرئيس بشار الأسد، وذلك في تطور يأتي بعد الانفتاح الغربي على سوريا وانسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية.
وأكد الأسد خلال اللقاء "أهمية تعزيز المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي وحرص سوريا على دعم أي جهد يصب في تحقيق هذا الهدف ويحفظ أمن واستقرار العراق،" وذلك وفق بيان مقتضب أعقب اللقاء، في حين اكتفى الصدر بالتعبير عن "تقديره العالي" لمواقف سوريا الداعمة لمصالح شعب بلاده ووحدة أراضيه.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن اللقاء: "تناول علاقات الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة التي تجمع شعبي البلدين، وآخر المستجدات على الساحة العراقية. "
ولفتت إلى أن الاجتماع جرى بحضور محمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية، وهو شخصية محورية في أجهزة الأمن السورية، حيث كان يمسك بالكثير من الملفات الإقليمية.
ولم يرشح المزيد عن اللقاء الذي يأتي بعد فترة غياب طويلة نسبياً للصدر الذي ترددت أنباء أنه يعيش منذ فترة في إيران.
وعلى غرار دمشق، التي تسعى دول غربية لفتح قنوات اتصال معها لدفعها نحو تبديل مواقفها حيال بعض قضايا المنطقة، وخصوصاً تحالفها مع طهران، فإن بعض الأوساط الأمريكية ترى أن الصدر على صلة عسكرية بإيران من خلال دعم وحدات عسكرية مقربة منه ضمن إطار ما يعرف بـ"جيش المهدي."
وقد اصطدمت القوات الأمريكية والعراقية عدة مرات بعناصر الصدر، قبل أن يقوم الأخير بإعلان تهدئة مكنت القوات الأمريكية من التركيز على مواجهة تنظيم القاعدة، وهو ما أقرت واشنطن بأهميته في تثبيت الأمن بالعراق.
يشار إلى أن القوات الأمريكية كانت قد انسحبت من المدن العراقية نهاية يونيو/حزيران الماضي، وتربطها اتفاقية أمنية مع بغداد، سبق للكتلة الصدرية في البرلمان أن عارضتها.
أما بالنسبة لسوريا، فإن واشنطن كانت قد طالبتها مراراً بالعمل على وقف دخول الأسلحة والمقاتلين إلى العراق عبر حدودها، كما طلبت منها وقف دعمها لحليفين آخرين لطهران، وهما حزب الله اللبناني حركة حماس الفلسطينية.