جنازة مروة الشربيني تحولت إلى مظاهرة غضب ضد ''العنصرية''
القاهرة، مصر (CNN)-- طلبت السلطات القضائية المصرية رسمياً من نظيرتها الألمانية الاطلاع على التحقيقات الجارية بشأن مقتل المواطنة مروة الشربيني، على يد مواطن ألماني داخل إحدى المحاكم في مدينة "دريسدن"، وكذلك التحقيقات مع ضابط شرطة أطلق النار على زوجها أثناء محاولته الدفاع عنها، رغم أنه تلقى هو الآخر عدة طعنات من القاتل.
وقرر النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، إيفاد المحامي العام الأول لنيابات الأسكندرية للسفر إلى ألمانيا، لمتابعة التحقيقات الخاصة بالقضية، وإخطار النائب العام بما يجري بشأنها، في الوقت الذي طلب فريق المحامين الذي يتولى متابعة القضية، من السلطات بولاية "سكسونيا"، كشف النقاب عن التحقيقات التي تجريها مع الضابط الألماني.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن النائب العام أجرى اتصالاً هاتفياً بالنائب العام بولاية "سكسونيا" في ألمانيا، فلستات كلاوش فيلتشمان، في وقت سابق الأربعاء، حيث أخبره بأن النيابة المصرية ترغب في إرسال أحد أعضائها لمتابعة إجراءات التحقيق في الحادث، الذي تجريه السلطات القضائية الألمانية، وكذا حضور جلسات محاكمة المتهم الجاني إن أمكن."
من جانبه، أكد النائب العام بالولاية الألمانية لنظيره المصري، بحسب الوكالة، أن أعضاء النيابة العامة في الولاية يبذلون قصارى جهدهم لإنهاء إجراءات التحقيقات، مؤكداً أن "حق المواطنة المصرية مروة الشربيني لن يضيع"، وأن ممثل النائب العام سيتم إحاطته خلال فترة تواجده بألمانيا بكافة التفاصيل الخاصة بالتحقيقات التي تجريها السلطات القضائية الألمانية.
من جانب آخر، طلب المحاميان خالد أبو بكر وجوزيف هلال، المكلفان بمتابعة ملف القضية، من السلطات الألمانية ضرورة كشف النقاب عن التحقيقات التي تجريها نيابة ولاية "سكسونيا" مع الضابط الألماني، مشيرين إلى أنه أطلق عياراً نارياً عن قرب على المبعوث المصري علوي علي عكاز، زوج القتيلة، عقب وقوع الجريمة، فألحق به إصابة شديدة.
وقال أبو بكر، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء المصرية الرسمية من ألمانيا، إن الضابط الألماني ارتكب خطأ قانونياً جسيماً، ومخالفاً للتعليمات الصادرة لديه في التعامل مع مثل هذه الأحداث، حيث كان ينبغي عليه أن يقوم أولاً بإطلاق عيار ناري في الهواء لتحذير الجاني، ثم إطلاق عيار ناري آخر على الجاني لمنعه من مواصلة جريمته.
وأعرب المحامي المصري عن أسفه لأن "الذي جرى من الضابط هو عدم التعرض للجاني، والاعتداء على زوج المجني عليها"، مؤكداً أن مقتل مروة الشربيني على هذا النحو "يثبت أن الجريمة ليست جريمة قتل عادية، بل هي جريمة عنصرية، لملاحقة سيدة عربية مسلمة، لمجرد تمسكها بعقيدتها الإسلامية، وارتدائها الزى الإسلامي."
ولقيت الزوجة الشابة (33 عاماً) مصرعها نتيجة الاعتداء عليها بآلة حادة، من قبل مواطن ألماني، داخل قاعة محكمة "لاندس كريتش" في دريسدن، كما أُصيب زوجها علوي علي عكاز، المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، بعدة طعنات وعيار ناري، أثناء محاولته إنقاذ زوجته.
وكان علوي يقيم مع زوجته مروة، التي كانت حاملاً في شهرها الثالث، بالإضافة إلى طفلهما مصطفى، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في دريسدن منذ عام 2003، بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية بمعهد "فاكس بلانك"، وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراة بعد أيام.