قناة السويس كانت أحد الأهداف لهجمات ''البؤرة الإرهابية''
القاهرة، مصر (CNN)-- كشفت السلطات المصرية الخميس، عن ضبط "بؤرة إرهابية"، تعتنق فكر "التكفير والجهاد"، تضم 25 مصرياً بالإضافة إلى فلسطيني، كانت تخطط لتنفيذ هجمات باستخدام "دوائر إلكترونية، يمكن تفجيرها بالأشعة تحت الحمراء"، تستهدف "أهدافاً حيوية"، من بينها سفن غربية أثناء مرورها بقناة السويس، وخطوط أنابيب لنقل النفط.
وذكرت وزارة الداخلية أن أعضاء "الخلية" كانوا يتواصلون مع "عناصر وبؤر أخرى، ترتبط بتنظيم القاعدة" عبر شبكة الانترنت، وتضم عدداً من شباب المهندسين والفنيين، الذين تمكنوا من التوصل إلى "أساليب إرهابية مستحدثة" يصعب رصدها.
وجاء في بيان، وحصلت عليه CNN بالعربية، أنه "في إطار الجهود الأمنية المكثفة لإجهاض محاولات تنظيمات إرهابية خارجية لاستقطاب عناصر متطرفة بالبلاد، أو الدفع بعناصر من الخارج، فقد أمكن رصد نشاط بؤرة إرهابية تعتنق فكر التكفير والجهاد، وتضم 25 مصرياً، والفلسطيني تامر محمد موسى، وقد تم ضبطهم."
وأضاف البيان أن "عمليات الرصد خلال الأشهر الأخيرة أكدت أن تلك العناصر تتواصل مباشرة ومن خلال شبكة المعلومات الدولية، مع عناصر وتنظيمات إرهابية بالخارج، وأن بعض عناصرها من شباب المهندسين والفنيين قد تمكنوا من تصنيع دوائر إلكترونية للتفجير باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وتطوير استخدام مؤقتات زمنية إلكترونية، ودوائر تفجير عن بعد باستخدام الهواتف المحمولة."
وذكر البيان أن أعضاء هذه الخلية استخدموا "أجزاء من مخلفات أسلحة حروب سابقة بمناطق صحراوية، وأجهزة G.P.S الخاصة بتحديد المواقع، تمكنوا من تهريبها من الخارج، لمتابعة تجاربهم الميدانية في الاتجاه السابق."
وقد تضمنت اعترافات العنصر القيادي لتلك البؤرة، محمد فهيم حسين، وعناصر من مجموعته، وتتركز إقامتهم بمحافظات القاهرة والإسكندرية والدقهلية، أنه كان يتم التراسل من خلال شبكة المعلومات الدولية مع عناصر وبؤر أخرى ترتبط بتنظيم القاعدة، لمناقشة الإدعاءات والمنطلقات التي يتبناها التنظيم.
وتابع أنه جرى التواصل بشأن أفكار وأساليب إرهابية مستحدثة، لدعم ما وصف بالأعمال الجهادية بالخارج، خاصة ما يتعلق بابتكار أساليب جديدة يصعب رصدها للتفجيرات عن بعد، وكذا لتفخيخ السيارات، لاستخدامها لصالح ما يسمى "سرية الولاء والبراء لمساندة المقاومة العراقية."
كما تضمنت اعترافات عناصر هذه البؤرة، وفقاً للبيان الصادر عن وزارة الداخلية، قيامهم بفتح قنوات اتصال مع "تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني"، المرتبط بفكر وتحرك تنظيم القاعدة، من خلال الفلسطيني تامر محمد موسى أبو جزر، والذي تم ضبطه.
وأشار البيان إلى أن العضو الفلسطيني "قام بتسهيل تسلل أحد العناصر القيادية لتلك البؤرة، ويدعى فرج رضوان حماد، إلى قطاع غزة أوائل العام الحالي، حيث التقى بعناصر التنظيم المشار إليه (جيش الإسلام)، والذين كلفوه بدعمهم، بصدد ما وصف بعمليات الجهاد من أجل فلسطين."
وقد جاء ذلك التواصل والتنسيق مواكباً لدراسة عناصر البؤرة تنفيذ أعمال إرهابية بالبلاد، ضد أهداف حيوية وهامة، بحسب البيان، ترقباً لتلقى تكليفات بذلك من الخارج، وبعد أن حققوا اتصالاً بأحد الكوادر القيادية لتنظيم القاعدة بالخارج.
وأوضح بيان وزارة الداخلية المصرية أنه من بين تلك الأهداف، التي تم دراسة استهدافها بعمليات إرهابية، سفن أجنبية بقناة السويس، وخطوط أنابيب بترولية.
كما أشار إلى عمليات التفتيش والضبط شملت سلاح ناري، وعدد من الدوائر والأجهزة الكهربائية والإلكترونية، وكذا تسع بدل غطس، وطابعة ليزر ألوان، وكمية من السماد الزراعي من مادتي اليوريا والبوتاسيوم، واللتين يمكن استخدامهما كمواد أولية لتصنيع المواد المتفجرة.
وقد أكدت نتائج الفحص المعملي الجنائي للسلاح الناري المضبوط، أنه ذات السلاح المُستخدم في محاولة السطو المسلح على محل مصوغات بمنطقة "الزيتون"، شمال القاهرة، بتاريخ 28 مايو/ أيار 2008، والذي أسفر عن وفاة مالكه مكرم عازر وأربعة من العاملين بالمحل، وفرار الجناة خوفاً من ضبطهم دون التمكن من السرقة.
كما أن فوارغ الطلقات التي عُثر عليها بمكان الحادث، من ذات العيار، ومُطابقة لبصمات الإطلاق من ذات الطبنجة، وفقاً لما جاء في البيان.
وقد تضمنت اعترافات عناصر البؤرة، تلقيهم لتبرعات من الخارج، وعبر شبكة المعلومات الدولية أيضاً، وتحت ستار دعم العمل الإسلامي الخيري، سعياً لتدبير تمويل لنشاطهم.
وقد أدلى خمسة عناصر من هذه البؤرة، يتزعمهم المدعو أحمد السيد الشعراوي، المقيم بمنطقة "المرج" بالقاهرة، باعترافات تفصيلية حول تنفيذهم لذلك الحادث.
كما تضمنت الاعترافات سابقة فشلهم في محاولة سرقة إحدى الصيدليات، وكذا محاولات متكررة لمغافلة أفراد شرطة وسرقة أسلحتهم، فضلاً عن الإخفاق في تزوير أوراق مالية باستخدام جهاز طابعة ليزر تم ضبطها.
كما تم ضبط نسخ من مؤلفات تتبنى فكر التكفير والجهاد، منها المرجع الرئيسي لتنظيم الجهاد "العمدة في إعداد العُدة"، وكذا كتاب "معالم على الطريق" للإخواني القيادي سيد قطب.
وذكرت وزارة الداخلية أن ما تكشف من أبعاد خطيرة، قد تواصلت بصددها عمليات رصد وبحث على مدى فترة زمنية، ولم يكن متاحاً الإعلان ولو جزئياً عنها، تداركاً لقطع خيوط بحث، أو لهروب عناصر كان يجرى رصدها وتم ضبطها لاحقاً، مشيرة إلى النيابة تباشر تحقيقاتها مع المتهمين.