قالت الإدارة الأمريكية السابقة إن ماحدث في دارفور إبادة جماعية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أعلنت الإدارة الأمريكية الجمعة إنه لم يتم اتخاذ قرار حيال رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في أعقاب يوم من تصريح مسؤول أمريكي رفيع بأنه لا يوجد دليل دامغ يدفع لإبقاء السودان على تلك القائمة.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الجمعة: "تقوم الإدارة حالياً بمراجعة مكثفة لسياستنا تجاه السودان، إلا أنها لم تتخذ أي قرارات بعد."
وأضافت: "لم نتخذ قراراً بعد لرفع السودان من لائحة الإرهاب."
وتناقض تصريحات كلينتون إعلان المبعوث الأمريكي للسودان، سكوت غراتشيان، الذي شكل العناوين البارزة الخميس، بإشارته بأنه ليس هناك من أدلة لإبقاء السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب.
وأوضح غراتشيان، أثناء جلسة استماع بمجلس الشيوخ، أن وصمة الإرهاب تلك "قرار سياسي"، ويعيق مهامه كمبعوث أمريكي لإحلال السلام.
ونفت الخارجية الأمريكية، وعلى لسان الناطق باسمها بي. جيه. كرولي، أن يكون تناقض التصريحات دلالة على انقسامات داخل الإدارة حيال السياسة تجاه السودان.
وأضاف مؤكداً: السودان دولة راعية للإرهاب.. ومازالت على لائحتنا وستظل كذلك.".. نجري عملية تقييم في الوقت الراهن، سننظر إلى ما حدث وما يحدث، والأهم أننا ننظر قدماً.. هناك العديد من القضايا المحورية الموروثة في علاقة الولايات المتحدة بالسودان."
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، قد وصفت تعامل حكومة السودان مع النزاع المسلح في دارفور، بأنه إبادة جماعية.
ولقي قرابة 300 ألف شخص مقتلهم وأجبر أكثر من مليونين على النزوح من مناطقهم إثر اندلاع النزاع المسلح في 2003.
وذكر كرولي أنه من المرجح استكمال مراجعة السياسة تجاه السودان في غضون بضعة أسابيع.
وتصنف وزارة الخارجية الأمريكية السودان، إلى جانب كوبا وإيران وسوريا، على أنه "دولة راعية للإرهاب" ويخضع لعقوبات تشمل فرض قيود على المساعدات.
وتبوأت تصريحات غراتشيان، أمام مجلس الشيوخ الخميس، العناوين بقوله إنه ما من دليل واضح يبرر إبقاء السودان على قائمة الولايات المتحدة السوداء للإرهاب، موصيا بإنهاء العقوبات على الخرطوم.
ومن أبرز تصريحاته الخميس بأن استمرار العنف في دارفور لا يمكن تصنيفه كـ"إبادة"
وتأتي تصريحات المبعوث الأمريكي في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية السودانية تحسنا ملحوظا بعد أن وصفت وزارة الخارجية الأمريكية الخرطوم بأنها متعاونة في مكافحة الإرهاب الدولي.
وتهدف مهمة غريشان إلى المساعدة في إعادة الاستقرار إلى منطقة دارفور الغربية بعد سنوات من القتال بين الحكومة والقوات المتمردة.
إلا أن الناطق باسم الخارجية الأمريكية، أكد قلق الولايات المتحدة البالغ إزاء دارفور، مضيفاً: "الرئيس باراك أوباما قال بإنه جرت إبادة في دارفور، إلا أن الجنرال غراتشيان بنفسه قال بالأمس (الخميس)، تركيزنا لا ينصب على التعريفات بل الوضع الطارئ لسكان دارفور."