التهديد النووي الإيراني يقلق المسؤولين بإسرائيل
القدس (CNN)-- لا يخفي الكثير من المسؤولين الإسرائيليين اعتقادهم بأن إيران هي أكبر خطر يواجهونه، وإن كانت الآراء بينهم قد تباينت حول حجم تهديد "الدولة الفارسية" وبرنامجها النووي ضد بلادهم، وهو ما تجلى في اختلاف السيناريوهات التي رسموها للعلاقة المقبلة مع طهران.
فمن جهته لم يوفر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الفرصة، كسابقيه، بالإشارة إلى إيران كالتهديد الأول لبلاده، مؤكدا أنه لن غير مستعد للقبول بامتلاك إيران لأسلحة نووية.
ففي الأسبوع الماضي، صورت كاميرا CNN نتنياهو، وهو على متن مقاتلة من طراز "إف 15"، أثناء جولته في قاعدة هاتزيرم بالقرب من بشر السبع جنوبي البلاد، حيث قال "إن أكبر انطباع لدي من هذه الزيارة هو واجبي بالقيام بمهمة الدفاع عن إسرائيل."
وتأكيدا على هذه التوجهات، بدأت إسرائيل بإجراء تجارب حول نظام صواريخ من طراز "آرو،" وهو نظام دفاعي مضاد للصواريخ الباليستية، ومجهز لاعتراضها، وذلك رغم عدم كشف السلطات علنا عن أي تفاصيل حول موقع إطلاق هذه الصواريخ.
وفي شهر يوليو/تموز الماضي، قامت سفينتين حربيتين إسرائيليتين وغواصة عسكرية بعبور قناة السويس، في حدث فريد من نوعه،فيما يبدو استعدادا للجهود القتالية بمواجهة إيران.
ورغم تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن وجود يورانيوم متدني التخصيب فقط في المنشآت النووية الإيرانية، وضرورة أن يتم تحويلها إلى يوارنيم عالي التخصيب، مما أثار عدة آراء حول المدة الزمنية التي تحتاجها طهران لصنع قنبلة نووية، إلا أن هذا لم يمنع أصواتا إسرائيلية من إبراز تخوفها من هذا الأمر.
فيرى دوري غولد، السفير السابق لإسرائيل في الأمم المتحدة أن الوكالة قامت بالتفتيش فقط في المنشآت النووية المعروفة في إيران، "ولكننا نعتقد بأنه لا تزال هناك أماكن غير مفصح عنها يتم فيها تخصيب اليورانيوم أو تحاول استخدام البلوتونيوم كما هو جرى مع الكوريين الشماليين، وعليه فهناك من حالة الحيرة حول الوقت الذي يمكن لطهران أن تقوم فيه بتخصيب اليورانيوم."
ومن جهة مغايرة تماما رأى المحلل الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط، إفرايم كام، أنه من الناحية النظرية فإن إيران يمكن أن تقوم بصنع قنبلتها النووية خلال سنة، ولكنه يرى أنها لن تقدر على استعمالها نظرا لعلم طهران بقدرة إسرائيل على الرد نوويا، إضافة إلى قدرة الولايات المتحدة على ردعها كذلك.
ورأى خبراء أن المشكلة الأخرى في امتلاك إيران لقنبلة وأسلحة نووية، تمكن بأنها قد تؤدي إلى قيام بسباق للتسلح من قبل جيرانها للحصول على قوة نووية أخرى وهو الأمر الذي يهز ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط، وهو أمر آخر يقلق المسؤولين الإسرائيليين.