العديد من المنظمات الدولية اتهمت الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في غزة
القدس (CNN)-- في تصعيد جديد للأزمة التي فجرها تقرير نشرته إحدى الصحف الغربية، والذي تضمن اتهامات للجيش الإسرائيلي باختطاف وقتل عدد من الشبان الفلسطينيين وانتزاع أعضاء بشرية من جثثهم، قررت الحكومة الإسرائيلية الأحد، تجميد التصريح الممنوح لصحيفة "أفتونبلاديت" السويدية.
وعادة ما يحتاج الصحفيون لهذه التصاريح لتسهيل انتقالهم للعمل بقطاع غزة، وهو ما يعني أن مراسلي الصحيفة السويدية لن يمكنهم كتابة أي تقارير من القطاع الفلسطيني، حتى توافق السلطات الإسرائيلية على منحهم التصاريح اللازمة في غضون ثلاثة شهور.
ورداً على طلب تقدم به مراسل ومصور الصحيفة السويدية إلى مكتب الصحافة بالحكومة الإسرائيلية، لدخول قطاع غزة، قال رئيس المكتب داني سيمان: "ليس لدينا صلاحيات لمنحهما التصاريح المطلوبة فوراً، أمامنا 90 يوماً لفحص طلبهما."
ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن سيمان قوله ساخراً: "من المحتمل أن نقوم خلال هذه الفترة بفحص فصيلة دم الصحفيين السويديين، لنعرف ما إذا كان الاثنان ملائمين للتبرع بأعضاء."
وتفجرت الأزمة بعد تقرير نشرته الصحيفة السويدية للصحفي دونالد بوستروم، بعنوان "إنهم يسرقون أعضاء أبنائنا"، في 17 أغسطس/ آب الجاري، رابطاً بين شهادات عدد من الفلسطينيين و"الفضيحة" التي كُشفت بولاية نيوجيرسي الأمريكية مؤخراً، وتضمنت حاخامات تورطوا بعمليات بيع أعضاء.
كما أفاد الصحفي السويدي، في اتصال مع CNN، بأن ما كان يحاول القيام به في تقريره، هو إيراد أمثلة على نشاطات لبيع الأعضاء في إسرائيل، وقال إنه لا يمتلك أدلة على قيام جنود إسرائيليين بسرقة أعضاء من جثث تعود لفلسطينيين، لكنه كان يدعو للتحقيق في هذه المزاعم التي قيل الكثير عنها في تسعينيات القرن الماضي.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد نفت في وقت سابق الأربعاء، الاتهامات التي تضمنها التقرير، الذي وصفه وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بأنه "نموذج يبعث على الصدمة"، معتبراً أنه "يأتي في إطار تصوير إسرائيل على أنها كيان شرير."
وسارع مسؤولون إسرائيليون إلى وصف التقرير بأنه "معاد للسامية"، وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، إيغال بالمور لشبكة CNN إن ما جاء فيه يحمل "مادة عنصرية مثيرة للصدمة"، مشبهاً إياه بما كان يقال حول اليهود في القرون الوسطى، داعياً الشعب السويدي إلى "عدم تصديق مثل تلك المزاعم الباطلة."
من جانبها، رفضت الخارجية السويدية التعليق على الموضوع، وردت على اتصال لـCNN بالقول إن "البلاد فيها صحافة حرة"، في حين ردت السفيرة السويدية في إسرائيل بالقول إن ستوكهولم "تنأى بنفسها عن التقرير."