المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين أسفرت عن تشريد ما يزيد على 100 ألف يمني
صنعاء، اليمن (CNN) -- تجد منظمات الإغاثة الدولية صعوبات متزايدة في محاولتها لمساعدة المدنيين في محافظة صعدة بشمال البلاد إثر تجدد القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، فيما قالت منظمة اليونيسف الدولية إن القتال شرّد ما يزيد على 100 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء.
فقد أعلن ممثل برنامج الأمم المتحدة الغذائي في اليمن، جيان كارلو سيري، في تصريح لوكالة الأنباء الإنسانية "إيرين" أن "صعدة أصبحت مكاناً نشطاً، حيث تدور مواجهات مسلحة فيما الوضع الأمني هش للغاية."
وأوضح أن على البرنامج الدولي أن يوازن بين المسائل الأمنية التي قد تواجهه أثناء أداء مهامه في المنطقة وبين المهمة الملقاة على عاتقه في مساعدة أولئك الذين شردتهم المعارك، المندلعة منذ الثاني عشر من أغسطس/آب الجاري.
وأدى القصف الجوي لمعاقل الحوثيين إلى فرار السكان إلى الدول المجاورة، فيما أشارت وكالات دولية إلى أن عدد الفارين من مناطق المعارك في صعدة وصل إلى 150 ألفاً، وأنه يجري تأمين ملاذ لهم في مناطق حجة والجوف وعمران، حيث تتولى منظمة الهلال الأحمر اليمنية والصليب الأحمر الدولية مساعدة النازحين.
وأشارت إيرين إلى أن المنظمات الدولية غير الحكومية الأخرى تحاول تقديم المساعدة، إلا أنها تواجه صعوبات بالغة في مساعيها.
وفي الأثناء سحبت الهيئات الدولية طواقمها وموظفيها الأجانب ومعظم الموظفين اليمنيين العاملين معها من مناطق القتال، وذلك بعد تعرض ثلاثة من موظفيها الأجانب للاختطاف، فيما عثر على أحدهم مقتولاً في صعدة، خلال شهر يوليو/تموز الماضي.
من ناحيتها، أصدرت المديرة التنفيذية لليونيسف بياناً حول اليمن قالت فيه: "تسبب الصراع الدائر في صعدة إلى تشريد ما يزيد عن 100 ألف من السكان أغلبيتهم من الأطفال والنساء من مساكنهم مع تعريض حياتهم ورفاههم للكثير من المخاطر."
وأضافت أن "الحالة الإنسانية في المخيمات في تدهور مستمر من جراء نقص تلك الخدمات الأساسية من قبيل المياه المأمونة والمرافق الصحية المناسبة والتغذية.. وثمة آلاف من أسر أخرى محصورة داخل منطقة الصراع ولا تستطيع الوصول إلى مناطق أكثر أمناً. وهذه الأسر بحاجة أيضاً إلى دعم إنساني."
وأوضحت إن اليونيسف على أهبة الاستعداد لمساعدة السكان المدنيين، لكنها أشارت إلى ضرورة توفر طريق آمن ومباشر على الفور لتأمين لمساعدات الإنسانية العاجلة، داعية إلى تجنيب الأطفال أن يتحولوا إلى ضحايا لهذا الصراع.