جميل السيد خلال المؤتمر الصحفي
بيروت، لبنان (CNN) -- قال اللواء جميل السيد، المدير العام السابق لجهاز الأمن العام اللبناني، الذي كان القضاء قد أوقفه مع أربعة من قادة الأجهزة الأمنية بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، قبل أن تفرج المحكمة الدولية الناظرة في القضية عنه قبل أشهر، إنه "بريء من دم الحريري أكثر من نجله" سعد الدين المكلف بتشكيل الحكومة.
وهاجم السيد، في مؤتمر صحفي هو الأول له منذ الإفراج عنه، الحريري الابن وعدد من كبار الضباط والمساعدين المقربين منه، متهماً إياهم بتزوير الشهود والشهادات، معتبراً أن المحكمة الدولية "مسيسة" إن لم تقم بمحاسبة رئيس لجنة التحقيق السابق، الألماني ديتليف ميليس، وشخصيات لبنانية اتهمها بـ"تضليل التحقيق."
ورأى السيد أن اعتقاله مع قائد لواء الحرس الجمهوري، العميد مصطفى حمدان، ومدير عام الأمن الداخلي، اللواء علي الحاج، وقائد جهاز أمن الدولة، العميد ريمون عازار، في 30 أغسطس/آب 2005 "تاريخ لا يمكن نسيانه لأنه يوم مقتل رفيق الحريري للمرة الثانية."
وأضاف السيد، الذي تربطه بحزب الله اللبناني علاقات وطيدة: "سمعت سعد الحريري يقول إن المحكمة غير مسيسة، وانه يقبل بقراراتها مهما كانت. أنا أقول هنا يا شيخ سعد لم يعد لك علاقة بالمحكمة الدولية، لقد سقط حقك فيها عندما قبلتم بالتزوير أربع سنوات وخربتم البلد."
وقال السيد، إن الحريري الابن جعل من عدد من الشهود، الذين وصفهم بـ"المزورين " أبطالاً للحقيقة والعدالة ومؤتمنين على دماء الحريري، فقط لأجل اعتقال الضباط الأربعة، وقطع رأس سوريا تلبية لسياسة خارجية."
ولم يوفر السيد النائب وليد جنبلاط، أحد أركان الأكثرية النيابية اللبنانية، الذي كان قد أبدى مؤخراً إشارات تقارب مع القوى المؤيدة لدمشق والمعارضة في البلاد، ودعا المعارضة إلى عدم الوثوق به.
كما شن هجوماً على مفتي الطائفة السنية في لبنان، محمد رشيد قباني، قائلاً له: "أين الله يا مفتي؟" بعد أن أرسل الأخير برسالة إلى القضاء يحذر فيها من "ثورة شعبية" في حال الإفراج عن الضباط.
وتوجه السيد إلى الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، قائلاً: "يا فخامة الرئيس في كل بلاد العالم يأتون برئيس الجمهورية لكي يحكم، ولكن هنا أتوا بك ليحكموك، هذا ليس أنت خلال السنة ونصف السنة التي مرت عليك. لا يشبهك الرئيس الحالي. إذا كانت البدلة المدنية ستجعلك أسيرا في كرسي بعبدا فلا تقبل بها."
ووصف السيد المدعي العام اللبناني، سعيد ميرزا، بأنه "مجرم"، واتهم الأجهزة الأمنية اللبنانية بوضع الأصوليين في السجون للإيحاء بأنها "تحارب الإرهاب والقاعدة،" في حين ترسل لهم دار الفتوى في لبنان الطعام الساخن إلى زنازينهم.
وشكك السيد في المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في قضية اغتيال الحريري بسبب وجود قضاة من لبنان فيها، وقال إن "سلطة التزوير اللبنانية" عينهم، كما طرح الثقة بعمل القضاء الدولي إن لم يقم بـ "محاسبة" المسؤولين الذين عملوا على إدخاله السجن.
يشار إلى أن السيد كان قد أوقف في 30 أغسطس/آب 2005، بعد اغتيال الحريري الذي قضى بتفجير هائل في بيروت بتاريخ 14 فبراير/شباط من ذلك العام، وجرى القبض عليه وباقي الضباط من خلال عملية أمنية جرت فجراً وبصورة مفاجئة.
وكان السيد خلال فترة الوجود السوري في بيروت قبل اغتيال الحريري أحد أبرز الشخصيات الأمنية، ويقول البعض أنه كان الحاكم الفعلي للبلد، خاصة وأنه وصل إلى منصبه المخصص أساساً للطائفة المسيحية، رغم أنه شيعي وتربطه علاقات سياسية مع حزب الله وصلات قرابة مع بعض قادته.