الاستعدادات التي سبقت انعقاد المؤتمر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انطلقت الثلاثاء أعمال المؤتمر السادس لحركة "فتح" في مدينة بيت لحم، بمشاركة أكثر من ألفي عضو، وبغياب كوادرها في غزة، الذين رهنت حركة "حماس" السماح لهم بمغادرة القطاع بإفراج فتح عن معتقليها في الضفة الغربية.
ويناقش المؤتمر، ويعقد لأول مرة منذ 20 عاماً ولأول مرة في الأراضي الفلسطينية، انتخاب اللجنة المركزية علماً أن غياب أعضاء غزة قد يرجح كفة بعض المرشحين لمركزية حركة "فتح".
كما سيناقش خيار"النضال المسلح" مع إسرائيل، وإعتماد برنامج يميز "فتح" عن حركة "حماس" التي ترفض مطالب غربية بنبذ العنف والاعتراف بإسرائيل وبسطت سيطرتها على قطاع غزة بعد مواجهات مع "فتح".
ويدعو ميثاق "فتح"، منذ تأسيس الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لها في 1965 لـ"لنضال المسلح" حتى إبادة الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين.
وإلى ذلك، بين استطلاع للرأي أجراه "مركز التنمية المجتمعية للدراسات والإعلام" ونشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عشية المؤتمر، حصول رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس على المرتبة الأولى بنسبة 100 في المائة لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح، تلاه في المرتبة الثانية محمد غنيم (أبو ماهر) بنسبة (95%)، وفي المرتبة الثالثة عباس زكي (أبو مشعل) بنسبة (93%)، وفي المرتبة الرابعة احمد قريع (أبو العلاء) بنسبة (91%).
ووصف عباس عقد مؤتمر "فتح" بعد عشرين عاماً على أرض الوطن بأنه يوم تاريخي، مضيفاً: " 'كنا نتمنى أن جميع من لهم الحق في المشاركة في المؤتمر أن يحضروا، ولكن تبقى غصة في قلوبنا أن أهلنا في قطاع غزة لم يمكنوا من ذلك'.
وعلى صعيد مواز، نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تلقيَها عرضًا من حركة "فتح" بالإفراج عن كل معتقليها في سجون الضفة الغربية مقابل السماح بسفر أعضاء "فتح" في غزة للمشاركة في المؤتمر.
وقال الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري في تصريح نشره المركز الفلسطيني للإعلام، تعقيبًا على تصريحات القيادي في "فتح" نبيل شعث المتعلق بهذا العرض، إن حركة "حماس" لم تتلق أي عرض بهذا الشكل.
وأضاف أن أقصى ما عرض على "حماس" هو الإفراج عن عددٍ محدودٍ من معتقلي الحركة -دون إعطاء مزيدٍ من التفاصيل- قبل بدء المؤتمر مقابل السماح بسفر وفد "فتح"، بالإضافة إلى الإفراج عن عددٍ آخر فيما بعد، وأوضح بقوله: "لم نقبل بهذا العرض؛ لأننا جرَّبنا حركة "فتح"، ولا نثق بها مطلقًا".
وكان القيادي في حركة "فتح" نبيل شعث قد صرح في مقابلةٍ له مع قناة "العربية" أن "حماس" رفضت عرضًا بإطلاق سراح كل معتقليها في الضفة مقابل السماح بسفر أعضاء "فتح" من غزة."
وإلى ذلك، أعرب مصطفى رضوان عضو المجلس الوطني الفلسطيني المستقل عن خشيته من إفراز مؤتمر "فتح" قيادة تتجاوز كل الخطوط الحمراء، معبِّرًا عن استغرابه انعقاد مؤتمر حركة تحررٍ وطنيٍّ تحت حراب الاحتلال وبموافقته وتسهيلاته.
وقال رضوان: ""نحن نخشى أن تتجاوز القيادة الجديدة التي سوف يفرزها المؤتمر كل الخطوط الحمراء، وفي ذات الوقت لا يمكن الحكم على ذلك بشكلٍ نهائيٍّ من الآن حتى نرى الشخوص الذين سينتخبهم المؤتمر".
وحول إمكانية إفراز قيادة فتحاوية جديدة أقدر على تقديم التنازلات إلى الكيان، قال: "أتصور أن الصهاينة خططوا لذلك، وبرمجوا لتحقيق هذه الغاية؛ حيث من المحال سياسيًّا أن توافق "إسرائيل" على عقد المؤتمر وتقدم التسهيلات اللازمة حتى يخرج المؤتمر بقرارات عملية وسقوف سياسيةٍ تؤكد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وفي الوقت الذي أعرب فيه عن أمله أن يخرج المؤتمر بسقفٍ سياسي يحافظ على الحقوق والثوابت الفلسطينية؛ كشف عن صعوبات تواجه هذا الأمل، وقال: "أتمنى أن يخرج المؤتمر بسقفٍ سياسي يحافظ على الثوابت الفلسطينية على الورق، والأهم عمليًّا على الأرض، ولكنني أرى في ذلك صعوبة بالغة؛ فتركيبة المؤتمر ومكانه وتسهيلات العدو الصهيوني جعلتنا نستشعر هذه الصعوبة".
رضوان الذي أكد وجود عدد كبير من الوطنيين في حركة "فتح" يحضرون المؤتمر تحفظ بشدة على عقد المؤتمر تحت "حراب الاحتلال"، وشدد على وجود خططٍ دوليةٍ تحاك منذ زمن لإيجاد قيادة جديدة لحركة "فتح" تتلاءم مع مصالح إسرائيل، وأضاف موضحًا: "لا أتصوَّر أن حركة تحرر وطني تعقد مؤتمرًا عامًّا لها تحت الاحتلال الذي من المفترض أنها تناضل من أجل تحرير أرضها منه".
وأردف: "(إسرائيل) تخطط من فترةٍ طويلة ٍمع الولايات المتحدة وبعض الجهات الأوروبية لخروج قيادة جديدة لحركة "فتح" تتلاءم ومصالح الكيان"، وفق التقرير.