لا خشائر على الجانب الإسرائيلي
القدس(CNN) -- قدمت إسرائيل شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بعد سقوط صاروخي "كاتيوشا" أطلقا من جنوب لبنان باتجاه شمال الدولة العبرية، فيما باشرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) التحقيق في الحادث.
وبعثت المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، غابريلا شاليف، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ونظيرتها الأمريكية، سوزان رايس، حملت فيها الحكومة اللبنانية مسؤولية الهجوم الصاروخي، وفق "هآرتس."
وأفادت التقارير الأولية التي صدرت عن اليونيفيل بإطلاق صاروخين من بلدة "القليلة" بجنوب لبنان، باتجاه بلدة نهارية بشمال إسرائيل.
وذكرت "اليونيفيل" إنها تواصل اتصالاتها مع الجانبين، وتحثهما على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتمسك بوقف الأعمال العدائية وتجنب اتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التصعيد.
كما قامت اليونيفيل بالتنسيق مع الجيش اللبناني بنشر قوات إضافية وقوة رد الفعل في المنطقة لمنع التصعيد، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
وقد أشار مسؤولو الأمم المتحدة، ومن بينهم الأمين العام بان كي مون، أن حوادث كحادثة إطلاق الصاروخين من شأنها عرقلة عملية تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
وشهدت الأوضاع الأمنية عند المنطقة الحدودية جنوبي لبنان تطورات خطيرة ومفاجئة الجمعة، تمثلت في إطلاق صاروخين على الأقل من الأراضي اللبنانية باتجاه شمالي إسرائيل، ما دفع الجانب الإسرائيلي للرد بقصف مدفعي عنيف.
وبحسب التقارير اللبنانية، فقد انطلقت الصواريخ من منطقة تقع بالقرب من بلدة "القليلة" القريبة من الحدود، دون أن تتضح هوية الجهة التي تقف خلفها، في حين أشارت أنباء واردة من إسرائيل إلى أن الصواريخ لم تسفر عن خسائر في الأرواح، في تطور خطير يعقب تصاعد الأزمة السياسية في بيروت، مع وصول تشكيل الحكومة إلى حائط مسدود.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن الجيش الإسرائيلي رد بأكثر من تسع قذائف من العيار الثقيل، سقطت في المنطقة التي شهدت انطلاق الصواريخ.
بالمقابل، أكد الموقع الإخباري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية سقوط الصواريخ شمالي البلاد، مؤكداً قيام الجيش الإسرائيلي بالرد على الجانب اللبناني عبر القصف.
وقال ميكي روزنفيلد، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن تل أبيب تعتبر ما جرى "حادثاً خطيراً" تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤوليته.
وذكر روزنفيلد أن سكان مجمع استيطاني قرب مدينة نهاريا يدعى "غيشر هازيف" سمعوا عدة انفجارات، كما عثروا على بقايا لصاروخ واحد على الأقل.
ويعود الحادث الأخير من هذا النوع إلى فبراير/شباط الماضي، عندما قام الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي على مناطق في جنوبي لبنان، وذلك بعد إطلاق صواريخ من المنطقة، سقط واحد منها من طراز كاتيوشا غربي الجليل، ما تسبب بإصابة امرأة بجراح طفيفة.
ويعد هذا الحادث الرابع من نوعه هذا العام، بعد أن سبق استهداف شمالي إسرائيل بصواريخ من لبنان خلال فترة المواجهات في غزة.
هذا ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عمليات إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل حتى الآن.
وكان الجيش اللبناني قد مشّط خلال الفترة الماضية المناطق الجنوبية الوعرة في لبنان، حيث يسهل تنقل المسلحين ونصب الصواريخ، وأعلن عن العثور على بعض الأسلحة وتفككيها.
وتقع منطقة جنوبي لبنان تحت سيطرة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش اللبناني، غير أن لحزب الله تواجداً قوياً، إلا أن الحزب كان قد أنكر في السابق مسؤوليته عن أعمال مماثلة بصورة ضمنية، حيث أشار مسؤولون فيه إلى أن الحزب "لا يخشى الإعلان عن تحركاته العسكرية."
والجدير بالذكر أن هذه التطورات تترافق مع تزايد التهديدات الإسرائيلية لحزب الله بسبب تصاعد قوته، علماً أن الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، كان قد حذر أي حكومة إسرائيلية جديدة من "تدمير جيشها" إذا حاول دخول لبنان.
بالمقابل، فإن العملية السياسية في لبنان وصلت إلى نقطة حرجة خلال الأيام الماضية، بعد اعتذار سعد الحريري، زعيم الغالبية النيابية والمكلف بتشكيل الحكومة، عن الاستمرار في مهامه، وذلك بسبب إصرار المعارضة التي يقودها حزب الله على حصة معينة في مجلس الوزراء.