/صحة وتكنولوجيا
 
1400 (GMT+04:00) - 10/02/09

دراسة تحذر من تعرض نصف البشرية لخطر الجوع

المتغيرات المناخية ستؤثر على إنتاج العالم من المحاصيل

المتغيرات المناخية ستؤثر على إنتاج العالم من المحاصيل

دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد ينهش الجوع قرابة نصف البشرية في نهاية القرن الحالي، بسبب التراجع الحاد في موارد الغذاء جراء ارتفاع معدلات الحرارة في كوكبنا، وفق تحذيرات علماء.

وسيتراجع إنتاج المحاصيل الرئيسية، كالأرز والذرة، ما بين 20 في المائة إلى 40 في المائة، بتأثير ارتفاع درجات الحرارة أثناء مواسم الزراعة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

كما يتوقع أن يؤدي ارتفاع الحرارة لتعريض تلك المناطق للجفاف، الأمر الذي يزيد من الخسائر الزراعية، وفق الدراسة المنشورة في دورية "العلوم" الأمريكية.

ومن المناطق التي ستتأثر بشدة من شح موارد الغذاء، تلك الفقيرة والمكتظة سكانياً في الحزام الاستوائي، حيث أدى النمو السكان بالفعل لارتفاع حاد في الطلب على الغذاء.

ورجحت الدراسة تعرض المنطقة لتغييرات مناخية عنيفة، وتكهنت، وبنسبة 90 في المائة، أن تفوق أبرد درجات الحرارة، أثناء الموسم الزراعي، في نهاية القرن، أسخن الدرجات المسجلة ما بين الفترة من 1900 إلى 2006.

وقال ديفيد باتيستي، من جامعة واشنطن، والذي قاد البحث: "تأثر مصادر إنتاج الغذاء العالمي بدرجات الحرارة دون سواها سيكون هائلاً، دون الآخذ في الاعتبار تأثير الحرارة أيضاً على مصادر المياه."

ووجد باتيستي وروزموند نيلور، من جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، بعد مزج نماذج المناخ المستقاة من "اللجنة الفرعية الحكومية لتغيرات المناخ IPCC"، وأخرى تاريخية حول تأثير موجات الحرارة على الزراعة، أن النقص الحاد في الموارد الغذائية قد يصبح أكثر شيوعاً.

ومن بين النماذج التي استخدمها الباحثان، موجة الحر القياسية التي ضربت أوروبا الغربية عام 2003 وأسفرت عن مصرع 52 ألف شخص وخفض إنتاج القمح بواقع الثلث.

كما نجم امتداد فصل الصيف في جنوب شرقي أوكرانيا وجنوب غربي روسيا عن ارتفاع درجات الحرارة وتراجع إجمالي محصول جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، من القمح والحبوب الأخرى، بنسبة 13 في المائة.

وأمتد تأثير التراجع على سوق المحاصيل العالمي، لمدة عامين متتاليين.

وتشدد الدراسة على حاجة دول العالم لاستثمار المزيد من الموارد في التأقلم على التغييرات المناخية، علماً أن تطوير أنواعاً من المحاصيل الزراعية القادرة على تحمل درجات الحرارة العالية، قد يستغرق عقوداً.

advertisement

ويذكر أن المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية تمتد من جنوب الولايات المتحدة إلى شمالي الأرجنتين وجنوبي البرازيل، ومن شمالي الهند إلى جنوب الصين لجنوبي أستراليا، وتغطي كافة القارة الأفريقية.

ويبلغ التعداد السكاني لتلك المناطق 3 مليارات نسمة، وسيحدث ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل تأثيراً قوياً للغاية على الناتج الزراعي في المنطقة الاستوائية، إذ أن المحاصيل هناك أقل مقاومة للتغيرات المناخية.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.