ذوبان الجليد سيؤدي إلى تكوين طريق ملاحي جديد
(CNN)-- باتت منطقة القطب الشمالي موضع نزاع بين البلاد القريبة منها، في ما يبدو أنه نزاع بيئي وسياسي، وذلك بعد اكتشاف ثراء هذه المنطقة بالبترول والمكونات المعدنية، ومع ذوبان الكتل الثلجية نتيجة الانحباس الحراري.
ويقدر المسح الأمريكي الجيولوجي وجود ما يعادل 90 مليار برميل من النفط، وأكثر من 44 مليار برميل من الغاز السائل، بالإضافة إلى ألف و 670 ترليون قدم من الغاز الطبيعي في الدائرة القطبية.
وتشهد هذه المنطقة صراعا بين دول تسعى إلى السيطرة على هذه الثروات، وهي بالتحديد: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفنلندا وأيسلندا والنرويج والسويد والدنمرك وكندا، حيث تطل كل منها على جزء من مساحة الدائرة القطبية الشمالية، وتطالب في حقها فيها.
ولكن الخيار الآن ليس في يد السياسيين، بل بيد البيئيين الذين يخشون من تزايد تأثير عمليات الحفر وتحطيم الجليد على بيئة الكائنات المتبقية في تلك المناطق، التي تأثرت بالأساس من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وترجع أهمية هذه المنطقة أيضا إلى إمكانية ظهور طرق ملاحية جديدة تربط بين آسيا وأمريكا، ما يجعل المنطقة ذات موقع استراتيجي يساعد على السفر بأقصر الطرق.
ويصعب استخدام هذا الممر حاليا بسبب تجمده الدائم، لكن العلماء شهدوا ذوبان مساحات كبيرة من الثلج في صيف 2007 المنقضي، ويتوقعون اختفاء الثلج كليا خلال أشهر الصيف في السنوات المقبلة.
وعلى الرغم من قلق البيئيون إزاء تدهور الحالة البيئية في المنطقة، إلا أن الدول المطلة على القطب الشمالي لا تطيق انتظار ذوبان الثلج حتى يتاح لها فرصة الاستفادة من ثرواتها، خصوصا مع انخفاض احتياطي النفط في العالم.
وعلى غرار قارة القطب الجنوبي، التي يحرم فيها القيام أي إجراءات ذات طبيعة سياسية أو عسكرية، تطبّق في منطقة القطب الشمالي اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وهي المعنية بتحديد الحق الاقتصادي في الثروة البحرية لكل دولة مطلة على البحر.
وتبعاً لهذا القانون، فإن لكل دولة بحرية الحق في الادعاء بالسيادة لمساحة بحرية تمتد إلى 200 ميل بحري أمام سواحلها.
وفي الوقت الذي يتنازع فيه كل من هذه الأطراف على ما يوجد تحت طبقة الجليد، من المتوقع أن يعود القرار إلى الجيولوجيين الذين سيحددون طبيعة الأرض هناك، وبالتالي لأي أرض تنتمي.
ويذكر أن سمك طبقة الجليد في الدائرة القطبية تصل إلى ثلاثة أمتار، وتزيد في فصلي الخريف والشتاء.
ويقول خبير في الأمن، جون بايك، إن السيطرة على ثروات القطب الشمالي قد تكون في يد الأكثر تأهيلا من حيث امتلاك أدوات الحفر والتنقيب، وهي روسيا في هذه الحالة، التي تمتلك كسارة متقدمة في تكسير الجليد.
ويلعب الوضع الاقتصادي في العالم دورا رئيسيا في عملية السيطرة على ثروات القطب، التي قد تكون أكثر ربحية في حال ارتفاع سعر النفط إلى 150 دولار للبرميل بدلا من 40 دولارا كما هو الحال الآن.