خاص بموقع CNN بالعربية
العدوى تنتقل من خلال الحقن أو النقل غير الأمن للدم
فاس، المغرب (CNN) -- دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر إزاء ارتفاع معدلات انتشار العدوى المزمنة بفيروسي التهاب الكبد "بي" و"سي" في بلدان منطقة شرق المتوسط، داعية الدول الأعضاء إلى توسيع برامج التطعيم والحد من عمليات الحقن غير المأمونة كسبب رئيس لانتشار العدوى.
واستأثرت التهديدات المتعاظمة لالتهاب الكبد باهتمام خاص من لدن المشاركين في الدورة 56 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط التي انعقدت من 5 إلى 8 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة فاس المغربية، حيث تبنت وثيقة ختامية عكست قلق المنظمة الدولية من توسع خريطة الإصابة بهذا المرض.
وبلغت نسبة انتشار فيروس التهاب الكبد "بي" 2 إلى 3 في المائة في عدد من بلدان المنطقة البالغ عددها 22 دولة، بل يرتفع في بعضها إلى ما بين 7-10 في المائة، بما يؤدي سنويا إلى إصابة 4.3 مليون شخص، أما أرقام الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد "سي" فتظل مخيفة، إذ تبلغ 800 ألف إصابة سنويا، فيما يعاني من هذه العدوى المزمنة إجمالا 17 مليون شخص.
وتراهن منظمة الصحة العالمية على تعزيز الإجراءات الوقائية بوصفها أكثر فاعلية من المقاربة العلاجية، لوقف انتشار التهاب الكبد الفيروسي المسؤول عن 75 في المائة من حالات تشمع الكبد وسرطان الخلايا الكبدية في المنطقة.
وكانت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، نبهت في خطابها أمام المؤتمر إلى أن معظم أشكال العدوى بفيروسي التهاب الكبد "بي" و"سي" تكتسب في مرافق الرعاية الصحية موضحة أن سلامة الدم المنقول لا تزال غير مضمونة في عدد من البلدان.
وتجري في المنشآت الصحية بالمنطقة نحو 2.1 مليار عملية حقن سنوياً، تتراوح نسبة العمليات غير المأمونة منها بين 0 و3 في المائة، مؤدية إلى حدوث 2.5 مليون عدوى بفيروس التهاب الكبد "بي" و600 ألف عدوى بفيروس الكبد "سي" و2200 عدوى بفيروس الإيدز.
وتأمل المنظمة تحقيق هدف إقليمي يتمثل في خفض معدل انتشار العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد "بي" إلى أقل من 1 في المائة بحلول 2015 بين الأطفال الذين يقل عمرهم عن 15 سنة.
وفي معرض تحديدها لوسائل الحد من انتشار الإصابة بعدوى الفيروس، شددت منظمة الصحة العالمية على أهمية توسيع برامج التطعيم ضد التهاب الكبد "بي" بحيث تشمل تقديم جرعة من اللقاح عند الولادة لكل الرضع في غضون 24 ساعة الأولى من حياتهم وتطعيم كل الأشخاص الذين يتعرضون مهنيا للدم وسوائل الجسم المعدية وتطعيم الفئات السكانية المعرضة بشدة لخطر العدوى بما في ذلك متعاطو المخدرات بالحقن.
ويذكر أن التقديرات الدولية تشير إلى أن 3 في المائة من سكان العالم، أي ما يعادل 170 مليون نسمة، يعانون من عدوى فيروس التهاب الكبد "سي"، ويصاب سنوياً ما بين 3 و4 ملايين آخرين، ومن بينهم ما بين 14 إلى 45 في المائة بأمراض مزمنة من أمراض الكبد وتشمع الكبد بعد 20 سنة من إصابتهم بالمرض، كما أن 600 ألف شخص يموتون سنويا بسبب مرض مزمن من أمراض الكبد له علاقة بفيروس "بي".