تؤثر عوامل البيئة على حجارة الشواهد، وتلك التغيرات قد تكشف عن تغيرات المناخ
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل ستكشف شواهد القبور التغييرات التي اعترت الغلاف الجوي للأرض على مر القرون الماضية؟ هذا ما يأمل به علماء أمريكيون طلبوا مساعدة العامة على قراءة هذه الأحجار.
ويدخل المشروع في سياق برنامج علمي دولي يدعي "EarthTrek" هذا المشروع ، الذي تديره "الجمعية الجيولوجية الأمريكية" بالشراكة مع منظمات أخرى منتشرة حول العالم.
ويُعرف أن غازات الغلاف الجوي تذوب في قطرات المطر مما يتسبب في تآكل شواهد القبور الرخامية، وعلى هذا النحو ، يمكن أن تكون هذه الحجارة بمثابة شواهد تسجل يوميات التغيرات في كيمياء الغلاف الجوي على مر السنوات جراء التلوث وغيرها من العوامل.
من خلال جمع البيانات من شواهد القبور الرخامية من مختلف العصور في كافة أنحاء العالم ، يأمل العلماء في إنتاج خارطة عالمية حول نسب معدل تأثير العوامل الجوية من هذه الأحجار.
وسيطالب المتطوعون بإتباع إجراءات وقيود منظمة لجمع الأدلة من شواهد القبور لكشف المزيد من التغييرات التي شهدها المناخ على كوكب الأرض، وذلك بإتباع بروتوكول علمي يحدد أطر المشروع، وتسجيل البيانات في قاعدة البيانات العلمية في الموقع الذي يحمل أسم Gravestone Project.
وقال مدير EarthTrek غاري لويس: "البيانات التي ستجمع قد تحدث فارقاً حقيقياً في الطريقة التي ندير بها بيئتنا".
وتشكل التغيرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري، هاجساً يقلق العلماء الذي يعتقدون أن ظاهرة التغير المناخي قد بدأت في القرن التاسع عشر، فلم تعبر الهيئات العلمية عن قلقها تجاه الظاهرة سوى قبل أربعين عاما فقط، عندما أدت الثورة الصناعية إلى احتراق كميات أكبر من الزيوت الاحفورية، وإلى اختفاء الغابات وأنواع معينة من أساليب الزراعة.
وتسبب ذلك في زيادة ما يسمى بالاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، خاصة ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النتروجين.
وتوجد هذه الغازات بصورة طبيعية على الأرض، وتساعد على عدم ارتداد حرارة الشمس إلى الفضاء مرة أخرى، وبدون هذه الحرارة، لكان كوكبنا باردا أجدب، ولكن الكميات الكبيرة والمتزايدة من هذه الغازات تؤدي إلى رفع درجة الحرارة على الصعيد العالمي، وإلى تغير المناخ.
ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بنحو أربعة وسبعين من المائة من الدرجة المئوية. واستغرق هذا التغير نحو القرن. ومن المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة بنحو الدرجة وثمانية أعشار الدرجة، أي بنحو أربع درجات مئوية بنهاية القرن الحالي.