لا مخاوف من أن يؤدي استخدام الهاتف المحمول للأورام في المخ، هكذا تقول أحدث الدراسات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعود الجدل مجدداً بشأن الرابط بين استخدام الهاتف المحمول والإصابة بأورام المخ، حيث أكدت أحدث الأبحاث عدم وجود أي صلة بينهما.
ولم تجد الدراسة المستفيضة، التي استمرت لنحو 30 عاماً، أي تغيير جوهري في معدل الإصابات بأورام الرأس في الدول الاسكندينافية، حتى بعد أن شاع استخدام الهاتف المحمول على نطاق واسع.
وقالت إيزابيل ديلتور، كبير الباحثين في "معهد أوبئة السرطان بجمعية السرطان الدنماركية"، إنه "إذا كانت الهواتف المحمولة تسبب أورام المخ، فإننا نتوقع أن نرى زيادة مفاجئة في معدل الإصابة في مرحلة ما، إلا أن هذا لم يحدث."
إلا أن ديلتور تركت الباب موارباً إزاء هذه النظرية، بالإشارة إلى أن استخدام الهواتف المحمولة ربما لم يصبح أكثر شيوعاً لفترة طويلة تكفي لزيادة عدد الإصابات بأورام الرأس.
وتابعت: "هذا يعني إما أن الهواتف المحمولة لا تسبب الأورام، أو أن الوقت مبكر لرؤية نتيجة ذلك، أو أننا لم نشهد الزيادة لأنها ضئيلة بقدر لم يتح لنا رصدها."
جاءت الدراسة إثر مخاوف جديدة أثارتها جماعات ناشطة وباحثون، من وجود صلة بين الهواتف الخلوية وأنواع عديدة من السرطان، من بينها أورام المخ.
وجمع فريق ديلتور بيانات 60 ألف مريض بنوعين من أورام المخ، وهي الجليوما glioma وميننجيوما meningioma في الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد، منذ عام 1974 إلى عام 2003.
ووجد الفريق أن حوادث الإصابة بأورام المخ خلال الثلاثين عاماً كانت مستقرة، تراجعت أو ازدادت تدريجياً، قبيل أن يصبح استخدام الهواتف المحمولة أكثر شيوعاً.
ولاحظ الفريق العلمي أن معدل الإصابة بتلك الأورام ظل كما هو دون تغيير خلال الفترة من 1998 إلى 2003، وهي الفترة التي شهدت نمواً سريعاًً في استخدام المحمول.
وأضاف الباحثون أن النتائج لا تشير إلى وجود أي صلة بين الهواتف الخلوية والإصابة بأورام.
يُذكر أن معظم الدراسات العلمية لم تجد صلة بين استخدام الهواتف الخلوية وأورام المخ، كما أخفق الباحثون الذين حاولوا إيجاد تفسيرات بيولوجية للطريقة التي ربما يتسبب بها تلك الهواتف في الإصابة بسرطان بالمخ.
وقال الدكتور بول غراهام فيشر، وهو أستاذ مساعد في علم الأعصاب وجراحة الأعصاب بجامعة "ستانفورد"، إن "هذا الموضوع سيراوح مكانه"، لافتاً إلى أن المخاوف غير المنطقية، كخشية الضرر الناجم عن الإشعاع من الأسلاك الكهربائية، والرابط بين الهواتف الخلوية وأورام المخ، ستظل قائمة دون تغيير رغم أنه لا يوجد دليل علمي يدعم هذا الصدد.