خاص - CNN بالعربية
الايدز مرض يصيب الجسد والنفس معا.
الرباط، المغرب (CNN)-- تتجه السلطات الصحية في المغرب نحو تعزيز الترسانة العلاجية ونظام التكفل بمرضى فقدان المناعة المكتسبة، وذلك من خلال توفير الأدوية على نطاق أوسع وبأسعار أقل من جهة، وعبر تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين من جهة أخرى.
فقد بلغ عدد المصابين بالايدز، أو HIV أو كما يطلق عليها في الدول التي تنتشر فيها اللغة الفرنسية، بـ"السيدا"، نحو 2798 في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2008.
أما عدد حاملي الفيروس فيبلغ 22 ألفاً بعد أن كان في حدود 14500 سنة 2003، بحسب تقارير رسمية.
وسجل تطور الإصابة بالايدز ارتفاعا بحوالي 30 في المائة من 1986 إلى 2000، و70 في المائة من 2001 إلى 2008.
ومع ذلك، وبحسب مجموع سكان البلد البالغ عددهم حوالي 35 مليون نسمة، لا تتجاوز النسبة العامة للمصابين بالايدز 0.08 في المائة، وهي ترتفع في صفوف الذين يعملون في الجنس والدعارة إلى 2.1 في المائة، وأولئك الذين يتعاطون المخدرات بواسطة الحقن، حيث تصل نسبتهم إلى 1.6 في المائة.
وتتمركز جل الإصابات في مدن أكادير، إذ تبلغ نسبة المصابين 21 في المائة، ثم الدار البيضاء 15 في المائة، فمراكش 15 في المائة، وأخيراً الرباط، حيث تبلغ النسبة 9 في المائة.
وهكذا، وبعد أن عانى المصابون بالايدز وحاملو الفيروس طويلا من الكلفة المرتفعة للأدوية، سجل انخفاض واضح على هذا الصعيد في السنوات الأخيرة بفضل الاتفاقات التي أبرمتها الوزارة المعنية مع شركات دولية للدواء، ومع موردي الأدوية ذات العلاقة بالمغرب.
وتوصل المغرب في إطار مبادرة "أسيس" التي أطلقها البرنامج المشترك للأمم المتحدة الخاص بالايدز، وبعد مفاوضات مع المختبرات الصيدلانية الدولية، إلى الحصول على تخفيضات في ثمن الأدوية المضادة لهذا الفيروس.
وتبعا لذلك، تراجعت الكلفة الشهرية للعلاج بحسب الفرد من 800 دولار سنة 2001 إلى 27.4 دولارا في نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 2008.
في المقابل، ارتفع عدد الأشخاص المتكفل بهم علاجيا من المصابين وحاملي الفيروس، من 1120 دولار سنة 2005 إلى 1893 دولار سنة 2008.
وتتجاوز معاناة ضحايا مرض الايدز في المغرب الجانب الاقتصادي المرتبط بكلفة العلاج، لتتمركز أساسا على المستوى الاجتماعي المتعلق بنظرة "التقزز والنفور" من المصاب، وما تفرزه من انعكاسات نفسية وشعور بالعزلة والإقصاء.
ولهذا، أقرت وزارة الصحة المغربية برنامجا للعناية النفسية والاجتماعية للمصابين، يعد أول مبادرة من نوعها في إفريقيا والشرق الأوسط.
ويتوخى البرنامج ترسيخ قواعد نموذجية للتأهيل النفسي والاجتماعي للمصابين على مستوى الجمعيات الناشطة في مجال مكافحة الايدز، ومراكز الأقاليم والمقاطعات للمكافحة، وأقطاب الامتياز المكلفة بالعناية بهذه الشريحة.
وتزايدت في الآونة الأخيرة عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة حملات التوعية الموجهة أساسا للشباب وبرامج جمع التبرعات الرامية إلى تمويل مخططات الوقاية من مرض الايدز، الذي مازال محل كثير من اللبس وردود الأفعال التقليدية.