التوربين على قمة جبل جيميني
ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تخيل أنك تصعد 276 درجة يومياً لتغيير مصباح كهربائي.. إنه بالتأكيد أمر شاق.. هذا بالضبط هو العمل اليومي لريان هارفورد.
وهارفورد يعمل فنياً في منتجع يقع على قمة جبل "جيميني"، والمصباح ذاك ليس مجرد مصباح عادي، إذ أنه يضيء على رأس عمود تحذيري للطائرات موجود على ارتفاع 253 قدماً على أعلى قمة الجبل فوق توربين يعمل بالرياح.
ويعتبر منتجع جبل جيميني في هانكوك بولاية ماساشوستس الأمريكية، أول منتجع "سمائي" مبني بهذه الطريقة في أمريكا الشمالية.
المنتجع يعتمد على طاقة الرياح لصنع الثلج على قمة الجبل، وهو مشروع انطلق من فكرة رئيس الشركة والمدير التنفيذي بريان فيربانك، بعد سنوات من دفع كلفة فلكية لصنع الثلج.
يقول فيربانك: "هناك من اقترح علينا أن نستفيد من الرياح، وعليك استخدام الطاقة أكثر في فصل الشتاء.. حيث الرياح تهب بكثافة."
ولكن مثل هذا المفهوم البسيط ليس من السهل تنفيذه، فقد استغرق أكثر من ثلاث سنوات لتحويل الفكرة إلى مشروع على أرض الواقع، إذ كان على إدارة المنتجع دراسة قوانين الطيران الاتحادية لمعرفة تأثير توربينات الرياح على الطائرات والطيور والأنواع المهددة بالانقراض.
وما إن انتهت إدارة المنتجع من الدراسة، كان عليها أن تنقل نحو 500 طن من قطع الغيار والمعدات إلى أعلى الجبل، يقول فيربانك: ""عندما وصلنا إلى قمة الجبل، كان تركيب كل المعدات سهلاً، واستغرق يومين، لكن التحدي الحقيقي كان في إيصالها إلى الأعلى."
وفي خريف عام 2007، اكتمل المشروع الذي تكلف 4 ملايين دولار، وتم تركيب التوربين الذي سمي "زايفر" وهو اسم إله الرياح الغربية عند الإغريق، ويبلغ طوله 250 قدماً، بالإضافة إلى ارتفاع الهضبة وهو نحو 10 أقدام، في حين تمتد مراوح التوربين 123 قدماً.
ويعمل توربين زايفر على إنتاج نحو ثلث احتياجات منتجع جيميني من الطاقة الكهربائية، ويوفر نحو 450 ألف دولار سنوياً من فاتورة الطاقة، وهو ما يعادل طاقة كهربائية لنحو 600 منزل.