تشخيص البروستات يتضمن فحصا شرجيا
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- على عكس ما يفترضه الكثيرون يرى بعض الأطباء أن فحص البروستات قد يكون ضرره أكثر من نفعه خصوصا وأن هناك خلط في الفحوصات، بين الأورام الخبيثة وتلك الخفيفة الضرر، ما قد يضر بصحة المريض عند علاجه.
وبالمقابل يعتقد الكثيرون بأن إجراء فحص لسرطان البروستات هو من الأمور الإيجابية، بل والضرورية أحيانا، وبالتالي يتشجع الكثير من الرجال للذهاب إلى العيادات والمختبرات لإجراء هذه الفحوصات.
ويقول أندرو ترافر، أحد الذين بدأوا بإجراء فحص البروستات في عمر الأربعين، إنه، وهو الحريص بشدة على صحته، كان من الطبيعي أن يجري الفحص في هذه السن المبكرة، وهو يعتقد "بأن إجراء هذا الفحص هو جزء متمم للعناية بصحتي."
وأكد ترافر، وهو رئيس القسم الميداني في المكتب الفدرالي للكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في الينوى بولاية شيكاغو، بأنه اكتشف العام الماضي وهو في الرابعة والأربعين من العمر أنه يعاني من سرطان البروستات وقام باستئصال الغدة.
وأشار ترافر إلى أن الجراح الذي أجرى له العملية أكد له أنه كان ليموت قبل وصوله الخمسين إن لم يجرِ الفحص ويخضع للعملية الجراحية، ما دعاه إلى نصيحة العملاء الفدراليين الواقعين تحت إمرته بأن يجروا نفس الفحص، محذرا من أن من لا يجري هذا الفحص فهو يعرض نفسه لمخاطر قد تكون جسيمة.
من ناحيتها شككت كريستين بيرج، رئيسة فريق أبحاث الكشف المبكر في قسم الوقاية من السرطان في National Cancer Institute، بجدوى إجراء هكذا فحوصات على المائة والثلاثين عميلا المذكورين، مشيرة إلى أن "الكشف المبكر يساعد ولكنه يتضمن أضرارا كذلك."
وترى بيرج، والتي ساهمت في دراسة حول فحص سرطان البروستات، بأنه يمكن لفحوصات السرطان أن تكشف عن خلايا سرطانية غير مضرة إلى حد ما ويمكن للمريض أن يتعايش معها لعقود، ومع ذلك يخض للعلاج الذي قد يؤدي إلى عدد من المشاكل، منها الإصابة بالعجز الجنسي وسيلان البول.
يتضمن فحص البروستات إجراء فحوصات لدرجات المولدات المضادة وفحوصات شرجية على الكمبيوتر، ولكن عندما يتم العثور على خلايا سرطانية فإنه يتعذر على الأطباء التمييز بين الأورام الخبيثة والأخرى التي قد لا تسبب أمراضا جدية.
وعلقت بيرج، "بأننا جيدون إلى حد معقول في التمييز بين نوعي الخلايا السرطانية، ولكن ليس بدرجة كبيرة،" فنسبة العثور على خلية سرطانية خبيثة ومضرة، بحسب بيرج، أقل من 1 في المائة، وأضافت أن نسبة العثور على خلية سرطانية غير مضرة وعلاجها، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج جانبية سيئة، تصل إلى 47 في المائة.
وأوضحت بيرج أن الخبراء منقسمون حول هذه المسألة، وبالتالي فإن الجمعيات المختلفة مثل الجمعية الأمريكية للسرطان وThe American Urological Association وغيرها من الجمعيات والمجموعات تتضارب توصياتها ونصائحها حول هذه المسألة.
وبالنسبة لبيرج ترددت كثيرا قبل أن تنصح زوجها بإجراء هذه الفحوصات وقالت "طبعا لم أكن أرغب برؤيته يتوفى بمرض سرطان البروستات شأنه شأن والده الذي بلغ 80 عاما، ولكنني بالمقابل لم أرغب رويته، وهو يلبس الحفاظات للعشرين سنة المقبلة."