تحميل مليون نسخة مقرصنة من "ولفرين" قبل وصوله للسينما

القرصنة أثارت حفيظة منتجي الفيلم

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قام أكثر من مليون شخص حول العالم بتحميل نسخ مقرصنة عالية الجودة من الفيلم الجديد ضمن سلسلة "X-Men" المخصص لشخصية "ولفرين" قبل وصوله إلى شاشات السينما، في حدث أثار حفيظة قطاع السينما في الولايات المتحدة، المتضرر أصلاً جراء الأزمة الاقتصادية العالمية.

وذكرت مصادر في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI أن التحقيقات بدأت لمعرفة كيفية تسريب هذه النسخ من الفيلم، الذي قام ببطولته هيوغ جاكمان، وتحديد أساليب القرصنة الرقمية التي استخدمت لتنفيذ العملية.

وقال النائب الجمهوري هاورد بيرمن، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي تعليقاً على هذه الواقعة: "لسوء الحظ، فإن ما تعرض له فيلم 'ولفرين' أظهر بشكل كبير تأثير القرصنة على الاستثمارات الضخمة التي يقوم بها المنتجون لإعداد أفلام مميزة."

وأضاف بيرمن: "خلال جلسة استماع عقدناها في لوس أنجلوس، قال المخرج ستيفن سبيلبرغ إن أرباح قطاع الترفيه عام 2007 تجاوزت 13 مليار دولار، فتصوروا كم كانت هذه الأرقام لتزداد إن تمكنا من القضاء على القرصنة."

وكانت أعمال أخرى قد تعرضت لحوادث مماثلة في الماضي، ففي عام 2003، أقر شخص بمسؤوليته عن قرصنة فيلم "The Hulk" وعرضه على شبكة الانترنت قبل أسبوعين من وصول إلى الصالات، وتكرر الأمر مع فيلم "حرب النجوم - انتقام سيث" عام 2005، عندما ظهر الفيلم على الانترنت بعد ساعات على بدء عرضه.

غير أن البارز بحسب خبراء يتمثل في لجوء القراصنة إلى طرق جديدة للسطو على الأفلام، بعيدة كل البعد عما كان يقوم به البعض من تهريب كاميرات رقمية إلى داخل الصالات.

ويقول غريغ ساندوفال، وهو مراسل مختص بشؤون المعلوماتية، إن بوسع القراصنة الوصول إلى نسخ رقمية عالية الجودة ونقلها إلى أقراص DVD بفضل التقنيات المتقدمة، مضيفاً أن العلامات الخاصة التي تلجأ بعض الشركات لوضعها على أقراص الأفلام لمنع نسخها غير كافية لردع القراصنة.

ويوضح قائلا: "من المستحيل تأمين سلامة المحتويات الرقمية بصورة كاملة.. لدى هؤلاء القراصنة الكثير من الابتكارات، وفي بعض الأحيان يسجلون تقدماً على خبراء الأمن."

من جانبها، قالت دارسي أنطونيلا، رئيسة قسم العمليات التقنية في شركة "وارنر براذرز" للسينما إن تطور التكنولوجيا وسهولة نقل وتبادل الملفات والمعلومات سهل كثيراً من عمل قراصنة الأفلام.

وتضيف أنطونيلا أن على هوليوود أيضاً مواجهة تحدي ضمات أمن الأفلام خلال تطور مراحل الإنتاج بسبب تعدد الجهات المعنية بهذا الأمر من منتجين ومخرجين وتقنيين.

ولفت خبراء إلى أن وجود النسخ المقرصنة لن يمنع محبي الأفلام من اقتناء النسخة الأصلية أو ارتياد صالات السينما لمتابعة العروض، حتى وإن كلفهم ذلك مبالغ مالية إضافية، معتبرين أن ذلك يعود لإدراك الكثير ممن سبق له تحميل أفلام رقمية عبر الانترنت إمكانية استخدامها لزرع فيروسات.

إلا أنهم حضوا بالمقابل على زيادة المواقع المتخصصة بعرض الأفلام الجديدة بصورة قانونية، مثل وقع Hulu، وموقع Vevo الجديد الذي أسسته شركة "يونيفيرسال ميوزيك" بالتعاون مع موقع "يوتيوب."