موتى نقص الرعاية الصحية أكثر مما يتمنى الإرهابيون بحسب جونثان مان
يسجل الزميل جوناثان مان أسبوعيا مشاهداته عن قرب لما يجري على الساحة الأمريكية.
تحارب الولايات المتحدة العديد من الأعداء في العراق وأفغانستان، وعدد من المنظمات المتطرّفة حول العالم، غير أن ما يواجه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أخطر من ذلك بكثير، حيث أن 50 مليون أمريكي لا يملكون ما يكفي من أموال لزيارة الأطباء عندما يقعون فريسة المرض.
وتقدر مصادر حكومية عدد من يقضون سنوياً بسبب نقص بالرعاية الصحية بنحو 18000 شخص، وهو عدد يفوق كثيراً أهداف المنظمات الإرهابية.
خلال الأسبوع الماضي، أعلن أوباما: "أن نظام الرعاية الصحية لدينا ضعيف جداّ."
وقد تطرّقت معظم الدول الصناعية لهذه المشكلة منذ عقودٍ مضت، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية مصممة على تجنب علاج شامل لهذه القضية كنظام حكومي أو نظام تأمين صحي.
ولدى الحكومة حالياً نظام تأمين وذلك لتغطية النفقات الصحية للفقراء والعجزة، ولكن بالنسبة للأمريكيين، وخصوصاً الجمهوريين منهم، يظنون أن عملية توسيع هذه الخدمات لتشمل الجميع قضية تُشبه طروحات النظام الاشتراكي، كما أنهم لا يثقون بواشنطن في مسألة تخصّ صحتهم.
لذلك فمعظم الشعب الأمريكي يدفع من أمواله الخاصة للرعاية الصحية أو عبر التأمين الخاص الذي تقدمه الشركات، ومن لا يستطيع تحمّل هذه النفقات لا يحصل على أية رعاية، وقد انعكس ذلك على قطاع التأمين الخاص الذي اتسم بالازدهار.
ولا يريد أوباما تغيير النظام، ولكنه يريد توسعته ليشمل الملايين من الذي لا يستطيعون تحمّل النفقات الخاصة بالرعاية الصحية، وهو كان قد اجتمع مع الديمقراطيين في الكونغرس ليعرض عليهم خطته، وحثهم على إقرار القانون مع نهاية السنة.
وقد حاول العديد من الرؤساء السابقين فعل شيء ما تجاه هذه القضية، ولكنهم فشلوا، ولكن تبدو الظروف السياسية الآن أفضل بكثير من السابق.
ومع الظروف الاقتصادية التي يشهدها العالم، يتخوّف الكثير من الأمريكيين من خسارة وظائفهم، وبالتالي التأمين الصحي التي تقدمه الشركات، وقد أعلنت بعض الجمعيات الطبية والقطاعات التي تتعلق بالرعاية الصحية عن تجاوبها مع هؤلاء هذه المرة.
وتبقى مشكلة كبيرة بالنسبة لواشنطن، وهي أنها تحتاج إيجاد التمويل اللازم والذي يقدّر بنحو تريليون دولار في العشر سنوات القادمة، ولكن إدارة أوباما تنفق وتستدين مبالغ قياسية قبل ذلك.
الجميع يتذكر الوعود التي أطلقها أوباما والتي تتمثّل بالانسحاب من العراق وإقفال معتقل غوانتانامو باي، ولكن يبدو أن قضية العناية الصحية تأخذ حيّزاً كبيراً لدى الشعب الأمريكي والذي ينتظر من الرئيس تقديم أفضل الحلول.