ناقلة روسية تحمل صاروخا من طراز سيوز
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وقعت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، اتفاقية تستمر ناسا بموجبها في استخدام السفن الروسية "سيوز"، لنقل الرواد الأمريكيين إلى ومن المحطة الفضائية الدولية.
ومن المقرر أن يستمر العمل بهذه الاتفاقية عامي 2012 و2013، وذلك عندما لا تتوافر لدى ناسا أي سفينة فضائية أمريكية.
وتبلغ قيمة العقد الذي وقعته وكالتا الفضاء الروسية والأمريكية 306 ملايين دولار، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي."
وتستبق هذه الاتفاقية إحالة مكوكات الفضاء الأمريكية، المستخدمة حالياً في نقل رواد الفضاء والإمدادات والتجهيزات إلى المحطة الدولية وغيرها من المهام ذات العلاقة، إلى التقاعد خلال الفترة بين عامي 2010 2012، على أن يبدأ عمل مكوك الفضاء الأمريكي الجديد أواخر العام 2013 وأوائل العام 2014.
وكان المتحدث باسم ناسا، مايكل كروز، قد أعلن في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن المكوكات الثلاثة ستحال إلى التقاعد في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول 2010، غير أن تقارير لاحقة أشارت إلى إمكانية تمديد عملها.
وتنتاب الخبراء الأمريكيون مخاوف متزايدة من اعتماد الولايات المتحدة كلياً على روسيا في نقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، على الأقل خلال العقد الحالي.
فقد قال مراقبون إن الوضع يثير القلق بصورة متزايدة، وذلك مع إعلان وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" تأجيل إطلاق المكوك "أوريون"، الذي يعتبر الجيل الثاني من مكوكات الفضاء، إلى المحطة الدولية.
ويأتي اعتماد "ناسا" على مركبات الفضاء الروسية "سيوز" لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الدولية في الفضاء الخارجي، نتيجة للفجوة الزمنية المقدرة بخمس سنوات المقررة لتقاعد مكوك الفضاء عام 2010 وتصنيع البديل في العام 2015، كما أن برنامج "كونستليشن" الفضائي الجديد، لن يكون جاهزاً للاختبار قبل سبتمبر/ أيلول عام 2014.
وفيما يعد الموعد الجديد قريباً من الموعد النهائي للبدء بالبرنامج المقرر في مارس/ آذار 2015، فإن العديد من الخبراء يعتقدون أن اعتماد "ناسا" على روسيا لنقل رواد الفضاء وضع الوكالة الأمريكية في موقف حرج.
يذكر أن روسيا تسعى إلى تعزيز موقعها في القطاع الفضائي، عبر تطوير مطارين فضائيين وتصميم صواريخ فضائية مستقبلية.
إذ يرى رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أن من الضروري تعزيز مواقع روسيا بشكل ملموس في القطاع الفضائي، عن طريق تطوير المطارين الفضائيين بليسيتسك وفوستوتشني، وكذلك تصميم صواريخ مستقبلية.
وجاء تصريح بوتين حول هذا الشأن في الثامن عشر من مايو/ أيار الجاري خلال اجتماع هيئة رئاسة الحكومة الروسية.