مصر تعاني نقصاً بمياه الشرب النظيفة رغم مرور النيل بها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ارتفع عدد حالات الإصابة بحمى "التيفوئيد" في مصر إلى أكثر من 60 حالة، من بينها 55 حالة في محافظة "القليوبية" وحدها، في الوقت الذي حذرت فيه مصادر طبية من أن المرض قد يواصل انتشاره إلى عدد من المحافظات الأخرى.
وأفادت مصادر رسمية بمحافظة القليوبية الأحد، بأنه تم اكتشاف خمس حالات جديدة خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، نُقلت إلى مستشفى "الخرقانية"، مشيرة إلى أن هذه الإصابات لسكان بقرية "البرادعة" القريبة من مدينة "القناطر الخيرية."
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، ممدوح خلاف، قوله إنه من المتوقع أن يتم اكتشاف ما بين خمس وسبع إصابات جديدة يومياً ولمدة أسبوع على الأقل، إلى أن يختفي المرض من القرية، الذي أرجعت تقارير أسبابه إلى تلوث مياه الشرب.
وفيما قال المسؤول بوزارة الصحة إن "المصابين شربوا مياهاً ملوثة في فترة حضانة المرض، ولم تظهر عليهم الأعراض إلا بعد نحو أسبوع"، فقد شدد محافظ القليوبية، عدلي حسين، على أن "الموقف الصحي في القرية مطمئن."
وفي تصريحات نقلها التلفزيون المصري الأحد، دعا أستاذ الأمراض الباطنية، بدوي لبيب، وزارة الصحة إلى متابعة حالة المرضى الذين تم شفاؤهم، لمدة 15 يوماً على الأقل، للتأكد من أن البكتريا المسببة للمرض "غير مستوطنة" في أجسامهم.
وأوضح لبيب أن بكتريا التيفوئيد يمكنها الانتقال إلى الكبد والاختباء بالمرارة، لحين انتهاء مفعول المضاد الحيوي الذي يتناوله المصاب، ثم تعود للظهور مرة أخرى، مشيراً إلى أن مثل هذه الحالات أدت إلى اعتبار التيفوئيد من الأمراض "المتوطنة" في مصر.
وكانت السلطات المصرية قد كشفت الثلاثاء عن عشرات الإصابات بمرض "التيفوئيد" في عدد من المناطق الريفية بمحافظة القليوبية، شمال القاهرة، مشيرة إلى أن هذه الإصابات ربما تكون قد نجمت عن تلوث مياه الشرب، بسبب شبكات المياه المتهالكة في العديد من المناطق الريفية.
وأكد محافظ القليوبية أن حالات الإصابة الجديدة بهذا المرض، جاءت في قريتي "الخرقانية" و"البرادعة"، مشيراً إلى أنه اتخذ قراراً بقطع المياه عن سكان القريتين، لحين الانتهاء من فحص شبكة المياه الخاصة بهما، والعمل على تطهيرها من أي ملوثات قد تكون أُصيبت بها.
وقال المحافظ، في تصريحات للتلفزيون المصري الثلاثاء، إنه "يجري تزويد السكان بالمياه عن طريق صنابير بعيدة عن الشبكة" التي يُعتقد أنها ملوثة، وأضاف أن غالبية الحالات المصابة غادرت المستشفيات بعد شفائها، وهو ما يشير إلى أن هذه الإصابات حدثت قبل أسبوع على الأقل، ولم تكشف السلطات عنها من قبل.
ووفقاً لما نقل موقع "أخبار مصر" التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، فقد رجحت مصادر أن يكون تلوث مياه الشرب هو سبب انتشار المرض، الذي تتشابه أعراضه إلى حد كبير مع أعراض مرض الكوليرا، من قيئ وإسهال وارتفاع في درجة الحرارة، وقد يؤدي إلى الوفاة.
وقال أحد المصادر إن الإصابات في قرية "البرادعة" نتجت على الأرجح عن اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، فيما يبدو أن مضخات تسحب المياه من باطن الأرض هي السبب في الإصابات بقرية "الخرقانية"، مشيراً إلى أن المياه الجوفية تختلط بمياه الصرف الصحي بالقرب من سطح الأرض.