المكتبات تغير جلدها مجاراة للعصر الرقمي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لفتت انتباه الباحثين ظاهرة تقلص دور المكتبات العامة كأماكن لقراءة الكتب، خصوصا مع نشر هذه الأخيرة على الانترنت، وتحولها إلى مواد إلكترونية، وهو ما تسعى شركة "غوغل" للتقنيات لفعله عبر إطلاق أكبر مكتبة رقمية في العالم.
وتأكيدا لهذه المسألة بدأت المكتبات العامة بتغيير دورها، بعد أن رأت أن كتبها ستحتل مرتبة ثانوية بعد غزوها من قبل العالم الافتراضي، وسيخبو دورها كوسيلة لنشر المعلومات بين الناس، وعوضا عن ذلك قررت السماح لروادها باستغلالها كأماكن لإثارة النقاشات والحوارات سواء العلنية أو تلك التي تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "twitter."
وبرأي أصحاب المكتبات التي بدأت بمجاراة هذه المتغيرات عوضا عن مقاومتها، فإن غرض المكتبات سيكون واحدا وهو كونها مكان حر للسماح للناس للوصول إلى المعلومات ومشاركتها.
فمن جهتها قالت هيلين بلورز، مدير قسم الإستراتيجية الرقمية في مكتبة بولاية أوهايو الأمريكية، "إن بناية المكتبة العامة ليست مستودعا للكتب، بل إنها مركز لجمع الناس."
ولاحظ خبراء أن الناس اعتادوا على استخدام الانترنت للحصول على المعلومات التي يريدونها من الجرائد، ولكنهم يستخدمون الآن مواقع Facebook وDigg وTwitter لمناقشة مختلف جوانب حياتهم والأخبار اليومية، وهو ما تحاول المكتبات التي عينها على المستقبل مجاراته عبر إيجاد حلقات إلكترونية كي يتبادل فيها الأشخاص المعلومات.
وحول هذه المسألة رأى توبي غرينولت، منسق الخدمات الافتراضية في مكتبة بولاية شيكاغو، " بإمكاننا أن نلاحق هذه الاتجاهات الجارية حاليا"، مبينا أنه قام بتركيب خدمات للتجاوب عبر Twitter والرسائل النصية في مكتبته، حيث يقوم بمراقبة المحادثات ويستخدم المعلومات الواردة فيها كمصدر إلهام لإجراء نقاشات عامة في المكتبة.
وأشار غرينولت إلى تغير دور أمناء المكتبات، فبما أن المعلومات باتت على الانترنت وتتعلق بمشاكل الناس الشخصية، بات دور الأوائل أن يكونوا مدراء للنقاشات التي تجري في المكتبات ومنسقو الدعم التقني في المكتبة وأن يساعدوا على تواصل رواد المكاتب بعضهم مع بعض.
ومن المكتبات التي أخذت تطور نفسها تلك الموجودة بمقاطعة شارلوت آند ميكلزبيرغ بكارولاينا الجديدة، والتي تحتوي على فضاء إلكتروني متعدد الوسائط، بحيث يتمكن الأولاد الزائرون من تصوير لقطات فيديو وتسجيل الموسيقى التي يحبونها، كما أنها تحتوي على مدونة للألعاب الإلكترونية وتستضيف بطولات لمثل هذا النوع من وسائل الترفيه دائما.
وأقدمت مكتبة آروس بالدنمرك على خطوة فريدة من نوعها، إذ قامت بعرض "عمود للمعلومات"، إذ يمكن الناس عبره من مشاركة القصص الإخبارية، وهو يعتبر "معرض للمعلومات" حيث يتيح للزوار الفرصة لمراقبة الخرائط الرقمية التي تتألف من طبقات من المعلومات.
وقال مدير المكتبة، رولف هابل، إأن "المكتبات لم تكن يوما معنية بالكتب فحسب."
يذكر أن المكتبات بالولايات المتحدة ممولة بدرجة كبيرة من الحكومات المحلية، والتي أصيبت بنكسات قوية بسبب الركود الاقتصادي الأخير، ما يعني أن الكثير منها لن تتمكن من ملاحقة التطورات التكنولوجية، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى أن بعض الـ16 ألف مكتبة في أنحاء البلاد قد تغلق أو أن تتم خصخصتها.