خاص بموقع CNN بالعربية
رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة
ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام الرياضة العرب، يتحدثون فيها عن همومهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى أبرز القضايا على الساحة الرياضية.
(CNN) -- اتهم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة وسائل الإعلام في مصر والجزائر بأنها السبب الأول وراء حالة التوتر المصاحبة للمباراة بين منتخبي البلدين في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم، رغم "العلاقات الطيبة" بين البلدين و"علاقته المتميزة" مع رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر.
وقال روراوة في حوار مع CNN بالعربية إن "بعض وسائل الإعلام في الجزائر نشرت تصريحات على لسانه ساهمت بدور كبير في حالة الاحتقان،" نافيا أن يكون قد طلب 15 ألف تذكرة للجماهير الجزائرية لحضور لقاء 14 نوفمبر، كما نفى أن يكون وراء خطاب فيفا الأخير للإتحاد المصري كما قال البعض في مصر، بل إن الفيفا أرسل لإتحاد الكرة بالجزائر نسخة أخرى من الخطاب.
كما طمأن روراوة أنصار المنتخب الجزائري على أن الظروف ستكون على أحسن ما يرام في مصر، وقد تباحث مع نظرائه في الاتحادية المصرية على توفير راحة أفضل لضيوفهم من الجزائر، وهذا ما اتفق عليه الجميع حسبه وسيكون حاضرا يوم المباراة.
وتاليا نص الحوار:
كيف تنظر للقاء مصر والجزائر ؟
المتابعون يعلمون مدى أهمية لقاء مصر والجزائر المقبل لأنه سيحدد الفريق الذي سيحصل على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا العام المقبل، ومن هنا اكتسب اللقاء أهميته وحساسيته، وأعلم مدى التوتر الموجود لدى الطرفين سواء في مصر أو الجزائر، ولكن على الجميع أن يعلم مدى العلاقات الطيبة بين البلدين منذ سنوات طويلة، ولا يجب أن تؤثر نتيجة اللقاء على تلك العلاقات لأن المباراة ستنتهي وتبقى العلاقات الطيبة، كما أن علاقتي برئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر على أفضل ما يكون وكل منا يسعى لفوز فريقه وهو أمر منطقي وطبيعي.
البعض في مصر اتهمك بأنك لعبت دورا كبيرا في حالة التوتر الموجودة ؟
هذا اتهام غير صحيح وأنا بريء منه تماما خاصة وإني المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية ومن مصلحتي أن تجرى المباراة في أجواء هادئة، فكيف أكون وراء حالة التوتر والإثارة الموجودة بين الجماهير سواء المصرية أو الجزائرية.
نشرت لك تصريحات في وسائل الإعلام الجزائرية تلمح فيها إلى تعنت الجانب المصري معكم ؟
لم يصدر عني تصريح واحد يشير إلى تعنت الأخوة المصريين مع المنتخب الجزائري، خاصة وإنني وجدت معاونة صادقة من المسؤولين في مصر، وكل ما نشر على لساني في وسائل الإعلام الجزائرية بخصوص هذا الأمرغير صحيح، وأرى أن وسائل الإعلام سواء في الجزائر أو في مصر لعبت الدور الأكبر في حالة الإثارة والتوتر التي صاحبت المباراة.
اتهمت في مصر بأنك وراء خطاب فيفا الأخير للإتحاد المصري الذي ألمح فيه إلى تهديد مصر ؟
فيفا منظومة كبيرة لا تدار عن طريق شخص مهما كانت قوته ولست المسؤول الأول في الإتحاد الدولي لكرة القدم حتي أطلب إرسال مثل هذا الخطاب، كما أن فيفا أرسل نسخة من الخطاب للإتحاد الجزائري لكرة القدم وهو أمر روتيني يحدث في اللقاءات الدولية الحساسة، ورغم حالة الإثارة الإعلامية المبالغ فيها في وسائل الإعلام إلا إنني أعلم أن المنتخب الجزائري سيلقى معاملة طيبة في مصر.
لماذا لم يعامل المنتخب المصري بشكل لائق في الجزائر في لقاء الذهاب ؟
من قال إن المنتخب المصري لم يعامل بشكل طيب في الجزائر؟ فالفريق المصري تمت معاملته بشكل جيد، أما عن الأحداث التي وقعت في ملعب المباراة فهي أمور تحدث في المباريات المحلية بما يعني أن المنتخب المصري لم يكن مستهدفا، رغم أني لا أقر مثل هذه الأمور.
كيف تتحدث عن معاملة طيبة للمنتخب المصري وقد تعرض خمسة من أعضاء البعثة المصرية لتسمم؟
لم يحدث حالة تسمم واحدة لأعضاء البعثة المصرية، وكل ما حدث هو نوع من "التلبك المعوي" لبعض أعضاء الجهاز الفني وهو ما يعلمه المسؤولون المصريون الذين تواجدوا مع المنتخب في الجزائر، ثم إذا افترضنا محاولة تسمم البعض فكان الأولى أن يتعرض اللاعبين لهذه الحالة وليس أعضاء الجهاز الفني، ولكن للأسف بعض وسائل الإعلام المصرية هي التي اتهمتنا بذلك في حاولة لإثارة الجماهير المصرية ضد المنتخب الجزائري عند حضوره لمصر.
ذكرت وسائل الإعلام الجزائرية أن الجانب الجزائري طلب 15 ألف تذكرة للمباراة وأن الاتحاد المصري رفض ذلك ؟
بداية الاتحاد الجزائري لم يطلب هذا الكم الكبير من التذاكر لأنه ببساطة شديدة لن يأتي 15 ألف مشجع جزائري لمصر، وكل ما طلبناه ألفي تذكرة فقط وحصلنا عليها من الجانب المصري، ثم كيف نطلب 15 ألف تذكرة وهو أمر يتعارض مع اللوائح المنظمة؟
هل كنت تتوقع في بداية التصفيات منافسة منتخبكم للوصول لنهائيات المونديال ؟
الكرة الجزائرية تعاني من حالة عدم إستقرار في السنوات الأخيرة لأسباب كثيرة ليس هذا مجال الحديث عنها رغم إنها كانت من الفرق المصنفة إفريقيا ، ولكن الفترة الأخيرة شهدت عودة الإستقرار وبالتالي إستعادت الكرة الجزائرية عافيتها ، ولكن لم نكن نتوقع المنافسة بقوة على التأهل لنهائيات كأس العالم رغم إننا وضعنا كافة الإمكانيات من أجل ذلك ، لاسيما وأن المنتخب الجزائري وقع في مجموعة تضم بطل أفريقيا مرتين متتاليتين ، إلا أننا وثقنا في لاعبينا وتحقق لنا ما تمنيناه .
كيف هي ظروف المنتخب الجزائري في "فلورنسا" الإيطالية؟
ظروف المنتخب الوطني تسير على أحسن ما يرام والتحضيرات تسير بشكل عادي جدا، خاصة بعد التحاق كامل التعداد بالتدريبات، وهذا الأمر سهل على المدرب الوطني العمل في ظروف أحسن، وبعيدا عن الضغط الجماهيري في الجزائر، أما عن نوعية التحضيرات فهي عادية ولا يوجد بها أي شيء خاص.
هل اختيار إيطاليا هو حل أفضل لإبعاد اللاعبين عن الضغط، أم هو وسيلة لترك المنتخب يشتغل في هدوء؟
لقد اختار الاتحاد أن تكون إيطاليا مركزا لتحضيرات المنتخب قبل السفر إلى مصر، وهذا حتى نجمع كامل لاعبينا المحترفين بطريقة أسرع وأسهل، وتمكن المدرب الوطني من تسطير برنامج عمل يساعده على تحسين أداء الفريق طبعا يكون العمل في ظروف مناسبة، ونحن مرتاحون الجميع مرتاح لهذا الجانب، أما عن إبعاد اللاعبين عن الضغط الجماهيري، فهذا أمر طبيعي لأن مباراتنا أمام مصر تتطلب بقاء اللاعبين في ظروف عمل وراحة أفضل من دون تشويش على تفكيرهم ولا ضغط.
وماذا عن اللاعبين المصابين كالمدافعين بوقرة وعنتر يحيا ومتوسط الميدان زياني؟
لقد التحق الثلاثي بالمعسكر التدريبي وهم يجرون علاج مكثف تحت معاينة أطباء كبار جلبناهم خصيصا لاستعادة اللاعبين للياقتهم الفنية والبدنية، ولو أن زياني بدأ يستعيد تدريجيا صحته، إلا أن القلق يبقى على ثنائي الدفاع عنتر يحيا ومجيد بوقرة الذي يبقى أمر مشاركتهما مرتبط بما يقرره الأطباء.
بخلاف الثلاثي فالكل جاهز لمباراة مصر؟
الجاهزية في المنتخب صارت تمثل لنا إشكالا، فاليوم نقول إن الجميع جاهز، ولكن بعد حصة واحدة لا تعرف ما الذي يحدث فيها، وعلى هذا فنحن نأمل أن يكون الجميع جاهزون ويتفادوا الإصابات والاحتكاك في التدريبات التي قد تزيد في متاعب المنتخب والمدرب، وأقدم لك مثالا هنا، ففي اللقاءات الأولى، كان مدافعنا زاوي سمير في أفضل حالاته البدنية، وقدم مباريات كبيرة، ولكن في حركة خاطئة له في الفندق أصيب على مستوى القدم، مما منعه من لعب المباراة وترك المدرب في حيرة من أمره، وهذا أمر لا تنتظره أن يحصل قبل ساعات عن المباراة، ولهذا فلا بد من الحيطة من الجميع والحذر خاصة في الأيام الأخيرة التي تسبق اللقاء، وعلى كل حال فإن ثقتنا كبيرة في الطاقم الفني والكابتن سعدان لتحضير المنتخب بشكل جيد قبل التنقل إلى مصر.
القلق إذن يبقى قائما لغاية المباراة؟
أكيد، لأنه لما ننظر إلى اللاعبين المصابين في المنتخب والحلول المتوفرة بيد المدرب سعدان، تبقى الأمور إلى حد الآن غير واضحة تماما، وهذا ما يجعل القلق وسط المنتخب مستمرا إلى غاية المباراة، ولكن عليّ أن أطمأن الجمهور الجزائري الذي ينتظر أخبارنا بشغف وأؤكد لهم أن عودة زياني التدريجية للتدريبات وتعافيه يعني أن عمل الطاقم الفني يسير على أحسن وجه، وآمل فقط أن يوفق الثنائي عنتر يحيا وبوقرة في استعادة كامل لياقتهما قبل المباراة.
ما هي حظوظ الخضر في كسب تأشيرة المونديال؟
الحظوظ على الورق كما يقال تعد في صالح منتخبنا الجزائري لتحقيق التأهل في مصر، خاصة وأننا متقدمين عليهم بثلاثة نقاط في الترتيب وهدفين فارق، ويكفينا فقط تعادل بأي نتيجة لنحرز التأهل ونعود إلى المونديال بعد 24 سنة من الغياب، ولكن هذا لا يعني أننا سندخل مباراة مصر دون أن نعمل حسابنا لكل الظروف التي تحيط المباراة، ونقدم مستوى جيد يليق بسمعة الكرة الجزائرية والمصرية.