خاص بموقع CNN بالعربية
شوقي غريب، المدرب العام لمنتخب مصر
ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام الرياضة العرب، يتحدثون فيها عن همومهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى أبرز القضايا على الساحة الرياضية. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع غير مسؤول عن الآراء الواردة في المقابلات.
القاهرة، مصر(CNN)-- أبدى المدرب العام لمنتخب مصر ارتياحه لهزيمة فريقه أمام منتخب الجزائر في اللقاء الفاصل الذي أقيم بينهما في السودان لتحديد المتأهل لنهائيات كأس العالم، لأنه لو فاز منتخب مصر بالمباراة "لتعرض الفراعنة للقتل على أيدي الجماهير الجزائرية في أم درمان"، على حد قوله.
ووصف غريب أجواء المباراة بأنها عدائية، ملمحا إلى استفزازات بعض لاعبي منتخب الخضر للاعبي منتخب مصر قبل بداية اللقاء.
واتهم المدرب العام لمنتخب مصر حكم اللقاء السيشيلي، إدى مايية، بأنه لم يحم لاعبي مصر قبل بداية المباراة عندما سمح بوجود أعداد كبيرة ممن ليس لهم دور داخل الملعب. كما ألقى باللوم على بعض المسؤولين الذين رفضوا تقدم منتخب مصر بشكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بعد أن تعرض عدد من لاعبيهم للتسمم في الجزائر خلال اللقاء الأول الذي جمع بين المنتخبين، بداعي الحفاظ على العلاقات الأخوية بين مصر والجزائر.
لماذا فشل منتخب مصر في التأهل لنهائيات كأس العالم؟
لاشك أن المنتخب المصري أدى بشكل طيب في التصفيات، ونجح في العودة من جديد للمنافسة على بطاقة التأهل، بعد أن أخفق في أول مباراتين، حيث تعادل أمام زامبيا في القاهرة، وخسر بثلاثة أهداف مقابل هدف في الجزائر. ولكننا حققنا 12 نقطة متتالية، أمام رواندا "مرتين"، وزامبيا والجزائر، وهو ما لم يتحقق من قبل في تاريخ مصر بتصفيات كأس العالم.
بعد أن تساوينا مع الجزائر في عدد النقاط والأهداف، لعبنا مباراة فاصلة في السودان، ولكن للأسف لم تكن مباراة كرة قدم، ولكنها كانت مواجهة حربية أقرب منها إلى مباراة كروية. وفوجئنا بأشياء كثيرة لا تمت لكرة القدم بصلة من الجماهير الجزائرية في السودان.
خلال نزول منتخب مصر لملعب المباراة في السودان، فوجئنا بالجو العدائي داخل الملعب، واستفزازات كثيرة من لاعبي الجزائر، بخلاف سوء التنظيم، حيث وجدنا أعداداً كبيرة داخل الملعب، وهو أمر يتحمله حكم اللقاء، لأنه ما كان يصح أن يبدأ المباراة إلا بعد إخراج كل الجماهير من الملعب. ولكنه لم يفعل ذلك، وترك الحبل على الغارب، بدليل أنه بعد هدف الجزائر دخلت أعداد كبيرة من الجماهير إلى ملعب المباراة للاحتفال بالهدف.
قبل المباراة في السودان، تطرق البعض لمشاكل بدأت من الفندق، فما الذي حدث؟
فوجئنا بدخول عدد من الجماهير الجزائرية للفندق ويطالبون بحجز غرف فيه، وهو ما رفضته إدارة الفندق، وحاولوا إخراج هذه الجماهير التي رفضت إلا بعد تدخل الأمن السوداني، وبالمناسبة نوعية الجماهير الجزائرية التي حضرت المباراة ليست جماهير كرة القدم، ولكنها كانت جماهير نظامية، وكأننا في عرض عسكري.
ما تفسيرك لما وصفته بـ"استفزازات لاعبي الجزائر" لكم قبل المباراة؟
منتخب الجزائر كان على يقين بأنه سيخسر اللقاء الفاصل، وكانوا يجهزون أنفسهم لإفساد اللقاء لأنهم لا يريدون الذهاب لمونديال جنوب أفريقيا، ولكنهم لا يريدون للاعبي منتخب مصر الذهاب إلى جنوب أفريقيا.
ألا تستغرب نغمة أن البعض حمد الله على الخسارة بعد المباراة؟
هذا الشعور ليس مستغربا، لأنه لو فاز منتخب مصر بالمباراة لتحولت أرض الملعب إلى ساحة حرب ومجزرة حقيقية.
ولكنها مبررات للهزيمة؟
ما أقوله ليست مبررات، ولكنها حقيقة ما حدث في اللقاء، ومنتخب مصر ليس في حاجة للتبرير، لأنه مازال بطل أفريقيا. فنيا كان منتخب مصر هو الأفضل في اللقاء الفاصل، وأهدرنا عدداً كبيراً من الفرص، وسيطرنا على المباراة، ولم يصل منتخب الجزائر لمرمى منتخب مصر سوى ثلاث مرات فقط، نجح في استغلال واحدة منهم وأحرز هدف الفوز.
كيف علمتم بضرب الجماهير المصرية بعد المباراة؟
بعد اللقاء ذهب منتخب مصر لفندق الإقامة استعدادا للعودة إلى القاهرة، فوجئنا بأنباء تعدي الجماهير الجزائرية على الجماهير المصرية في الشوارع، وهو ما اضطرنا إلى التأخر بعض الشيء، لدرجة أن هناك من تخلى عن مقاعده على طائرة المنتخب، وتركها لبعض الجماهير المصابة التي عادت معنا.
البعض يرى أن ما حدث من جماهير الجزائر كان رد فعل لما حدث لمنتخبهم في مصر؟
لم يحدث شيئا مع منتخب الجزائر ولا الجماهير الجزائرية في مصر. ولا أفهم هل إلقاء طوبة من أحد الجماهير على حافلة المنتخب الجزائري يستحق كل ذلك، هذا إذا كان ذلك قد حدث بالفعل. فالتقارير الجنائية أكدت أن لاعبي المنتخب الجزائري هم من هشموا حافلتهم من الداخل في محاولة منهم لإفساد اللقاء قبل إقامته أو نقله خارج القاهرة.
الآن أستطيع القول إن منتخب مصر أخطأ في لقاء الجزائر الأول الذي أقيم بمدينة بليدة عندما فرط في حقه إثر تعرض عدد من لاعبيه والجهاز الفني للتسمم، وتدخلت السفارة المصرية في الجزائر ورفضت إبلاغنا للفيفا حفاظا على العلاقات بين البلدين، رغم أن لدينا تقارير طبية من أطباء جزائريين.
ألم تتوقعوا ما حدث في السودان بعد لقاء القاهرة في 14 نوفمبر/تشرين الثاني؟
لم يكن أحد يتصور كل ما حدث لأننا ذهبنا لمباراة كروية وليس لمعركة حربية. والجماهير الجزائرية ذهبت للسودان من أجل الانتقام من منتخب مصر بداعي القصاص لقتلاهم في القاهرة، كما نشرت إحدى الصحف الجزائرية، وهو خبر ملفق ولم يحدث بدليل أن جثث القتلى لم تظهر حتى الآن، وهناك أمر غامض في كل هذه الأحداث.
ماذا قال الجهاز الفني للاعبين بعد المباراة؟
هدأنا من حزن اللاعبين بعد الخسارة، لأنهم فعلوا ما كان مطلوبا منهم، وأكدنا لهم إنهم مازالوا أبطال أفريقيا، وعدم التأهل لنهائيات كأس العالم ليس نهاية الدنيا. ولكن بعد أن وصلتنا أنباء الاعتداء على الجماهير المصرية نسينا كل ذلك لأننا كنا أمام مصيبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ما حقيقة أن عدد من لاعبي المنتخب سيعتزلون اللعب الدولي؟
لم نتحدث في هذا الأمر، ولم يبلغنا أحد من اللاعبين بهذا القرار، وأمامنا بطولة الأمم الأفريقية القادمة في أنغولا، ونسعى للمنافسة عليها لتعويض الجماهير المصرية الوفية التي صفقت وشجعت الفريق بعد الخسارة أمام الجزائر.
هل سيلحق محمد أبوتريكة بنهائيات كأس الأمم؟
مازال أمامنا وقت طويل ولا داعي للاستعجال في الحكم على موقف أبوتريكة، خاصة وإنه من اللاعبين المؤثرين في المنتخب، ووجوده معنا في أنغولا سيزيد من قوة الفريق.