خاص بموقع CNN بالعربية
عمرو زكي
يبدأ موقع CNN بالعربية بنشر مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام كرة القدم العربية، يتحدثون فيها عن هموم اللعبة وطموحاتها، بالإضافة إلى أبرز قضاياها. وتنطلق هذه الحوارات من مصر، على أن تتوالى من الدول العربية الأخرى.
القاهرة، مصر( CNN)-- أرجع عمرو زكي لاعب منتخب مصر، عدم استمراره مع فريق ويغان الإنجليزي لموقف الزمالك الذي عرقل انتقاله، قائلا إنه "يقدر موقف نادي ويغان وتقديره لمديره الفني ستيف بروس."
واعترف زكي، في حوار مع CNN بالعربية بأن مسؤولي نادي الزمالك "بالغوا كثيرا في مطالبهم المادية مقابل الموافقة على انتقاله بشكل نهائي لفريق ويغان،" وأن "ما طلبه الزمالك لم يكن في حدود المقبول للاعب يلعب في الدوري الإنجليزي لأول مرة."
وأكد مهاجم منتخب مصر أنه لن يعود للعب في الدوري المصري في الموسم المقبل، بصرف النظر عن قرار نادي ويغان انسحابه من الصفقة، وأنه يمتلك عروضا أخرى في إنجلترا، ولكنه يرفض الإعلان عنها في الفترة الحالية.
وأشار عمرو زكي، 26 عاما، إلى أن منتخب مصر هو صاحب الحظ الأوفر في التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وأن منتخب زامبيا سيكون المنافس الأول لمنتخب مصر، وليس الجزائر، كما يتوقع البعض.
وتاليا نص الحوار مع زكي:
لماذا رفض ويغان شراء عقدك بشكل نهائي من الزمالك ؟
يتصور البعض أن ويغان رفض استمراري معه لأسباب فنية، ولكن مسؤولي نادي الزمالك هم السبب الرئيسي وراء انسحاب ويغان من الصفقة، بعد المبالغة في المقابل المادي الذي طلبه نادي الزمالك للاستغناء عني بشكل نهائي.
كيف وقف نادي الزمالك في طريق إتمام الصفقة؟
قبل مباراتي ويغان مع فولهام وبورتسموث في الدور الأول، طلب مسؤولو ويغان من وكيل أعمالي الحضور لإنجلترا للتفاوض معه على شراء عقدي بصفة نهائية من الزمالك، حسب الاتفاق المسبق بين الناديين. ووقتها طلب د. محمد عامر رئيس نادي الزمالك 15 مليون جنيه إسترليني، خاصة وأن النادي لديه عروض من أندية أوروبية أخرى بخلاف عرض ويغان، وهو ما رفضه مسؤولو النادي الإنجليزي، على اعتبار أن الزمالك يغالي في المقابل المادي.
بعد أن علم ستيف بروس المدير الفني للفريق بطلب الزمالك أبلغني بما حدث، وطلب مني التدخل لدى إدارة الزمالك لتخفيض المقابل المادي، وبالفعل تحدثت مع د. عامر الذي خفض المبلغ إلى 12 مليون جنيه إسترليني، ونقلت وجهة نظر الزمالك لمسؤولي ويغان، الذين أبلغوني على لسان المدير الفني أن العرض المقبول لديهم يتراوح ما بين 5 و 6 مليون جنيه إسترليني، بعد أن حصل الزمالك علي مليوني جنيه إسترليني مقابل الإعارة، وهو أكبر مقابل مادي دفعه ويغان في لاعب طوال تاريخه إلا أن الزمالك رفض المبلغ.
هل ترى أن ما عرضه ويغان مناسب؟
نعم، لأن الصفقة وقتها كانت ستكلف ويغان حوالي ثمانية ملايين جنيه إسترليني وهو مبلغ معقول جدا على لاعب يلعب في الدوري الإنجليزي لأول مرة.
ماذا حدث بعد ذلك؟
اجتمع معي ستيف بروس وشرح لي سياسة نادي ويغان، التي تتلخص في شراء لاعبين صغار يسعى لصناعتهم بشكل جيد ثم عرضهم للبيع، وأن النادي لا يسعى لبطولات لأنه ناد صغير مقارنة بأندية البطولات في إنجلترا، وأن النادي لن يسمح بنجوميتي ثم يقوم الزمالك ببيعي في نهاية الموسم مقابل مبلغ مادي كبير، دون أن يستفيد ويغان من ذلك، على هذا فقد قرر رئيس النادي عدم مشاركتي بصفة منتظمة مع الفريق في الدور الثاني حتى لا يستفيد الزمالك من إعادة تسويقي مرة أخرى.
كيف تلقيت قرار ويغان؟
لم أغضب من قرار نادي ويغان، خاصة وإنني أرى أن الزمالك لم يلتزم بالاتفاق الذي تم مع ويغان في بداية إعارتي، حيث اتفق ويغان مع الزمالك على شرائي بدفع أربعة ملايين جنيه إسترليني، وهو ما وافق عليه الزمالك وقتها، إلا أن هذا الاتفاق كان بشكل ودي دون وضعه في بنود عقد الإعارة، وتقبلت وجهة نظر مسؤولي ويغان.
ألا ترى أن المبرر الذي شرحته غير مقنع خاصة وأن بروس اشتكى من تغيبك عن الفريق خاصة بعد مشاركاتك مع منتخب مصر مثلما حدث بعد لقاء مصر وزامبيا؟
ما شرحته لم يكن مبررا ولكنها الحقيقة، أما حكاية شكوى ستيف بروس من عدم التزامي فهو تبرير خرج به النادي ليبرر استبعادي من التشكيل، خاصة وأن تأخري في الحضور من القاهرة بعد مباريات المنتخب المصري حدث مرتين في الدور الأول، ولم تحدث مشكلة، ومنها مرة كانت قبل لقاء ويغان وليفربول، ولعبت المباراة من بدايتها وأحرزت هدفين وأشاد بي بروس نفسه بعد اللقاء.
هل كنت تتوقع بدايتك ونهايتك مع ويغان؟
بدايتي مع ويغان كانت أكثر من ممتازة ، ولم أتوقعها بهذا الشكل ، وكنت أتوقع أن أجلس بعض الوقت علي مقاعد البدلاء ، حتى أتأقلم مع الأجواء الجديدة ، وطريقة لعب الفريق خاصة وإنها التجربة الأولي لي في إنجلترا ، إلا أن ستيف بروس دفع بي في التشكيل الأساسي من البداية ، وأحرزت الأهداف سريعا مما أكسبي ثقة كبيرة في نفسي .
الشكل الذي بدأت به مع ويغان لم يمنحني فرصة للتفكير في أن أتوقع نهايتي بالطريقة التي حدثت، ولم أكن أتوقع أن تنتهي علاقتي بويغان بهذا الشكل.
ما تبريرك لهبوط مستواك بشكل مفاجئ في الدور الثاني؟
أعترف بأن مستواي تراجع في نهاية الدور الأول، وهو أمر طبيعي في كرة القدم، وساندني بروس كثيرا في هذه الفترة، ومع بداية الدور الثاني تبلورت مشكلة الزمالك مع ويغان واتخذ النادي قرار عدم مشاركتي في المباريات، فلم أشارك مع ويغان في الدور الثاني سوى في مباريات قليلة للغاية، على عكس الدور الأول.
البعض ربط بين انتقال ميدو لويغان في الدور الثاني وابتعادك عن التشكيل، فما صحة ذلك من وجهة نظرك؟
انتقال ميدو من ميدلسبره لويغان في فترة الانتقالات الشتوية على سبيل الإعارة ليس له علاقة بابتعادي عن المباريات.
كيف تسير علاقتك بميدو خاصة بعد الخلاف الذي حدث بينكما عقب لقاء منتخب مصر وزامبيا؟
علاقتي مع ميدو أكثر من ممتازة، والأزمة الطارئة التي حدثت بيني وبينه انتهت سريعا ولم تأخذ أكثر من أسبوع، والتقيت به بعد عودتي للفريق بشكل طيب، ولا يمكن أن تحدث بيننا مشكلة.
هل تربط بين هبوط مستوى ويغان في الدور الثاني بغيابك؟
لا يمكن أن أقول ذلك، ولكن عندما نعود للأرقام نجد أن ويغان تراجع كثيرا وبشكل لم يكن متوقعا في الدور الثاني، بدليل أن الفريق لم يحصل إلا على سبعة نقاط في الدور الثاني كله، ولم يحقق الفريق الفوز سوى مرتين، أمام ساندرلاند وهال سيتي، ولولا أن الفريق كان يسير بشكل جيد في الدور الأول لعانى من صراع الهبوط في نهاية الدوري.
هل ستعود لفريق الزمالك من جديد في الموسم المقبل؟
بعد قرار نادي ويغان صرف النظر عن التعاقد معي بشكل نهائي، وهو ما أعلنه النادي على لسان ستيف بروس المدير الفني للفريق، دعنا لا نستبق الأحداث، وننتظر قليلا من الوقت، ولكن في كل الأحوال فلن أعود للعب في الدوري المصري في الموسم المقبل، وسأعلن الموقف النهائي في نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل.
هل تمتلك عقود أخرى في أوروبا؟
لا أريد أن أتحدث عن هذا الأمر في هذا التوقيت، حتى لا أتهم بالترويج لنفسي في وسائل الإعلام، وأعلم أن وكيل أعمالي لديه أكثر من عرض في إنجلترا تحديدا، وأتصور بأنني سأستمر في الدوري الإنجليزي في الموسم المقبل، بعد النجاح الذي حققته في ويغان ، لاسيما في الدور الأول من الموسم المنتهي.
كيف تقيم تجربتك الأولى في إنجلترا؟
لاشك إنها كانت ناجحة جدا خاصة في بدايتها، بدليل أنني شاركت في 24 مباراة، وبدأت ضمن التشكيل الأساسي في 19 مباراة، وأحرزت 10 أهداف، وهو عدد كبير في أولى تجاربي، وهو ما لم يتوقعه أحد، وأنهيت الموسم وأنا هداف الفريق، وكنت هداف الدوري الإنجليزي لأكثر من تسعة أسابيع، واختارتني وسائل الإعلام الإنجليزية رجل المباراة في 19 مباراة، ودخلت ضمن فريق الأسبوع في الدوري أكثر من مرة، وكلها نجاحات تحسب لي.
ما هو الفارق بين الكرة الإنجليزية والمصرية؟
الفوارق كثيرة ومن الظلم أن نقارن بينهما، ولكن أكثر شيء لفت نظري بخلاف الالتزام والاحترافية، هو عدم الخلط بين الكرة والدين، كما يحدث في الكرة المصرية والعربية ، ففي الكرة العربية يرجع البعض تألق لاعب لتدينه وهو أمر غير موجود في أوروبا بشكل عام، فعلى سبيل المثال، نجد أن المصريين يرجعون تألق لاعب مثل محمد أبوتريكة لتدينه، فيما يرجعون عدم توفيق لاعب أخر إلى عدم تدينه، ولم يقل أحد أن أبوتريكة لاعب يخلص في التدريبات ، على عكس بعض اللاعبين.
كيف ترى حظوظ منتخب مصر في تصفيات كأس العالم؟
من الظلم ألا يصل هذا الجيل لنهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب إفريقيا، بعد أن حقق كثيرا من الإنجازات، وأؤكد أن المنتخب المصري مازال صاحب الحظوظ الأكبر في التأهل لمونديال 2010، بصرف النظر عن التعادل الذي حققه المنتخب أمام زامبيا في أولى مباريات التصفيات في القاهرة.
كيف ترى مباراة الجزائر ومصر المقبلة في مدينة بليدة الجزائرية؟
سنلعب تلك المباراة من أجل الفوز، وفريقنا يمتلك الإمكانيات والقدرة على تحقيق ذلك، والجزائر لن يكون المنافس الأول لمنتخب مصر في التصفيات كما يرى البعض، ولكن أرى أن منتخب زامبيا سيكون المنافس الحقيقي.