حاوره: مصطفى العرب
جمال طه، لاعب نادي الأنصار اللبناني
ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام كرة القدم العربية، يتحدثون فيها عن هموم اللعبة وطموحاتها، بالإضافة إلى أبرز قضاياها.
بيروت، لبنان (CNN) -- قال جمال طه، النجم السابق لخط وسط منتخب لبنان ونادي الأنصار، والمدرب الحالي لنادي الأنصار، إن فريقه الذي دخل موسوعة غينيس لإحراز لقب الدوري 13 مرة، بينها 11 متتالية، يعوّل على اللاعبين الشبان والمواهب التي تربت في النادي للمنافسة على لقب الموسم المقبل، دون نفي الحاجة لمهاجمين أجانب.
وبدا طه متشائماً في الحديث عن أوضاع الكرة اللبنانية، التي اعتبر أنها "انزلقت في هاوية يصعب إخراجها منها،" إلى جانب دخول الضغوطات والانقسامات الطائفية والسياسية ساحة اللعبة بشكل "دمرها"، على حد تعبيره.
وقد التقى موقع CNN بالعربية جمال طه في ملعب بيروت البلدي، حيث كان يشرف على انطلاق تدريبات فريق الأنصار.
وفيما يلي نص الحوار:
لقد بدأ فريق الأنصار التدريب بشكل مبكر هذا الموسم (منتصف يونيو/حزيران) وقبل كل الفرق الأخرى، فهل يمكن أن تضعنا في أجواء هذا القرار؟
صحيح أن هناك أكثر من شهرين تفصلنا عن بدء المسابقات الرسمية، لكن كان من الضروري أن نجمع اللاعبين ونبدأ بالتدريب، إلى جانب أن الدوري انتهى في وقت مبكر، وقد مضى على الفريق 50 يوماً دون تدريب، وهذا سيؤثر على أي لاعب كرة. طبعاً لم ندخل بعد نطاق التمارين الجدية، التي ستنطلق بعد أسبوعين أو ثلاث. كما أن علينا أن نقوم بجردة حساب بالنسبة للاعبين الذين سيستمرون مع النادي وأولئك الذين عليهم المغادرة، وهذه الفترة المبكرة ستساعد على بلورة وتحديد الأمور السلبية والإيجابية، سواء على مستوى الأداء أو عناصر الفريق.
عشاق الأنصار لديهم شوق للألقاب، لكن النادي كان في مرحلة بناء خلال المواسم الماضية، فماذا يمكن أن تقول اليوم لمحبي الفريق؟
طبعاً الموسم الماضي كان صعباً على الجميع في النادي من لاعبين وإدارة، فقد انطلقنا بمدرب إنجليزي (روي توماس) لم يتجانس مع اللاعبين، ثم تسلمت التدريب، وواجهتنا مشاكل مادية كبيرة وقاهرة، وهي مستمرة، ونحاول مواجهتها بجهود الإدارة، وهذا تسبب "بخضة" للفريق، وحالة من عدم الثقة، أدت إلى ما أدت إليه. ولكن ما من شك أنه رغم الضغوط وعدم تحقيق ألقاب، إلا أن الفريق ظل متماسكاً على المستويات العمرية كافة، وأرى أن في هذا الموسم سيكون هناك ثبات للفريق على المستويين المادي، وهو الأهم، والفني كذلك.
ما هي مواطن النقص التي شخصتها بالفريق خلال الموسم الماضي والتدريبات الحالية؟
نحن نمتلك خامات محلية جيدة لكنها بحاجة إلى دعم من لاعبين أجانب، والتجانس بين العنصرين كفيل بتحقيق نتائج جيدة وحصد نقاط قد توصلنا إلى اللقب. وهناك أيضاً الخلل على المستوى المادي في النادي، والذي قد يؤثر علينا، ولكن أعتقد أنه بجهود الإدارة لن يكون هناك مشاكل حقيقية.
هل يمكن أن تكون أكثر تحديداً بالنسبة لمراكز اللاعبين الأجانب الذين تبحث عنهم؟
لدينا خط دفاع لبناني جيد، لذلك أفضّل البحث عن لاعبين في مراكز متقدمة، وخاصة الهجوم والوسط المهاجم. لدينا عدد من المهاجمين اللبنانيين الجيدين، لكنهم بحاجة إلى الخبرة بسبب صغر سنهم، ورحيل فادي غصن (المهاجم الذي انتقل للعيش بأستراليا) أثر علينا لأنه كان من الثوابت في الموسم الماضي، إلى جانب خبرته، وهو ما جعلنا نتمسك أكثر بالبحث عن مهاجمين واضحين، إلى جانب لاعب وسط مهاجم.
بالنسبة للانتقالات المحلية، هل هناك مفاجآت قد يقدم عليها نادي الأنصار؟
عبر السنوات الماضية كنا دائماً نضع نصب أعيننا أفضل عشرة إلى 15 لاعباً في فرق المقدمة، وخاصة النجمة والعهد والمبرة والصفاء، ونحاول استقطابهم، ولكننا لا نجد تجاوباً من الأندية التي تسعى بدورها للحفاظ عليهم من أجل المنافسة على البطولة. وهذه السنة لا تشذ عن القاعدة، لكن، وبسبب الأزمة المالية التي نواجهها منذ ثلاث سنوات توجهنا أكثر فأكثر إلى العناصر الشابة التي تتخرج من النادي، والتي نراهن على أن لها مستقبل، مثل قاسم ليلا وقاسم مناع وعلي فران. وسنحاول مواصلة البحث في استقطاب عناصر من الأندية الأخرى، لكن أشك في أن نتمكن من التعاقد مع لاعب مميز، مع أن الوقت ما يزال مبكرا، وهناك أمور غير متوقعة قد تحصل قبل انطلاق البطولة بعد أشهر قليلة.
كيف ترى مستقبل الكرة اللبنانية بسبب الخلافات المذهبية والسياسية التي غيبت الجمهور وأنهت بعض الفرق؟
أنا بصراحة لست شخصاً متشائماً، لكن ما يحصل اليوم كنت أراه منذ زمن.. الكرة اللبنانية انزلقت في هاوية يصعب إخراجها منها، وأنا لست أقول ذلك إلا لأنه واقعي، لم يعد لدينا كرة قدم في لبنان، وما هو موجود يقتصر على جهود فردية لأشخاص يمكن وصفهم بـ"المتهورين" الذين يتابعون تقديم المال والمساعدة للعبة باتت في الحضيض، إلى جانب غياب الجمهور. الأمور السياسية والطائفية باتت في عصب اللعبة، وللأسف هذه أول مرة نصل بكرة القدم اللبنانية إلى هذا الدرك، فالجمهور ينظر للعبة من منظور طائفي وسياسي بحت، وهذا دمّرها، بصرف النظر عن الأمور الفنية والإدارية، التي جمدت اللعبة ومنعتها من التطور.