فاس، المغرب (CNN)-- أبدت منظمة الصحة العالمية تفاؤلا حذرا حول مستقبل وضع فيروس H1N1 كوباء في العالم غير أنها حذرت في الوقت ذاته من سمات مقلقة أبرزها إصابة الفيروس لفئات أقل سنا مما يشكل خطورة على الصحة العامة، لاسيما في البلدان النامية ذات النظم الصحية الضعيفة.
وقالت المنظمة إن "الوباء ينتشر في عالم تتباين فيه مستويات الدخل وتتفاوت فيه سبل إتاحة الرعاية الصحية مما يجعل من هذا الوضع اختبارا أساسيا للعالم في ما يتعلق بقيم الإنصاف والعدالة والتضامن."
وطغت التهديدات المرتبطة بانتشار فيروس أنفلونزا الخنازير والآفاق التي تفتحها اللقاحات الجديدة على أشغال الدورة 56 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط التي افتتحت أعمالها الاثنين بمدينة فاس المغربية، والتي تبحث عددا من القضايا الصحية والوبائية من قبيل التهاب الكبد الوبائي وأمراض السرطان وتأثيرات حوادث السير على الصحة العامة في المنطقة.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان إن الحالة الوبائية لفيروس أنفلونزا H1N1 لا تزال مطمئنة بمجملها، حيث الغالبية العظمى من الحالات تعاني من إصابات متوسطة تشفى تماما خلال أسبوع واحد، وتقريبا بدون شكل من أشكال المعالجة الطبية، كما أنه لا توجد علامات وبائية وفيروسية تدل على أن الفيروس حقق طفرة تجعله أشد ضراوة.
وفي المقابل، حذرت تشان من بعض السمات المقلقة للفيروس الذي يصيب ويقتل فئات عمرية أحدث سنا، إذ بينما تخلف إصابات الأنفلونزا الموسمية 90 في المائة من الوفيات في صفوف المسنين ضعاف البنية والصحة، فإنه في ظل الموجة الحالية من الأنفلونزا، تبقى الوفيات في صفوف من تتجاوز أعمارهم 50 عاما نادرة نسبيا.
وأقرت تشان بأن الفيروس الجديد تسبب، بالنسبة لمجموعة صغيرة من المرضى، في اعتلالات شديدة الوطأة، تميزت بالإصابة بالالتهاب الرئوي الفيروسي الأولي، وتدهور سريري شديد السرعة، ذلك أن حالة المرضى تتطور خلال 24 ساعة من حالة طبيعية للنظام التنفسي إلى الإصابة بفشل في العديد من الأعضاء.
وفي إشارة إلى الوضع الوبائي المقلق في البلدان النامية، أشارت المسؤولة الدولية إلى أن إنقاذ الأرواح يتوقف على سرعة الاستفادة من معالجة تخصصية عالية المستوى في مرافق متخصصة على مستوى عال، وهو ما يندر في هذه البلدان.
ورحبت من جهة أخرى بتبرع تسعة بلدان، على غرار الولايات المتحدة، بجزء من حصتها من اللقاحات المضادة للفيروس للبلدان النامية، كما تبرعت الشركات الصانعة للقاح بملايين الجرعات منه، مسجلة أن الإمدادات الأولى الممنوحة من الدواء المضاد للفيروس وصلت إلى 121 بلدا.
وفي ندوة صحافية على هامش افتتاح الدورة، حذر زهير حلاج المستشار الخاص للمدير الإقليمي للمنظمة العالمية للصحة بشرق المتوسط، من أن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس وإن ظل محدودا في المنطقة حتى الآن، يبقى مرشحا للارتفاع مع اقتراب الموسم الذي تنشط فيه فيروسات الأنفلونزا الاعتيادية.
وبخصوص اللقاحات ضد المرض، التي دخلت طور التسويق عالميا، قال كيجي فوكودا مساعد المديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة إنه لم يثبت حتى الآن وجود آثار جانبية سلبية للقاح الحالي مؤكدا أن المنظمة تولي اهتماما خاص لتوفير اللقاحات بالنسبة للدول الأقل تقدما بأسعار مناسبة.
وفضلا عن تحدي الفيروس يناقش وزراء الصحة في 22 بلدا في منطقة شرق المتوسط، ولفيف من الخبراء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، جدول أعمال مكثف يشمل قضايا وبائية مختلفة في مقدمتها مكافحة السرطان والوقاية منه وحوادث المرور على الطرق وتحسين أداء المستشفيات ومكافحة التدخين ومدونة توظيف العاملين الصحيين على المستوى الدولي والتحدي المتزايد لالتهابات الكبد الفيروسي "بي" و"سي" في منطقة شرق المتوسط.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.