غزة، قطاع غزة (CNN) -- فيما أعلن في قطاع غزة ارتفاع عدد الوفيات جراء مرض انفلونزا الخنازير إلى 10، وارتفاع عدد الإصابات إلى 52 حالة، نددت مصادر طبية في القطاع بتقليل حكومة إسماعيل هنية المقالة من خطر المرض واعتبرته جريمة.

فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن وفاة مواطنين في قطاع غزة جراء إصابتهما بانفلونزا الخنازير ما يرفع عدد الوفيات جراء هذه الجائحة في القطاع إلى عشرة.

وأفاد مدير عام وحدة الإعلام بوزارة الصحة، الدكتور عمر النصر، بأن المتوفيان هما سيدة تبلغ من العمر (25 عاما) وشابا في الخامسة والثلاثين من عمره، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

وأكد النصر أن الإصابات بهذه الجائحة في قطاع غزة بحالة ارتفاع، عازياً ذلك إلى ما وصفه بـ"التعتيم والتضليل" الذي قامت به حركة حماس على عدد الإصابات الحقيقي وحالة هذه الإصابات، وعدم أخذها الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه الجائحة.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في حكومة هنية ارتفاع عدد الوفيات بالمرض إلى 8 حالات، وارتفاع عدد الإصابات المثبتة مخبرياً إلى 52 إصابة، مشيرة إلى أنه تتم متابعتها إعطاؤها العلاج أولاً بأول، وفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام.

وأشار بيان وزارة الصحة في غزة إلى أن الوفاة سجلت لطفلة كانت مصابة بفشل كلوي، وكانت أصيبت قبل أربعة أيام بفيروس إنفلونزا الخنازير، الذي تبين بعد إجراء الفحص المخبري لها، وتم إعطاؤها العلاج، لكن نتيجة لضعف المناعة لديها لم يتمكن جسمها من المقاومة.

وقال مصدر طبي في غزة إن حركة حماس في القطاع تقلل من مخاطر انفلونزا الخنازير مما يشكل "جريمة كبرى واستهتارا بارواح المواطنين" بحسب ما نقلت "وفا" عن المصدر الطبي.

وأوضح ألمصدر أنه رغم خطر وباء أنفلونزا الخنازير عالمياً، والاهتمام الدولي للوقاية منه، وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس يوماً بعد يوم في قطاع غزة، فإن حركة حماس تعمل على التقليل من مخاطره وتحديداً عبر أئمة المساجد.

وأشار المصدر إلى أن ما يشهده قطاع غزة على صعيد الاهتمام بالمرض وسبل الوقاية والعلاج "يختلف تماماً عن كافة الدول العربية والعالمية في الكرة الأرضية، فالتقليل من خطورة المرض هو الصفة السائدة في القطاع."

وحذر مصدر طبي، تحفظ على كشف اسمه لـ"وفا"، "المواطنين من انتشار المرض بسرعة نظراً لعدم جهوزية مستشفيات القطاع للتصدي لمعالجة المصابين"، مؤكداً أن الوضع الصحي في القطاع صعب للغاية. وأشار إلى عدم وجود كفاءات طبية تمكنها من التصدي لهذا الوباء العالمي.

وأوضح أن الدول المتقدمة في الطب قلقة من المرض وانتشاره وسجلت مئات الوفيات رغم التقدم الطبي لديها، متسائلاً "فكيف في قطاع غزة ذي الكثافة السكانية العالية والذي يتعرض لنقص في الأدوية أصلاً؟"

وكان أكاديميون في قطاع غزة قد قالوا في ندوة علمية عقدت في "جامعة فلسطين" بغزة إن "انفلونزا الخنازير" ليس مرضًا قاتلاً ولا داعي للقلق والهلع منه.

وأوضح القائمون على الندوة أنها تأتي لتوضيح "بعض القضايا فيما يخص المرض وطرق الوقاية منه؛ حتى لا يصاب الناس بهستيريا المرض، خاصةً أن كل مرض يوجد له طرق لعلاجه والوقاية منه."

وشارك في الندوة، التي عقدتها كلية طب وجراحة الفم والأسنان في "جامعة فلسطين" بالتنسيق مع "وحدة الجودة والنوعية" عميد كلية طب وجراحة الفم والأسنان، الدكتور جمال نعيم، وعميد الجودة والنوعية في الجامعة الدكتور محمد عجور، ورئيس قسم الأمراض الصدرية في مستشفى "الشفاء" الدكتور وليد داود، والمختص في الكائنات الدقيقة المحاضر بكلية طب جامعة الأزهر الدكتور ناهض اللحام، والعديد من الأكاديميين والطلبة.

وقال اللحام، في الندوةً التي جاءت بعنوان 'انفلونزا الخنازير H1N1 والوقاية منها'، إن هذا المرض ليس بمرض قاتل ولا داعي للهلع، وفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام.

وأوضح قائلاً: "توجد مجموعة صغيرة من البشر قد تكون معرضة لمضاعفة المرض"، مشيرا إلى أن 24 مليون شخص في أمريكا أصيبوا به ولم يدخل المستشفى سوى 98 ألف حالة، توفي منها 8000 حالة فقط.

من جهته، أوضح داود أن الغالبية العظمى من المرضى بانفلونزا الخنازير يشفون تلقائيا بدون علاج، وهناك تهويل للمرض لأسباب تسويقية للعلاج والمضادات، وقال: "إن أرقام المصابين بالمرض في قطاع غزة مرشحة للزيادة، وكذلك الوفيات، خاصةً في ظل حالة الازدحام السكاني في غزة."