الحجاج يضعون الأقنعة الواقية خوفاً من الوباء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع اقتراب موسم العمرة، الذي عادة ما يبلغ أوجه في شهر رمضان المقبل، ومن بعده موسم الحج، تتزايد المخاوف من تفشي وباء "أنفلونزا الخنازير" بين ملايين المسلمين، الذين يتوافدون على بيت الله الحرام، خاصة بعد إعلان السلطات السعودية عن تسجيل ثاني حالة وفاة بسبب المرض.
ومما يزيد المخاوف أن أولى الوفيات الناجمة عن مرض أنفلونزا الخنازير، على مستوى الدول العربية، كانت لسيدة مصرية، أُصيبت بالفيروس أثناء أدائها العمرة بالمملكة، وتوفيت بعد عودتها إلى مصر، مما أثار جدلاً واسعاً، حول كيفية حماية ملايين الحجاج من هذا الخطر المحدق بهم.
وفي هذا الإطار، استضافت القاهرة مؤخراً، اجتماعاً طارئاً لوزراء الصحة العرب، قرروا فيه منع بعض الفئات، التي قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، كالأطفال دون الثانية عشرة، وكبار السن الذين تجاوزوا الخامسة والستين، إضافة إلى هؤلاء الذين يعانون أمراضاً مزمنة، من أداء فريضة الحج هذا العام.
بالإضافة إلى ذلك، فقد حث المسؤولون السعوديون، المسلمات الحوامل على البقاء في بلدانهن هذا العام، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات السعودية عن إقامة عدة مراكز صحية، لحجز أي حالات قد يتم الاشتباه بها عند قدومها إلى مطارات المملكة.
وفضلاً عما أقره الوزراء العرب في اجتماعهم بالقاهرة، فقد أكد وزير الصحة السعودي، الدكتور عبد الله الربيعة، أن المملكة، التي تجاوزت عدد الإصابات فيها أكثر من 230 حالة، وضعت خطة تتضمن 15 توصيةً، بهدف تأمين الحماية اللازمة للحفاظ على صحة الحجاج.
وقال في هذا السياق: "التوصية الأهم من بين كل ذلك، أنه يجب على الحجاج أن يتناولوا اللقاحات الروتينية الخاصة بالأنفلونزا قبل أسبوعين من موعد الحج أو العمرة، وإذا كانت اللقاحات المضادة لـH1N1 متاحة، فعليهم أيضاً أن يتناولوها قبل قدومهم إلى المملكة بفترة كافية."
ورغم كل هذه الإجراءات الاحترازية، ومنها إقامة السعودية عدة مراكز صحية، لحجز أي حالات قد يتم الاشتباه بها عند قدومها إلى مطارات المملكة، يرى المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط، الدكتور إبراهيم الكرداني، أنه قد يكون من المحال تفادي وقوع إصابات بين الحجاج.
وأضاف قائلاً: "لقد ناقش الاجتماع بالتفصيل، سبل التنسيق بين الدول العربية والمملكة العربية السعودية، من أجل التأكد من أن هؤلاء الراغبين في أداء الحج والعمرة، من تلك الفئات الأكثر عرضةً للمرض، لن يسلكوا قنوات غير شرعية للحصول على تأشيرة دخول إلى الأراضي المقدسة."
وفي تصريحات سابقة، قال الربيعة إن المملكة لن تفرض قيوداً على العدد الإجمالي للراغبين في أداء الحج والعمرة، مشيراً إلى أن الرياض لم تمارس أي ضغوط على الاجتماع الطارئ لوزراء الصحة لإقليم شرق المتوسط، لمنع تأجيل موسمي الحج والعمرة.
وبينما شدد على أن التوصيات التي أسفر عنها الاجتماع "مبنية على أسس علمية"، فقد أشار إلى أن "تكاليف الحج والعمرة وخدماتهما ترهق الاقتصاد السعودي، كما أن زيادة الأحداث تزيد من إرهاق الاقتصاد السعودي، وبالتالي فإن المملكة لا تهدف إلى تحقيق ربح اقتصادي من وراءهما."