CNN CNN

انفلونزا الخنازير في المدارس العربية.. والفيروس ينتشر

إعداد: عبد الحليم حزَين
الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:12 (GMT+0400)
في السعودية.. الاحتياطات تبدو على البعض خشية التقاط الفيروس
في السعودية.. الاحتياطات تبدو على البعض خشية التقاط الفيروس

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- افتتحت المدارس أبوابها في بعض الدول العربية، فيما مازال بعضها الآخر ينتظر الانتهاء من إجازة عيد الفطر لتفتح أبوابها، غير أن هذا الأمر ليس هو ما يقلق المواطنين في تلك الدول، بل فيروس انفلونزا الخنازير H1N1، الذي أخذ ينتشر بسرعة، وعدم وجود خطط صحية وطنية واضحة للحيلولة دون إصابة الطلاب وانتشار الفيروس بينهم.

الإجراء العام الذي تقرر حتى الآن، والذي يبدو أن الدول والحكومات العربية عازمة عليه، هو "الإغلاق"، أي أن قرارتها تبدأ بـ"رد فعل"، وذلك لعدم جاهزية المدارس على مواجهة الفيروس، وكذلك لغياب التخطيط الكافي والواضح في وزارات التربية والتعليم في الدول العربية.

ولكن.. حتى إغلاق المدارس وتعليق الدراسة سيكون متأثر حسب الحالة وشدة انتشار المرض، في ظل عدم وجود خطة صحية متكاملة لمقاومة الفيروس، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كوباء.

حالياً، تكتفي وزارات الصحة والتعليم بما يمكن تسميته "الإرشادات العامة" على أن تتوسع في خطط المقاومة تدريجياً، وهو أمر ينطوي على خطورة بعض الشيء، إذ يجب عدم انتظار انتشار المرض لاتخاذ خطوات بشأنه، والاكتفاء برد الفعل على انتشار الفيروس.

إغلاق المدارس وتعليق الدراسة

بعض الدول العربية، مثل سلطنة عمان واليمن، أجّلت الدراسة، إلا أن فترة التأجيل تختلف من دولة إلى أخرى.

من جهتها، أصدرت منظمة الصحة العالمية  WHO إرشادات بشأن التدابير التي يمكن اتخاذها في المدارس للحد من أثر جائحة الأنفلونزا H1N1.

وتستند هذه التوصيات إلى التجارب التي عاشتها عدة بلدان في الآونة الأخيرة وإلى دراسات أُجريت من أجل تبيّن العواقب الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن غلق المدارس، وقد تولى الاضطلاع بتلك الدراسات أعضاء شبكة منظمة الصحة العالمية غير الرسمية المعنية بوضع النماذج الرياضية للجائحة.

وقد أظهرت التجارب المتاحة حتى الآن دور المدارس في زيادة انتشار الفيروس، داخل مبانيها وفي عموم المجتمع المحلي على حد سواء، غير أنه لا يوجد أيّ تدبير بإمكانه وقف تفشي العدوى في المدارس أو الحد منها، ممّا يتيح للفيروس فرصاً متعدّدة للانتشار.

وتوصي منظمة الصحة العالمية باستعمال طائفة من التدابير التي يمكن تكييفها مع الوضع الوبائي المحلي والموارد المتاحة والدور الاجتماعي الذي تؤديه كثير من المدارس، مثل ضرورة بقاء الطلاب والمدرسين في بيوتهم إذا ما شعروا بوعكة صحية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن القرارات الخاصة بإمكانية غلق المدارس أثناء انتشار الأوبئة والتوقيت المناسب للقيام بذلك يعتمد على الظروف المحلية، وهناك إرشادات عامة مستقاة من التجارب التي مرّت بها مؤخراً عدة بلدان.

ويمكن مباشرة غلق المدارس كتدبير استباقي يرمي إلى الحد من تفشي المرض في تلك المباني وانتشاره منها إلى المجتمع المحلي عموماً، كما يمكن أن يكون غلق المدارس من تدابير الاستجابة عندما يتم غلق تلك المباني أو تعليق الدراسة بسبب ارتفاع مستويات تغيّب الطلاب والعاملين إلى درجة يتعذّر فيها مواصلة إعطاء الدروس.

وتتمثّل المنفعة الرئيسية من غلق المدارس بشكل استباقي في إمكانية خفض وتيرة انتشار الأوبئة في منطقة ما والتمكّن، بالتالي، من تخفيف ذروة الإصابات بالعدوى.

تشير دراسات نموذجية إلى أنّ غلق المدارس يعود بأكبر المنافع عندما يتم في المراحل المبكّرة جداً من الأوبئة، ومن الأنسب القيام بذلك قبل أن يطال المرض 1 في المائة من السكان.

إصابات الفيروس عربيا

في صنعاء، أعلنت وزارة الصحة اليمنية الثلاثاء عن اكتشاف 15 حالة جديدة بفيروس H1N1، ليرتفع بذلك عدد الحالات المصابة بالمرض في اليمن إلى 127 حالة.

وقال مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بالوزارة الدكتور عبد الحكيم الكحلاني فى تصريحات صحفية أدلى بها الثلاثاء أن الـ15 حالة المكتشفة هي ليمنيين خالطوا حالات مصابة بالفيروس.

هذا وسجل في اليمن حالة وفاة واحدة جراء الفيروس، فيما لا تزال 49 حالة تحت العلاج والعزل.

وفي الضفة الغربية، اكتشفت 7 حالات إصابة بين طلبة المدرسة الإسلامية للذكور، الأمر الذي دفع بوزير الصحة الفلسطيني، فتحي أبو مغلي، إلى اتخاذ قرار بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم بإغلاق المدرسة.

وبذلك ارتفع عدد المصابين بفيروس انفلونزا الخنازير في الأراضي الفلسطينية إلى 129 بينهم، حالة وفاة واحدة في رام الله.

وفي الأردن، تم تسجيل 12 إصابة جديدة بالمرض في عمان بين الطلاب، ما رفع إجمالي الحالات بين طلبة المدارس ورياض الأطفال إلى 62 إصابة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا."
 
وارتفع عدد الإصابات في الأردن إلى 227 حالة، ولم تسجل أي حالة وفاة، ولم يتخذ وزير الصحة الأردني، نايف الفايز، أي إجراء بإغلاق المدارس فيها حتى الآن.

وفي الكويت، تم تسجيل سابع حالة وفاة بالفيروس بحسب ما ذكرته وزارة الصحة الكويتية الثلاثاء.

أما في سوريا فقد تم تسجيل 43 إصابة بالفيروس، بينها حالتا وفاة، فيما لم يتم تسجيل أي إصابة في المدارس بحسب مدير الأمراض السارية والأوبئة في وزارة الصحة السورية، الدكتور محمود كريم.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.